تنظيم الوقت في رمضان ليس بهذه الصعوبة.. إليك استراتيجية ناجحة
في شهر رمضان يبدو وكأنه لا يوجد ما يكفي من الوقت للقيام بأي شيء.
فمهما خطط للشخص للقيام بعدة أمور إلا أنه يجد نفسه دائماً متأخر عن الجدول الذي حدده لنفسه وبالتالي يتم التأجيل والتعديل يومياً لدرجة ان الجدول يصبح فوضى عارمة ومواعيد متداخلة ما يجعله يفشل بشكل كلي.
في المقابل قد لا تكون من النوع الذي يخطط بشكل مسبق وتترك الامور لتسير وفق ما يحدث في نهارك أو ليلك.. ولكنك بالتأكيد حالك حال الغالبية لا تجد ما يكفي من الوقت للقيام بكل ما تريد القيام به.
تنظيم الوقت قد يبدو للبعض صعب جداً في شهر رمضان بحكم أنه بالفعل هناك عشرات الامور التي يجب القيام بها ضمن مهلة زمنية ضيقة جداً ولكنه بالتأكيد ليس مستحيلاً.
في الواقع هو أسهل مما يخيل للبعض شرط أن يتم وضعه وفق أهداف منطقية قابلة للتنفيذ.
في موضوعنا هذا سنحاول مساعدتكم للتخطيط لوقتكم بشكل يمكنكم من تنفيذه وبالتالي تحققون كل ما تسعون لتحقيقه خلال شهر رمضان.
كيف غير رمضان عادات استخدام مواقع التواصل بالمنطقة العربية ؟
تملك فائضاً من الوقت
خارج شهر رمضان هناك عشرات الدقائق التي تذهب لعدة امور لا تقوم بها عادة خلال شهر رمضان ومنها تناول الفطور، شرب فنجان قهوة، تناول الغذاء وحتى الذهاب لشرب الماء خلال ساعات العمل. وهذ الدقائق المتفرقة وحين تجمعها فهي ستتراكم لتصبح ساعتين في الحد الادنى.. أي انك عملياً انت تملك ساعتين إضافيتين في الحد الأدنى خلال شهر رمضان.
ولكن لماذا تشعر بأنك لا تملك ما يكفي من الوقت؟ السبب بكل بساطة هو أنك تؤجل كل شيء لما بعد الإفطار وتمضي نهارك وأنت في حالة من الجمود. وهذه المقاربة خاطئة حين تقسم المهام التي عليك القيام بها في رمضان يجب توزيعها بين ساعات النهار وساعات الليل.
التخطيط بشكل مسبق
تنظيم الوقت يتم تقسيمه بين التخطيط والتطبيق. من دون التخطيط المناسب لا يمكن تحقيق الحد الادنى مما تريد تحقيقه وبالتالي لن تصل الى أي نتيجة متوخاة وهكذا ستشعر بان شهر رمضان مر بسرعة بالغة من دون ان تتمكن من الفوز به.
للتخطيط عليك ان تعرف ما هي الاهداف التي تسعى إلى تحقيقها.. فهل تريد ختم القرآن لمرة واحدة أو مرتين، هل تريد أن تزيد من نسبة معرفتك حول هذا الامر أو ذاك، ام تريد قراءة عدد محدد من الادعية؟ حدد الاهداف كي تتمكن وفقها من تقسيم وقتك.
حدد الوقت المخصص للعبادة
بقدر ما تود أن تود ان تتفرغ للعبادة بشكل كلي خلال شهر رمضان إلا ان الامر هذا غير منطقي وغير متاح ولا يمكنك القيام به فهناك الإلتزامات والمسؤوليات الاخرى التي عليك القيام بها. لذلك ما عليك فعل هو عدم إهمال واجباتك وفي الوقت نفسه عدم السماح لها بالهيمنة على حياتك الرمضانية.. أي عليك إيجاد التوازن المثالي.
التوازن المثالي هذا يمكن تحقيقه من خلال تحديد الوقت الذي تريد ان تخصصه للعبادة ومن هناك تخصص لكل جزئية من حياتك الوقت الذي تحتاج اليه.
مثلاً لو افترضنا بانك تعمل بوظيفة بداوم يصل لـ ٨ ساعات يومياً، وتنام لـ ٦ ساعات، وتحتاج الى ساعة على الاقل للقيام ببعض الامور والمهام المتعلقة بك أو بزوجتك أو أولادك.. ويضاف الى ذلك الوقت الذي تحتاج اليه للإفطار وطبعاً هناك الوقت الذي تمضيه في الإزدحام المروري.. الصورة قد تبدو كارثية ولكن حين تحددها بالدقائق وتقوم بطرحها من ٢٤ ساعة ستجد بانك تملك على الاقل بين ٤ الى ٥ ساعات للعبادة.
بطبيعة الحال الوقت المتوفر هذا للعبادة قد يزيد أو ينقص وفق المهام التي على الشخص القيام بها ولكن ما هو مؤكد ان كل واحد منا يملك الكثير من الوقت الذي يمكن تخصيصه للعبادة وللقيام بكل الامور الاخرى من دون الشعور بالتوتر.
استغلال ساعات الصباح
خلال فترة الصباح هناك فائض من الوقت الذي لا تقوم الغالبية بإستغلاله بشكل جيد. بعد السحور هناك الكثير من الوقت لممارسة العبادة، كما ان هذه الفترة خالية كلياً من الضجيج و الضغوطات ولا يوجد أي نوع من تشتيت الإنتباه. البعض يفضل النوم بعد السحور وهذه مقاربة مقبولة بحكم أنه لا يمكن للغالبية ان تبقى مستيقظة وبشكل يومي منذ السحور وحتى العودة من العمل في اليوم التالي. ولكن يمكن إعتماد هذه المقاربة خلال عطل نهاية الاسبوع وإستغلال الوقت الإضافي لقراءة القرآن والعمل على تحقيق المزيد من الاهداف التي قمت بوضعها.
لا تسمح للاخرين بفرض جدولهم عليك
بطبيعة الحال جدولك اليومي يتم وضعه بحيث يتناغم وبشكل مثالي مع جدول أفراد عائلتك والذي يسير لصالح الجميع. في المقابل وبما أن هناك افراد من العائلة الكبيرة وغيرهم من الاصدقاء والمعارف والذين يملكون جداولهم الخاصة فإن إمكانية فشلك بتنظيم وقتك مرتفعة جداً في حال سمحت لهم بفرض جدولهم عليه أو حتى جعلك تقوم بما لا تريد القيام به من خلال إصرارهم على دعوتك لهذا المكان أو زيارتك في تلك الساعة. لا حرج في الرفض خصوصاً وأن وقتك كله تم تنظيمه من اجل التفرغ للعبادة.