فرانك ويليامز أباغنيل.. قصة المحتال الأذكى في العالم
يشغل فرانك ويليامز أباغنيل منصب المستشار الأمني في الحكومة الفيدرالية ومحاضر في أكاديمية التحقيقات الفيدرالية ومكاتبها الميدانية بعد أن حصل على لقب المحتال الأذكى في العالم، فهو معروف بتاريخه في الخداع والتزوير والإحتيال، وادعى أنه اختصاصياً في أكثر من ثماني مجالات فكان طياراً وطبيباً ومحامياً وغيرها الكثير، واستطاع الهرب من الشرطة مرتين قبل أن يبلغ 21 عاماً من عمره.
وبعد إلقاء القبض عليه، قضى أقل من خمس سنوات في السجن قبل البدء بالعمل لدى الحكومة الفيدرالية ومساعدتهم في الكشف عن عمليات الإحتيال والتزوير، كما أنه يدير اليوم شركة أباغنيل وشركاه للإستشارات في مجال الإحتيال المالي.
كيف حقق جواز السفر الإماراتي "الصعود السريع" ليحتل المرتبة الأولى عالمياً؟
وكان والده أول ضحاياه عندما أعطاه بطاقة ائتمان خاصة بالوقود وشاحنة صغيرة لمساعدته في الذهاب إلى وظيفته، وكان يبلغ 15 من عمره فقط. ابتكر أباغنيل مخططاً استخدم فيه بطاقة الائتمان لشراء الإطارات والبطاريات وغيرها من المواد المتعلقة بالسيارات من محطات الوقود ثم قام ببيعها، ونتيجة لذلك قام والده بدفع فاتورة بقيمة 3400 دولار.
كانت بداياته في الستينات من القرن الماضي عندما كان يبلغ السادسة عشر من عمره حيث قام بإستخدام شيكات مزورة وحصل من خلالها على الأموال من شركة طيران بان أمريكا، وتمكن من السفر إلى أكثر من 30 دولة بما يزيد عن 250 رحلة مجاناً، وكانت تكاليف إقامته في أفخر الفنادق وطعامه تتحملها الشركة من دون علمها، وبقي على هذه الحال لمدة ثلاث سنوات.
وخلال تلك الرحلات، تمكن من الإحتيال على أربعة رؤساء من قارة أفريقيا لدول ليبيريا ومالاوي وزامبيا والغابون، بعد أن أقنعهم أنه مبعوث من البنك الدولي ولديه معلومات حول سرقاتهم وحساباتهم السّرية في سويسرا، فقام الرؤساء بإعطائه ما مجموعه 2 مليون دولار كرشوة مقابل سكوته وعدم فضحهم.
وبعد أن كشفت الشركة أمره، هرب وقام بتزوير أوراقه الرسمية وغير اسمه وتولى منصب طبيب أطفال في مستشفى بالولايات المتحدة الأمريكية، وربط صداقته مع طبيب حقيقي كان يعيش معه في نفس الشقة، وأصبح مشرفاً على المتدربين في المستشفى مؤقتاً، وكاد أن يكشف أمره بعد سنة عندما ترك طفل رضيع يموت بالإختناق لجهله بالأمور الطبية.
فيديو وصور.. تفاصيل زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى موريتانيا
ألقت الشرطة الفرنسية القبض عليه عام 1969، وعندها طلبت 12 دولة ارتكب فيها جرائم نصب واحتيال تسليمه لها، وسجن لمدة يومين بعد محاكمة دامت ليومين ودخل إلى سجن بيربنيان، وحكم عليه بعام واحد وتم تخفيض الحكم لمدة ستة أشهر، وتم تسليمه إلى السويد وسجن فيها لمدة ستة أشهر أخرى، ونقل إلى الولايات بطائرة مليئة بالحراس ولكن قبل هبوط الطائرة على المدرج بأقل من ثلاثة أمتار قفز وهرب.
ألقي القبض عليه بعد أيام وأثناء فترة اعتقاله كان ضباط الإستخبارات الأمريكية يطلبون مساعدته بالكشف عن عمليات النصب والإحتيال في الأسواق، وأكمل مدة عقوبته في بناء الإستخبارات الأمريكية ليعمل مستشاراً فيها.