برنارد مادوف: من هو؟ عبقري مالي أم أكبر محتال في عصرنا
19 فبراير 2014
الرجل-دبي:
المحتال رقم واحد، الخبير المالي البارز، وأب سوق السندات – كل هذه النعوت والأوصاف تنطبق على رجل واحد وهو المواطن الأمريكي برنارد مادوف الذي بنى أكبر هرم مالي من الصفر وغدا أكثر شخصية نفوذا في وول ستريت ومن ثم فقد جميع أمواله وأصدقائه ووجد نفسه خلف قضبان السجن حيث سيقضي طول حياته.
وبحسب صوت روسيا عندما كان برنارد مادوف يتعلم في كلية ذات سمعة كبيرة أفلس والده ولذا كانت جيوب الشاب اليهودي فاضية حين اعتزم اقتحام وول ستريت كما أنه لم يتمتع بدعم أقرباء متنفذين خلافا لسائر خريجي كليته. وأسس مادوف أول شركة له –مادوف انفستمنت سكيورتي بمبلغ 5 ألف دولار جمعها حين كان يعمل ضمن فرق الإنقاذ في البلاجات أو يجمع أجهز رش الحدائق. ومع مرور الوقت تحولت شركة مادوف الصغيرة التي كانت تبيع الأسهم والسندات إلى واحدة من أكثر الشركات الأمريكية نفوذا في مجال الاستثمار وتقديم الاستشارات المالية والتجارية والوساطة المالية.
ترى هل كان برنارد مادوف عبقريا ماليا أم محتالا فحسب؟
إليكم وجهة نظر المحلل الاقتصادي إيليا سيزوف:
للرد على هذا السؤال ينبغي فهم أنه كان يعد عبقريا ماليا بعض الوقت ومن ثم أصبح الناس يقولون بعد أن تكشفت الحقيقة إنه أكبر محتال في العالم. فكانت شركته تدفع خلال سنين طوال لأصحاب أسهمها فوائد قدرها 10 إلى 15 بالمئة سنويا. وبنى نشاطه على أساس ثقة المساهمين. فكتب على موقعه الرسمي الآتي: في عصر انتشار المؤسسات عديمة الوجه سميت شركتي باسمي.
كانت مؤسسة مادوف من أكثر الشركات نفوذا في العالم المالي ولهذا أقدمت البنوك والشركات الاستثمارية التي تتمتع بأكبر سمعة على توديع أموالها فيها. وكان أسلوب مادوف بسيطا جدا ومعروفا جيدا من زمان. فدفع الفوائد للمودعين على حساب ودائع جديدة. وأثناء أزمة سنة 2008 انتهى تدفق الودائع في حين أن المودعين أصبحوا يطالبون بإعادة أموالهم. وتبين آنذاك أن ليست نقود لدى مادوف. وكانت لهذه الفضيحة أصداء كبيرة ليس فقط لأن المودعين فقدوا 17 مليار دولار من أموالهم إضافة إلى 65 مليارا من الأرباح التي وعدوا بها بل ولكون هذا الهرم المالي أقامه أحد أعلام العالم المالي، كما أشار إليه الخبير المالي الكسي فيازوفسكي حيث قال:
مما يبعث على الدهشة أن مادوف كان عمليا من أقطاب وول ستريت. فقد شارك في استحداث بورصة الأوراق المالية الأمريكية ناسداك التي تقوم بشراء وبيع السندات. وكان عضوا في مجالس مدراء عدة شركات كبرى. وأسهم بقسط كبير في تطوير سوق الأوراق المالية. غير أنه لم يستطع أن يتوقف في لحظة معينة على ما يبدو وسلك طريق إخفاء الخسائر الكبيرة والتلاعب بالتقارير المالية.
تضرر جراء نشاطه أكبر البنوك والأشخاص المعروفون بل وأعضاء الأسر الملكية الأوروبية. ويزيد عددهم على ثلاثة ملايين في العالم كله. وسنة 2009 أصدرت محكمة نيويورك قرارا بسجنه لمدة 150 سنة وبمصادرة كل ممتلكاته. غير أن السجن المؤبد وفقدان كل أمواله لم يكونا أكبر عقوبة له. فقد انتحر ابنه مارك نتيجة الاتهامات الموجهة إليه بضلوعه في احتيالات أبيه. وبعد ذلك قطع جميع أفراد أسرته بمن فيهم زوجته الني عاش معها برنارد مادوف 50 سنة، كل اتصالاتهم به.