تريد السعادة لأولادك؟ أسئلة على كل زوجين التفكير بها قبل الإنجاب
بعد الزواج يجب الإنجاب. مقاربة شائعة جداً في عالمنا العربي لدرجة أن أي ثنائي يتأخر قليلاً في الإنجاب يبدأ بالشعور بالقلق أو الخوف في حال لم يكن التأجيل نتيجة قرار منهم. في المقابل حتى الثنائي الذي يقرر عدم الإنجاب مباشرة سيكون عرضة للكثير من الضغوطات من الأهل.
الإنجاب قرار ضخم وهو إلتزام مدى الحياة، وحسمه لا يرتبط فعلياً بما يريده الأهل كأفراد بل بما يمكنهم تقديمه لضمان سعادة أطفالهم وقدرتهم على توفير حياة مستقرة مادياً.
لذلك قبل الإنجاب هناك مجموعة من الأسئلة على المتزوجين طرحها على أنفسهم .
هل علاقتكما متينة لدرجة أنها ستصمد أمام ما هو قادم؟
البعض يتزوج بعد علاقة حب، والبعض الآخر يتزوج زواجاً تقليداً أي زواج الصالونات وفئة ترتبط من دون حب إستناداً الى مبدأ «أن الزوجة تناسبه». قبل حسم القرار بأنكما مستعدين تماماً للإنجاب عليك أن تقييم علاقتك بها. فهل هي قوية بما يكفي لتصمد بوجه كل الضغوطات القادمة مع مجيء الطفل؟
الإنجاب يقتل الحياة الرومانسية، لذلك الأهمية كلها تتمحور حول قوة الروابط بينكما. القوة هذه ستحافظ على علاقتكما كما انها ستوفر بيئة مستقرة للطفل. فإن كانت العلاقة يمكنها الصمود أمام ما هو قادم .. حينها يمكنكما المضي قدما بالمخططات.
هل يسمح لك وضعك المادي بالإنجاب؟
الأوضاع المادية المثالية ليست الضرورة العامل الوحيد الذي يضمن سعادة العائلة لكنه بالتأكيد من العوامل المؤثرة. ليس بالضرورة أن تكون ثرياً كي تنجب لكن في الحد الأدنى عليك أن تملك الإستقرار المادي الذي يمكنك من التعامل مع المصاريف العديدة جداً التي ستفرض نفسها لسنوات طويلة. الضغوطات المادية تمنع الغالبية الساحقة من الأهل من الإستمتاع بأطفالهم. فهل مدخولك سيمكنك من تغطية المصاريف؟ هل ستعمل زوجتك أيضاً؟ جميع الإحتمالات يجب وضعها في الحسبان وإن كانت الكفة تميل لصالح التركيز الكلي على جني المال مقابل الإهمال الكامل للواجبات تجاه الطفل فحينها إنجابه سيكون اشبه بعقاب لكما وله.
هل تعيش في بلد تسمح لك أوضاعه الأمنية بالإنجاب؟
من المعروف بأننا في العالم العربي نعيش على وقع الحروب والتفجيرات الإرهابية المتنقلة بين دولة وأخرى. البعض أرغم على مغادة بلاده والبعض الاخر قرر البقاء رغم كل المخاطر. الأمر بسيط للغاية، إن كانت أوضاع بلادك الأمنية سيئة أو ان كنت تعيش في منطقة حروب عليك عدم الإنجاب. الأسباب عديدة جداً لعل أهمها عدم قدرتك على ضمان سلامة الطفل بالإضافة الى واقع أن الطفل سيشهد على وسيعيش تجربة لا يجب أن يعيشها.
ما هي الأمور التي عليك التخلي عنها ؟
بمجرد إضافة فرد جديد الى العائلة كل شيء سيتغير، وهناك الكثير من الحريات التي عليكم التخلي عنها كلياً. بداية العفوية ستختفي كلياً، أي انه لا مجال للقيام بنشاطات مفاجئة كما أن السهر مع الأصدقاء سيصبح في حده الأدنى وحتى تلك الدقائق المعدودة التي تمضيها وحيداً متكاسلاً على الكنبة قد تذهب من غير رجعة. الطفل يأتي مع حزمة من الإلتزامات وإنعدام وقت الفراغ سيكون العنوان العريض لحياتكما وحتى وفي مرحلة ما ستشعر بأن هويتك كشخص تبدلت كلياً. البعض يعاني من الإكتئاب والتبدلات الحادة في المزاج وحتى الغضب المزمن منذ الإنجاب وحتى نضوج أطفالهم، لذلك ان لم يكن هناك نية للتخلي عن هذه الحريات فلا تظلم نفسك وطفلك لانك غير مستعد بعد للإنجاب.
ما هو أسلوبكما في التربية؟
المراحل الأولى بعد الإنجاب سهلة نسبياً، فكل ما عليكما القيام به هو الإطعام وتبديل الحفاضات. لكن الأمور تصبح معقدة جداً خلال السنوات اللاحقة. إن لم يكن هناك التطابق في وجهات النظر حول أساليب التربية والتأديب والقواعد فإن ما سيحصل لاحقاً هو تضاعف نسبة التوتر بينكما ما سيؤثر على الطفل. إن كنت من النوع الذي لا يساوم والذي يعتبر نفسه دائماً على حق فإن الوضع لا يبشر بالخير لان هذه النوعية من الاشخاص لا يمكنها أن تملك أسلوباً صحياً في التربية. قبل الإنجاب من الهام جداً مناقشة الامر مع زوجتك والتوصل الى قواعد مشتركة وإلا كان طفلكما ضحية إختلاف وجهات نظركما.
هل تملك نظام دعم ؟
ستحتاجان الى كل مساعدة يمكنكما الحصول عليها، سواء خلال فتر حملها أو بعد الإنجاب. نظام الدعم هنا هو الاهل، أهلك وأهلها، أو حتى الأصدقاء المقربين الذي لا يمانعون تقديم المساعدة. لا نستطيع أن نشدد على مدى أهمية نظام الدعم هذا، لان كل واحد منكما سيمر بمراحل نفسية صعبة للغاية وقد تصلان الى حافة الانهيار النفسي والجسدي إن كانت كل المهام منوطة بكما وحدكما. في حال لم يكن هناك أي نظام دعم حالياً إبدأ ببنائه قبل الإنجاب.. لان الدخول في مرحلة ما بعد الإنجاب من دون مساعدة محيطك سيحول تجربة الأبوة والأمومة الى معاناة لا حدود لها نفسياً وجسدياً.