المشكلة الصحية التي تؤثر على الإنتاجية.. لماذا لا يتحدث عنها أحد ؟
عند الحديث عن الإنتاجية في العمل والمشاكل التي تؤثر عليها سلباً، فغالباَ ما يتم الحديث عن بيئة العمل السامة، قلة التنظيم و الأجور المتدنية و الإكتئاب بالإضافة الى الحرمان من النوم وطبيعة النظام الغذائي وحتى التوتر الناجم عن الضغوطات المرتبة بالحياة الشخصية والمهنية وغيرها.
ولكن في المقابل هناك مشكلة كبيرة تؤثر على الإنتاجية سلباً ونادراً ما يتم الحديث عنها.
هذه المشكلة تصيب الجميع، ولا علاقة لها بطبيعة الشخص -أي ما إن كان يمكنه العمل تحت الضغوطات ام لا أو ان كان سريع الانفعال أو هادئ أو منظم أو فوضوي- ولا بمنصبه في الشركة ولا حتى بعدد ساعات النوم التي يحصل عليها ولا نظامه الغذائي. فما هي هذه المشكلة؟
كيف أقنع جيف بيزوس شركاءه باستثمار 50 ألف دولار في تحقيق طموحه بإنشاء "أمازون"؟
مشكلة تصيب الجميع وتؤثر على إنتاجيتهم
لعل البعض منكم قد سمع بها لانها من الامراض الحديثة المرتبطة بالكمبيوتر، ولكن قلة قليلة تربط بينها وبين تراجع الانتاجية. إنها متلازمة النظر الى الحاسوب أو متلازمة الرؤية الناتجة عن إستخدام الحاسوب.
أي شخص يمضي ساعات طويلة أمام الكمبيوتر يصل الى مرحلة يشعر فيها بانه لم يعد يقوى على النظر الى الشاشة بالإضافة الى إنهاك شديد مفاجئ وعدم قدرة على التركيز.. والسبب هو هذه المتلازمة.
متلازمة النظر الى الحاسوب هي مشاكل في العينين نتيجة الإجهاد بسبب إستخدام الحاسوب لوقت طويل ويصاب بها ٣ من كل ٤ أشخاص يعملون لوقت طويل على الحاسوب.
هي ليست مشكلة واحدة بل تأتي مع مجموعة كبيرة من الآلام وقد أظهرت الدراسات بان ٥٠ الى ٩٠٪ من الذين تتطلب أعمالهم إستعمال الحاسوب يعانون على الاقل من واحدة من هذه المشاكل وهي تشمل، إجهاد العيون، الصداع، عدم القدرة على الرؤية بشكل واضح، ضبابية الدماغ، جفاف العيون ، إحمرارها، الحساسية من الضوء، عدم القدرة على التركيز، ألم الرقبة، ألم الظهر والشعور بالإرهاق الشديد وغيرها.
أثناء ساعات العمل تحتاج العينين إلى التركيز على نقاط محددة على الشاشة مراراً وتكراراً، وهذه الحركة تتطلب جهداً كبيراً من عضلات العينين، وما يزيد من سوء الوضع هو وجود الوهج وبريق الألوان القادمة من الشاشة. وكلما كانت المدة التي يمضيها الشخص أمام الشاشة أطول كلما تم وضع ضغط إضافي على عضلات العيون، وهذه العضلات حالها حال أي عضلة في الجسم تحتاج الى الراحة بعد فترة من إستخدامها.
وفق الدراسات ٩٠٪ من الاشخاص الذي يمضون ٣ ساعات يومياً وهم يستخدمون الحاسوب أو أي جهاز اخر كالهاتف أو الجهاز اللوحي عرضة للإصابة بها.
ما على كل شخص معرفته هو أنه وبعد ٣ ساعات من التحديق بشاشة الكمبيوتر فهو لا يحضر نفسه لامراض عديدة وخطيرة فحسب ولكن قدرته على إنجاز أي عمل بفعالية سيصبح في حده الأدنى. يجب التعامل مع عضلات العيون كما يتم التعامل مع أي عضلة اخرى في الجسم، فان كان بإمكانك إرغام عضلات ساقيك على العمل لـ ٨ ساعات متواصلة فحينها يمكنك التحديق بالشاشة لهذا العدد من الساعات.
هل هناك حلول؟
نعم هناك الكثير من الحلول لهذه المشكلة وهي تبدأ من امور بسيطة وقد تصل الى تغييرات جذرية يجب إدخالها.
قاعدة ٢٠ -٢٠
الحل البسيط للتخلص من هذه المشكلة هو بتقليل ساعات العمل امام الكمبيوتر ولكن الامر هذا ليس خياراً متاحاً للغالبية خصوصاً وأن عملهم وإنتاجيتهم تعتمد على العمل لساعات طويلة . وعليه فان الحل الثاني هو بإعتماد قاعدة ٢٠ -٢٠ اي أنه مقابل كل ٢٠ دقيقة عمل يجب النظر الى شيء ما بعيد لمدة ٢٠ ثانية. الإنهاك وعدم القدرة على التركيز بسبب عدم القدرة على الرؤية بوضوح أو بسبب إنهاك العيون يبدأ بعد ٢٠ دقيقة من العمل، لذلك يجب أن تمنح نفسك راحة لعشرين ثانية لا اكثر وهكذا تقلل من نسبة إصابتك بصداع وتمنح عضلات العيون الفترة الكافية للراحة.
تعديلات على شاشة الكمبيوتر
الشاشة يجب ان تكون بعيدة عن العيون بمسافة ٥٠ الى ٦٠ سم، كما يجب ضبط نور ودقة الشاشة بحيث تكون متطابقة مع نور المحيط، أي الا يكون ضوء الشاشة اقوى من ضوء المحيط أو العكس. الشاشة يجب ان تكون بمكان بعيد عن أشعة الشمس وبحيث لا يكون خلفها أي سطح يعكس الضوء عليها لان ذلك سيضاعف كمية الضوء التي تدخل العيون ما يعني ضرراً مضاعفاً. عند العمل خلال ساعات الليل يجب الحرص على ان يكون ضوء الشاشة هو بنفس درجة ضوء الغرفة. لمعرفة دقة الشاشة قوموا بفتح صفحة بيضاء على جهاز الكمبيوتر وفي حال بدت وكأنها منبع للضوء فحينها ضوء الشاشة اكثر مما يجب.
أكثروا من تناول الخضروات المورقة
الخضروات المورقة مثل السبانخ، الكرنب الاجعد والبروكلي وغيرها تحتوي على الكثير من فيتامينات A و E و C والتي تخفف من حدة الاضرار التي تلحق بالعيون بسبب شاشات الكمبيوتر. كما انها تحتوي على الكارونينات تعرف بإسم اللوتين والزياكسانثين والتي تحد من خطر الإصابة بأمراض العيون المزمنة مثل التنكس البقعي والمياه البيضاء، كما أنها تحمي الشبكية من الضوء الأزرق الضار وما يعرف بالجذور الحرة التي تهاجم الخلايا.