كيف يؤثر الإشراف السيئ على سير العمل داخل الشركات ؟
أشارت دراسة حديثة قامت بها مؤسسة نافين جندال للإدارة الأثر الضار للإشراف المسيء داخل الشركات ومواقع العمل من قِبل المسؤولين وأصحاب القرار بما في ذلك الطرق وردود الأفعال التي يستجيب بها الموظفون والتي يغلب عليها السلوك الانتقامي كنتيجة طبيعية لسوء المعاملة التي يتلقونها وهو الأمر الذي يؤثر في النهاية على المؤسسات وعلى الطاقة الإنتاجية للعاملين والموظفين .
وفي الحقيقية لا يؤدي السلوك السيئ وضعف إدارة المسؤولين والمعاملة التي لا تطاق في الكثير من الأحيان على كافة الأصعدة سواء اللفظية أو غير اللفظية إلى ضعف وضع الشركة الاقتصادي فقط بل أيضاً معاناتها من نقص العمالة سواء لترك الموظفين الأكفاء لوظائفهم أو لكثرة غياب الكثير منهم عن العمل وقلة إنتاجيته بسبب معاناتهم صحياً من الإرهاق والضغط النفسي .
ولقد أظهرت الأبحاث أن الإشراف المسيء يؤثر على أكثر من 13% من العاملين في الولايات المتحدة حيث قُدرت التكاليف التي تكبدتها الشركات بسبب التغيب عن العمل وتكاليف الرعاية الصحية وضعف الطاقة الإنتاجية للموظفين بمبلغ 23.8 بليون دولار سنوياً.
وقال الدكتور جونفينج وو ، الأستاذ المساعد في المنظمات والاستراتيجية والإدارة الدولية ، "إن الإشراف المسيء في مكان العمل هو ظاهرة منتشرة ، ولا يجب أن يعاني الموظفون من ذلك فالإشراف والمعاملة المسيئة للعاملين من قِبل مديرهم المباشر أو صاحب العمل لا تساعد على تحسن سير العمل بل تكبد الشركات المزيد من الأعباء الاقتصادية والخسائر المالية "
ولقد نشرت مجلة أخلاقيات الأعمال "Journal of Business Ethics" دراسة لدراسة وفهم سر إقدام الموظفين على الانتقام من الشركة ككل وليس فقط المدير المباشر على الرغم من تعرضهم للمعاملة المسيئة من المدير المباشر فقط .
هل لديك موظفون متقاعسون في العمل؟ إليك الحل
ولقد أشارت إحصائية تسمى meta-analysis إلا أن الموظفين الذين تعرضوا للضغط النفسي والمعاملة المسيئة من المشرفين عليهم يسعون للانتقام من الشركة أو المؤسسة ككيان واحد وليس فقط من شخص المدير المباشر وهنا تكمن الخطورة فانتقام الموظفين من المكان الذي تعرضوا بداخله للظلم وهو الشركة سوف يلحق الكثير من الأضرار بها بكل تأكيد سواء على صعيد الأدبي المتعلق بسمعتها أو الصعيد المالي عن طريق تكبيدها أكبر قدر ممكن من الخسائر ووضع كل العراقيل الممكنة لسير الأعمال بسهولة وسلاسة .
ويرى الدكتور جونفينج وو الأستاذ المساعد في المنظمات والاستراتيجية والإدارة الدولية بأن تأثير المدير على الموظفين كبير جداً على الجانب النفسي وتراكم الخبرات العملية في معتقداتهم وعلى وجه الخصوص بالنسبة للموظفين الأقل خبرة الذي يتشربون كل السلبيات من مديرهم السيء ويطبقوها في المستقبل عندما يتولون نفس المنصب بعد عدة سنوات في نفس الشركة أو شركة أخرى وهذا هو ما يسمى "تأثير التعلم الاجتماعي."
وهناك أمر اَخر لا يقل خطورة عن تأثر الموظفين نفسياً وتشويه شخصياتهم بسبب ما يرونه من نموذج سيء للإدارة المتمثلة في المدير الغير جيد وهو إشاعة روح سيئة وسلبية بين الموظفين داخل الشركة فمراقبة الموظف لخطأ زميلة والوشاية به وإلحاق الأذى بمسيرته الوظيفية سوف تصبح من الأمور العادية بين فريق العمل وهو ما سوف يجعل الجو العام للعمل كالكابوس .
- آثار القيم الثقافية بين دول العالم
في محاولة لفهم ما إذا كانت القيم الثقافية للبشر من مختلف دول العالم تؤثر بشكل قوي على إدراك الموظفين للعدالة والسلوك السيء وجد الباحثين أن تعريف الإشراف المسيء يختلف من خلفية ثقافية لأخرى فعلى سبيل المثال العاملين في الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي يمتلكون مفهوم مختلف تماماً عن نظرائهم المتواجدين في الصين أو اليابان فقدرات الاحتمال والطاقات الإنتاجية والمهارات وحتى الأخلاق مختلفة بين كل تلك المجتمعات لذلك يجب على صاحب المؤسسة أن يتفهم جيداً طبيعة وخلفيات الموظفين الثقافية ويحسن اختيار كل مدير أو مشرف عن طريق وضعه كمدير وقائد فريق على الموظفين والعاملين المتقاربين خلفيته الثقافية .
تعرف على الشركات الأفضل سُمعة في العالم
ولعل الشركات الدولية الكبرى التي وعلى الرغم من وضعها الاقتصادي القوى والنظام الصارم من بين المؤسسات الأكثر معاناة من هذه المشكلة بسبب تنوع الجنسيات واختلافات الثقافات والمعايير النفسية لكل جنسية تعمل بداخل أروقة تلك الشركات وتتولى الإشراف أو قيادة فريق من الموظفين بالإضافة إلى تنظيم دورات لتنمية المهارات القيادية والإدارية للمشرفين والمديرون حتى يستطيعوا التعامل بمهارة وسلاسة مع الثقافات المحتلفة ويحققوا أقصى استفادة ممكنة للشركة وذلك .
وأخيراً يجب أن يتم منح الموظفين مساحة من الحرية للتعبير عن مشاكلهم وإيصال صوتهم لمن هو أبعد من مديرهم المباشر في حال تعرضهم للإشراف المسيء أو الاضطهاد من مديرهم المباشر فالاختلافات بين دول العالم وثقافتها في تحديد مفهوم الإشراف المسيء وتحمله نتيجة القيم والاتجاهات المختلفة تضع المدير والموظفين من الجنسيات المختلفة في صدام حضاري مباشر .