توظيف صديق أو فرد من العائلة.. فكرة جيدة ؟
العمل مع صديق أو فرد من أفراد العائلة فكرة مغرية، فهم الجهة التي تثق بها وتعرفهم منذ الأزل وإختبرت معهم الحياة بحلوها ومرها. العلاقة القوية موجودة ومتينة وبالتالي هم خير سند لك في عملك سواء كنت صاحب الشركة أو تعمل في منصب متقدم في تلك الشركة. ولكن هناك الكثير من الأمور التي يمكنها أن تفسد العلاقتين، علاقة الصداقة أو تلك الخاصة بصلة القرابة وعلاقة العمل. هناك الكثير من الحدود والضوابط التي تتعلق بالعمل والتي لا يمكن لعلاقة الصداقة أو صلة القرابة إحتمالها.
السؤال الذي يخطر على بال أي شخص يفكر بإتخاذ هذه خطوة.. هل توظيف صديق أو فرد من أفراد العائلة فكرة جيدة؟ الإجابة واضحة ومباشرة، كلا هي أسوأ فكرة ممكنة. والقيام بذلك هو خسارة على كل الأصعدة، العلاقة على الصعيد الشخصي ستتدمر وحياتك المهنية ستتضرر بشكل أو بآخر وذلك لمجموعة من الأسباب التي سنذكرها عند تفنيد سبب كون ما تفكر به حالياً يجب ألا يتم تنفيذه على أرض الواقع على الإطلاق.
كيف تحول الشاب دانييل عيسى من لاجئ لصاحب علامة تجارية فاخرة تباع لأثرياء أوروبا؟
الصديق الجيد قد لا يكون موظفاً جيداً
نعم هو صديق مخلص ومحب ولعله صديقك المفضل منذ أيام الطفولة وما قام به من أجلك لم يقم به أي شخص اخر، وقد يكون احد افراد عائلتك المفضلين وتود وبكل قواك منحه فرصة كي يؤسس لحياة جيدة لنفسه. ولكن كل هذه الأمور لا أهمية لها فالصديق الجيد لا يعني بالضرورة أنه موظف جيد. أنت تعرف شخصيته الإجتماعية ولا تملك أدنى فكرة عن شخصيته المهنية، فما لو تبين لاحقاً بأنه خمول، أو من الفئة التي لا تتقبل الملاحظات، أو من النوع الذي يعتبر التقدم في الحياة المهنية معركة شرسة وبالتالي لا يكترث لمن يدمر خلال مرحلة الصعود.. حينها ستكون في موقف لا تحسد عليه على الإطلاق. وحتى ولو قمت بطرح عشرات الأسئلة وتخيلت معه كل السيناريوهات الممكنة، ما قد يقوله قد يختلف كلياً عن تصرفاته المهنية. حينها انت بين نارين، فهو موظف سيء ولكنه صديق مثالي وأن حاولت تصحيح الخطأ الاول والذي هو توظيفه فستخسره كصديق وإن تجاهلت الامر وحافظت على الصداقة فصورتك في مكان عملك ستهتز فأنت تتجاهل أخطاء شخص لمجرد انه قريب منك.
الحدود عندما توظف صديقاً يسهل تجاوزها
غالبية القصص التي قد تجدونها على أي موقع كان يعني بالشؤون المهنية تتضمن نقطة واحدة مشتركة عند الحديث عن توظيف صديق أو فرد من أفراد العائلة. فالحدود ورغم أنها محددة من قبل والتي تأتي في إطار سياسة عامة والتي من الناحية النظرية واضحة بشكل كلي وتام ولكن مع الصديق أو فرد من أفراد العائلة هي مبهمة وعملياً لا وجود لها. علاقة الصداقة أو القرابة وعلى ما يبدو تجعل «الموظف» يعتبر بأنه يملك إمتيازات خاصة فما ينطبق على غيره لا ينطبق عليه وبالتالي قد يأتي متأخراً وقد يغادر بشكل مبكر، وقد لا يلتزم بالقوانين العامة التي يلتزم بها كل الموظفين. والمشكلة انه حتى ولو التزم بالغالبية الساحقة من القوانين تجاوزها سهل للغاية، فالعلاقة التي تربطه بك تسهل عليه القيام بذلك سواء كان يقوم بذلك بشكل متعمد أو بشكل غير مقصود.
فقط في ماليزيا.. حب الموظفين لشركتهم يدر عليها بليوني دولار أرباحا سنوية
معضلة التقييم والتأسيس لعلاقة مهنية
توظيف الصديق سيضعك أمام مجموعة كبيرة من المعضلات التي قد لا تجد لها حلاً. منذ البداية عدم التوظيف لم يكن خياراً، فالقرار محسوم. لاحقاً وعند بداية التأسيس لمرحلة العلاقة المهنية فإن تعقيدات الموقف ستجعلك أمام معضلات لا حلول لها. فلو إفترضنا أنه لم يقم بعمله كما يجب، هل يمكنك أن تحاسبه على ذلك كما تحاسب غيره من الموظفين؟ الاجابة معروفة بشكل مسبق، كلا لا يمكنك ذلك.
ماذا لو إتخذ قراراً ولم يعجبك وقمت بتجاوزه أو بإلغائه، كيف ستكون ردة فعله، وكيف ستكون ردة فعلك على ردة فعله؟ هل يمكنك منح صديقك أو الشخص الذي تربطك به صلة قرابة تقييماً سيئاً؟ ماذا لو خالفك الرأي علناً أمام الموظفين الاخرين؟ هل يمكنك ان تحاسبه على عدم إلتزامه بالموعد المحدد؟ والأصعب كيف ستحدد الراتب وماذا لو طلب علاوة لم يكن يستحقها؟ سيناريوهات نهاية الغالبية الساحقة منها سيئة على كل الأصعدة.
توقعاتك وتوقعاته سيفسدان الأمر
حين تقومبتوظيف صديق لك أو شخص تربطك به صلة قرابة توقعاتك ستكون مرتفعة. فعلاقتك به على الصعيد الشخصي جعلت مكانته خاصة، وبالتالي وبشكل تلقائي ستكون التوقعات المهنية مرتفعة وأحياناً غير واقعية. والعكس صحيح، هو سيتوقع المثل، سيتوقع مديراً رائعاً ووظيفة مثالية وتعامل مريح. ورغم ان المقاربة من الطرفين ومنذ البداية تؤسس للفشل إلا أن المشكلة الحقيقة هي أن التوقعات لن تكون نفسها من الطرفين..
أي ما تتوقعه منه سيختلف كلياً عما يتوقعه هو منك. وهكذا بوجهات نظر مختلفة، وتوقعات متناقضة، وحدود يسهل تجاوزها، وتخوف من الطرفين مما قد يحدث، كل شيء سيسر نحو الفشل بسرعة البرق. والنتيجة هي خسارة مهنية لك وله، وخسارة لعلاقة الصداقة أو الود التي تربطك بقريب لك.