أولادك يسيئون التصرف؟ حان الوقت كي تتوقف عن ارتكاب هذه الاخطاء
امتلاك الأطفال الذين يعانون من نوبات الغضب وعصبية هو أمر يحدث لكل الاَباء والأمهات تقريباً فهو أمر طبيعي ولكن تلك السلوكيات والتصرفات الصغيرة التي إن لم يتم التعامل معها بأسلوب صحيح منذ البداية فإنها ستؤدي إلى عواقب سيئة في حياة أطفالك لا محالة .
وترى السيدة إيما جينر الخبيرة في رعاية الأطفال والتي تساعد الكثير من الآباء والأمهات لاستعادة السيطرة على أطفالهم الذين يعانون من نوبات الغضب والعصبية من خلال برنامج تلفزيوني كان يعرض على شاشات التلفاز بأن طريقة تعامل الوالدين من أطفالهم يجب أن تتغير وتعتمد أكثر على ترك الأطفال يعتمدون على أنفسهم والحرص على توقف الوالدين على ارتكاب تلك الأخطاء الـ 5 وهي :-
1- الخوف من أطفالك !
فعلى سبيل المثال إذا أراد طفلك شرب الحليب من كوب مختلف غير الكوب الخاص به فإن الآباء يبدؤون على الفور في تلبية رغبة الطفل والحرص على عدم تجاهل طلبة خوفاً من انفجاره في البكاء ورفض الطفل شرب الحليب وتناول طعامه .
وبالتأكيد هذا الأسلوب خاطئ تماماً فوفقاً لإيما جينر يجب على الطفل أن يعرف بأن الوالدين هما المسيطران على الأمور وليس العكس لذلك إذا لجأ الطفل في البكاء لتحقيق رغبة مغايرة لرغبة والديه فلا توجد أي مشكلة في تركه يبكي كما يشاء وتجاهل طلبه تماماً وذلك حتى يفهم الطفل بأن البكاء والصراخ لن يجعلانه يحقق ما يريد وأن الأمور في المنزل تتم بتحكم من الوالدين وليس منه لذلك يجب التوقف عن منح الطفل كل ما يشاء فور البدء بالبكاء .
2- التبرير
لا يجب عليك أن تبرر ما يقوم به طفلك من أفعال سلوكية غير صحيحة بمحاولة إقناع نفسك بأنه طفل ومن الطبيعي أن يتصرف ويرتكب تلك الأفعال الخاطئة فقط لأنه طفل .
في الحقيقة هذا التبرير يعطي رسالة خطيرة وضوء أخضر بموافقتك على الاستمرار في التصرف بشكل غير لائق واتباع سلوكيات غير مسؤولة وخاطئة تزداد خطورة كلما تقدم الطفل في العمر .
فالأطفال يمتلكون قدرات على استيعاب تفوق تصورات الوالدين فهم قادرين على التحلي بالاحترام والأخلاق الحميدة وحتى المساعدة في الأعمال المنزلية والسيطرة على غضبهم فالمهم دائماً أن تقوم أنت بتعليم طفلك كيف يفعل ذلك وبالتأكيد سوف يستوعب تلك السلوكيات التربوية الجيدة دون معاناة .ولا يجب عليك أن تنتظر أو تتوقع أن يعدل الطفل من سلوكه أو يقوم بالأمور الجيدة مفرده دون أن تعلمه أنت كيفية القيام بها أولاً .
3- لا تدع الآخرين يوبخونهم
والحقيقة أنت بذلك لا تحمي أطفالك أو تجعلهم شخصياتهم قوية ولكنك تجعلهم أكثر غاضباً غير قابلين للاستماع والنصح والتعلم من أخطائهم وسوف ينعكس هذا الأمر في علاقاتهم مع مدرسيهم وأساتذتهم وفي المستقبل لن تستطيع السيطرة عليهم .
4- هم دائماً في المقام الأول
بالتأكيد حب الأطفال والحرص دائماً على توفير الأفضل لهم وتلبية جميع احتياجاتهم وجعلهم أولوية في حياة الوالدين أمر طبيعي وغريزة فطرية وعلى الرغم من أن حصول الأطفال على أقصى رعاية ممكنة من الوالدين هو أمر جيد ولكن هذا الامر قد يتحول إلى لعنة على حياة الأطفال فيما بعد إذا لم يتم توفير الرعاية المناسبة للطفل وفق لعمره جنسه وطبيعة احتياجاته .
فمحاولة توفير كل سبل الراحة والرعاية تحول الأطفال إلى دمى مدللة غير قادرة الاعتماد على نفسها وتعلم الدروس القيمة من الحياة والتمتع بشخصيات مستقلة في المستقبل قادرة على تحديد الأمور الجيدة من السيئة بالنسبة إليهم وذلك لأنهم لم يحتكوا بالعالم الخارجي الحقيقي بسبب مبالغة الوالدين في توفير الرعاية القصوى لهم .
5- إهمال تعليمهم الصبر
يرتكب الآباء والأمهات في خطأ في غاية الخطورة وهو إحاطة أولادهم بالعديد من التكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية خوفاً من شعور الأطفال بالملل سواء عند انتظار موعد الطبيب أو أثناء ركوب الطائرة أو انتظار الحافلة وحتى من أجل مرور الوقت بسرعة حتى تنتهي الأمهات من طهي الطعام .
والحقيقة أن الأثر المدمر لهذا التصرف من الوالدين يكمن في عدم تعلم الأطفال الصبر ومعرفة أنهم يجب أن يثابروا ويتحلوا بالكثير من الصبر حتى يحققوا أهدافهم في الحياة وأن الأمور التي يريدها الإنسان لا تتحقق بمجرد أن يتمنى هو تحقيقها بل تتطلب العمل والوقت ليستطيع الإنسان تحقيقها .
وبدلاً من أن تتركهم وسط الأجهزة الإلكترونية أثناء انتظار أمر ما حاول التحدث معهم أو ممارسة أي نشاط بدني أو ذهني أو حتى تركهم يقدمون يد العون في أعمال الطهي أو تنظف المنزل بدلاً من الجلوس وسط عالمهم الافتراض الذي توفره لهم الأجهزة الذكية .