جوستين وولفيرتون من محامي شركات لصاحب أكثر مصنع آيس كريم مبيعًا في أمريكا
نجح المحامي الأميركي جوستين وولفيرتون مؤسس العلامة التجارية لصناعة الآيس كريم "هالو توب" ومديرها التنفيذي في التغلب على الإحباط الذي واجهه في البداية بعدما فشلت تجربة مصنعه المنزلي، لتصبح علامته التجارية هي الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة متجاوزة قيمتها ملياري دولار.
هؤلاء هم رواد الأعمال الأبرز في القارة السمراء لعام 2018
تحول كبير
بدأ وولفيرتون نشاط شركته في عام 2012 وكان يطلب جاهدًا مع متاجر السوبر ماركت الأمريكية وضع منتجاته من الآيس كريم المنخفضة السعرات الحرارية في ثلاجات هذه المتاجر التي كانت تهدد بوقف طلبات التوريد نظرا لقلة مبيعات "هالو توب"، منخفضة الدهون والسكر.
وقال وولفيرتون "جميعنا يواجه قدره. قلنا لهم: (اتركونا وسوف تتغير الأشياء)" ولكنه لم يكن باستطاعته التنبؤ بحجم التحول الكبير الذي سيطرأ على نشاطه. وبعد 6 أعوام من نشاط شركته أصبحت علامته التجارية هي الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة.
فقدت بريقها
عمل وولفيرتون (38 عامًا) قبل تأسيس "هالو توب" في لوس أنجلوس في وظيفة محامي شركات، وهي وظيفة فقدت بريقها لديه. وخطرت إليه فكرة الآيس كريم؛ بسبب القيود التي فرضها على نظامه الغذائي للتحكم في مستويات السكر في الدم.
وفي منزله بدلًا من وضع سكرية كان لديه وعاء من الزبادي اليوناني الممزوج بالفواكه يضيف منه لأغراض التحلية. وبعد شراء ماكينة صناعة آيس كريم بقيمة 20 دولارًا، وضع الخليط معًا لمعرفة ماذا سيكون المذاق وقال: "كان لذيذًا. وبناءً عليه، ما دام يعجبني مذاقه، فلم لا يعجب آخرين؟".
كيف أصبح مارك زوكربيرج ثالث أغنياء العالم بدلاً من وارن بافيت؟
اقترض أموال
وبدأ وولفيرتون تجربة مكونات غذائية أخرى، واستخدم اللبن بدلًا من الزبادي، لجعل الخليط مثل الآيس كريم عند تجميده، وإمكانية إنتاجه بكميات كبيرة. وقال: "استغرق الأمر عامًا من الفشل التام في البداية".
واستطاع وولفيرتون بدء مشروعه مع صديقه دوج بوتون، الذي كان يعمل أيضًا محاميًا في الخارج، واقترض أموالًا من الأسرة والأصدقاء، وحصل على قروض تُمنح للطلبة، ووصل حجم مديونية بطاقته الائتمانية 150 ألف جنيه إسترليني.
استراتيجية تسويقية
وقد اجتهد وولفيرتون وصديقه دوج بوتون كثيرا ووجدا السر في كثرة الانفاق على تسويق وترويج المنتج عن طريق بذل كثير من الجهود للترويج لعلامته الصغيرة بوسائل التواصل الاجتماعي حيث خطرت لـ"وولفيرتون" فكرة جديدة؛ إذ استعان بطلبة جامعة محليين لإرسال قسائم "هالو توب" إلى أناس لديهم أعداد كبيرة من المتابعين على موقعي يوتيوب وإنستجرام ينشرون مشاركات عن الصحة واللياقة البدنية.
كيف ستنقذ غواصة الملياردير الأمريكي إيلون ماسك أطفال الكهف التايلنديين؟ (فيديو)
كما كتب صحفي في عام 2016 لدى مجلة "جي كيو" مقالًا صغيرًا عن استمرار تناوله شخصيًّا آيس كريم "هالو توب" فقط لمدة 10 أيام متواصلة، ولاقت القصة رواجًا وزادت مبيعات "هالو توب" بعدها.
وقال وولفيرتون: "كانت هذه استراتيجية تسويقية كبيرة، واعتقدنا أنهم لو تمكنوا من شراء المنتج سيكون شيئًا عظيمًا، وإذا لم يفعلوا، فنحن وراءهم".
وفي عام 2016 باعت الشركة نحو 28.8 مليون عبوة بعائد قدره 132.4 مليون دولار، وهو أكثر من عائدات علامات تجارية عملاقة في المجال، مثل "بين آند جيريس" (المملوكة لشركة يونيليفر)، و"هاجين-دازس" (المملوكة لشركة نستله).
توسع وانتشار
وعن هذا الإنجاز قال وولفيرتون إن نجاح العلامة التجارية "هو اعتراف بذكاء المستهلكين الذي أصبح أكبر مقارنة بالكثير من الشركات". ونظرا لهذا النجاح فقد تلقى وولفيرتون الكثير من طلبات الاستحواذ، من بينها عرض من شركة "يونيليفر" بقيمة ملياري دولار أمريكي.
ولكنه رفض جميع العروض المقدمة، مشيرا إلى أنه يركز حاليا على الانتشار على مستوى العالم حيث استطاعت الشركة في العام الماضي افتتاح فرع لها في بريطانيا وتصدّر لدول من بينها أستراليا وسنغافورة،
مؤكدا أنه في غضون خمس سنوات ستكون "هالو توب" واحدة من أكبر العلامات التجارية للآيس كريم في العالم.