للأسف بعض أفراد العائلة يملكون شخصيات سامة.. هكذا تتعامل معهم
قطع العلاقة مع حبيبة تملك شخصية سامة، أو التخلي عن صديق يملك هذه النوعية من الشخصيات أمر صعب ولكنه قابل للتطبيق ..ولكن الأمور تصبح أكثر تعقيداً وصعوبة حين يكون الشخص الذي يملك شخصية سامة فرد من أفراد العائلة.
بطبيعة الحال نصيحة الإبعاد الكلي من حياتكم لن نقدمها ولن نطرحها لا من قريب ولا من بعيد لانه وبغض النظر عن شخصيات أفراد العائلة وسواء كانت سامة أو غير سامة، على كل شخص التعامل مع «ما يملك» وقطع العلاقات ليس من الخيارات المطروحة أو المقبولة.
في المقابل المعاناة وتحمل كل يقومون به وما يتضمنه ذلك من نتائج وجرح للمشاعر وإزعاج أيضاً من الأمور غير المقبولة.. ولذلك سنقوم في هذا الموضوع بطرح آليات ومقاربات تمكنكم من التعامل مع أفراد العائلة الذين يملكون شخصيات سامة.
كيف تعرف أن أحدهم يملك شخصية سامة؟
بطبيعة الحال ما عليك معرفته هو أن العلاقات مع الشخصيات السامة ليس بالضرورة أن تكون مؤذية ومدمرة بشكل كلي، فأحياناً قد تكون علاقة الى حد ما شبه طبيعية وقد يكون الاخر يكترث لامركم فعلاً ولكن وبسبب طبيعتهم تلك هم لا يمكنهم وضع إحتياجات اي شخص اخر قبل إحتياجاتهم الخاصة وبالتالي مستعدون للتضحية بإحتياجاتكم من اجل الحصول على ما يريدون .
في المقابل السلوك السلبي العدواني مظهر من مظاهر الشخصيات السامة. وأحياناً قد يتخذ أشكالاً غير لفظية، فعوض أن يقوم ذلك الفرد بالتعبير عما يفكر به أو يشعر به فهو يقوم بحركات مزعجة ومستفزة بوجهه أو بيديه، وعوض الحديث عن المشكلة يقوم وبشكل مزعج للغاية بالحصول على إنتباهك من خلال مقاربات سلبية جداً.
عادة الشخصيات السامة تحصل على ما تريده، بشكل أو باخر.. المقاربات متختلفة فقد يلعبون دور الضحية وقد يلعبون دور الجلاد.
كيف تتعامل مع الأمر؟
الحصول على صورة واضحة
مع أفراد العائلة الذي يملكون شخصيات سامة غالباً ما نفشل برؤية الواقع كما هو لأننا لا نريد تصديقه. في المقابل قد نرفض رؤية الواقع لأن التفاؤل يعمينا عن رؤية ما هو واضح تماماً وغالباً ما نجد لهم الاعذار وذلك لأننا في سرنا ما زلنا نأمل بأنهم سيتغيرون.
الحصول على صورة واضحة من الأمور الضرورية، لانه يجعلكم ترون الصورة كاملة وعلى ما هي عليه. قم بوضع لائحة من قسمين.. الاول للتصرفات السيئة والثانية للتصرفات الجيدة. مثلاً اذكر المواقف التي شعرت فيها بحبهم ودعمهم والمرات التي شعرت فيها بتجاهلهم وبمحاولتهم التلاعب بك أو السيطرة عليك.
الهدف من هذه اللائحة ليس الوصول الى إستنتاج، بل بوضع الابيض مقابل الأسود لمعرفة الصورة الكاملة، فهل تغوص في المياه العميقة أو تقف على الشاطئ وتراقب من بعيد؟ أي معرفة الحدود التي عليك رسمها لنفسك في تعاملك معهم.
حضر نفسك بشكل مسبق
في أي مناسبة تجمعك بفرد أو بأفراد العائلة الذين يملكون شخصيات سامة ما يجب فعله هو تحضير نفسك بشكل مسبق لما هو قادم.لا تستمر بخداع نفسك وتتأمل بأن هذه المرة ستكون مختلفة، عليك بالإقتناع بان الامور ستكون هكذا طوال الوقت وبالتالي عليك التعامل معها كما هي.
أنت على الارجح تملك فكرة كاملة وشاملة عن التصرفات التي سيقومون بها، وعن الكلام الذي سيقال وحتى عن محاولات الإستفزاز التي سيتم اللجوء اليها.. فتصرفاتهم دائماً يمكن توقعها.
الحد الأدنى من التواصل معهم
لا فائدة من التواصل بشكل دائم مع شخص ما ينفك يحاول إفساد الامور، وتحقيرك وجعلك تشعر بالسوء حول نفسك أو إثارة المشاكل والمشاجرات. لذلك إن لم يكن هناك من داع للتواصل فلا تتواصل.. اجعل معدل التواصل مع هذه النوعية من الشخصيات في حدها الادنى. سواء مكالمة هاتفية قصيرة جداً بين حين واخر، لقاءات في المناسبات والاعياد.. ولكن لا داع للتخطيط لجلسات أسبوعية أو يومية ان كان ذلك الشخص سيفسد عليك نهارك. المهم هو عدم قطع التواصل بشكل كلي.
حافظ على أمورك الخاصة لنفسك
للأسف لا يمكنك أن تثق بهم ورغم أنك قد تشعر برغبة عارمة في الحديث إليهم عن أمورك الخاصة، ولكن يجب عدم القيام بذلك. الشخصيات السامة غالباً ما تستخدم المعلومات التي يتم إئتمانها عليها ضد من كشف عنها.
الشخصيات السامة لا تتصرف بشكل سيء طوال الوقت، فأحياناً ستجدونهم في مزاج سيء وسترون الكثير من الشخصية التي تحبونها جداً فيهم وستشعرون بذلك الرابط مجدداً.. ولكن هذا مجرد يوم جيد ولا يعني أنهم تبدلوا أو تغيروا. لذلك حافظ على امورك الخاصة لنفسك.
سامح ولكن لا تنسى
عليك بالمسامحة، بغض النظر عن كل افعالهم عليك أن تسامحهم فهم من أفراد العائلة في نهاية المطاف. ولكن يجب عدم نسيان ما هم عليه أو ما قاموا به، بل يجب الإبقاء على تلك القناعة كصورة مطبوعة في رأسك طوال الوقت. المسامحة تحررك أنت شخصياً من الغضب ومن الحقد وتجعلك اكثر راحة نفسياً وعقلياً وبدنياً.. وعليه نحن لا نطلب منك المسامحة من اجل الاخر بل من اجل نفسك. أما عدم نسيان ما هم عليه هو حيطة وحذر تعيدنا الى النقطة الاولى مجدداً.
لا تحاول تغييرهم
قد تشعر وكأن الامر من مسؤوليتك.. أي مساعدتهم على تبديل تصرفاتهم وعدم القيام بما يقومون به. لا تقم بذلك، أولاً لانك ستجد الكثير من العدائية من قبلهم والعلاقة الحساسة بينكما ستصبح أسوأ وثانياً لان التغيير لا يأتي من الخارج على الإطلاق بل ينبع من داخل الشخص. إن لم يكن ذلك الشخص يريد ويعمل من اجل التغيير فلا مجال لتغييره.