عندما يقول لك أولادك «أكرهك».. كيف تتصرف وفقاً لمراحلهم العمرية؟
بغض النظر عن سنهم أو الموقف الذي أدى الى المشاجرة ..الأولاد سيعبرون بشكل أو بآخر عن كرههم لأهلهم.
التعبير قد يكون من النوع المباشر أو غير مباشر ولكن الفكرة واحدة والتأثير واحد.. الشعور بالأذى والحزن وربما قليل من خيبة الأمل. لا يوجد والد على وجه الأرض يريد سماع كلمة «أكرهك» من أولاده. فانت تعمل جاهداً لتوفير أفضل حياة ممكنة لهم، توفر لهم الطعام، تساعدهم على حل فروضهم، تجني المال كي يتمكنوا من القيام بما يسعدهم وحتى تتحمل كل أفعالهم وأخطائهم وهفواتهم وأحيانا قلة أدبهم لانك تحبهم.
تمارين كيجل للرجال.. حسن حياتك الجنسية بأسهل طريقة ممكنة (صور)
ثم تأتي كلمة «أكرهك» التي ورغم أنك تدرك أنها نتيجة لحظة إنفعال لكنها تستفزك وتختبر صبرك الى أقصى الحدود.. لذلك قبل أن تنفعل تنفس بعمق وإطلع على النصائح التي سنذكرها علها تساعدك في تجاوز الموقف بأقل ضرر ممكن للطرفين.
حين يقولها الأطفال ( دون سن العاشرة)
الكلمة هذه سيبدأ طفلك بإستخدامها حين يبلغ السادسة من عمره لانه أصبح على دراية تامة بأنواع المشاعر التي يختبرها. ولكن لا تظن للحظة واحدة بانه يقصد ما يقوله أو يدرك ما يقوله، كل ما يدركه هو أنه يختبر مشاعر حادة ولم يجد سبيلاً للتعبير عنها سوى من خلال كلمة يعرف بأنها «قاسية».
ما عليك معرفته هنا هو أن الأطفال في هذه المرحلة العمرية يبعدون عنهم الأشخاص الذين يحتاجون اليهم بشدة لذلك لا تنفعل ولا تشعر بالإنزعاج بل أظهر كل التعاطف الممكن وحاول أن تعرف ما الذي يدور بخلده. إسأله عن سبب إنزعاجه منك أو عن سبب شعوره بقلة الحيلة أو عن سبب شعوره بالغضب ثم إعرض عليه المساعدة مثلاً «هل يمكنني أن اساعدك بأي طريقة كانت كي تتوقف عن الشعور هكذا تجاهي ؟». كره الطفل في هذه المرحلة هو محاولة للتعبير عن نفسه وبما أن المصطلحات التي يعرفها محدودة فهو يستخدم «أقسى» كلمة يعرفها.
حين تصدر عن المراهقين (١٣ الى ١٨ عاماً)
الأمر هنا أكثر تعقيداً من الحالة السابقة لكون المراهق يدرك تماماً ما الذي يقوله والكلمات التي يستخدمها وتأثيرها وهو يستخدمها بشكل متعمد وعن سابق إصرار وتصميم.
حين يلجأ المراهق للتعبير عن كره لوالديه فهو يحاول أن يعبر عن الألم أو الحزن الذي يشعر به. لكن لا تعتبر بان إبنك أو ابنتك يجدان السعادة في التسبب لك بالألم ولكن على الأقل هناك معرفة مسبقة بتأثير الأقوال.
أفضل حل هنا هو بالإبتعاد وترك الامور تهدأ، غادر المكان كلياً فلا فائدة من الحديث مع مراهق منفعل. ولكن لا تغادر من دون أن تحدد ما سيحدث لاحقاً لذلك ما عليك قوله هو انه بقدر ما تود معرفة ما الذي يحصل معه أو معها ولكن طالما هو أو هي في حالة من الغضب فانت لا تريد أي تواصل حتى تهدأ الامور.
لاحقاً وبعد أن تحصلا كليكما على فترة من الهدوء عليك أن تقارب الأمر بوعي ولكن الأهم هو أن يتم رسم الحدود والتأكيد بأنك لن تسمح ولن تتقبل مجدداً تجاوزها أو إستخدام هكذا كلمات جارحة.. في حال كانت المرة الاولى التي يقال فيها هكذا كلمات فيمكن أن يمر الأمر من دون عقاب ولكن عليك أن تكون واضحاً تماماً بأنه في المرة المقبلة سيكون هناك عواقب وخيمة.. وفي حال تكررت عليك أن تحدد عقاباً قاسياً.
بعد رسم الحدود عليك أن تعرف المسببات لذلك أفضل طريقة هي طرح الأسئلة المفتوحة. مثلاً : كلمة أكرهك قاسية ومؤذية.. لماذا تستخدمها ضدي؟ أو أي سؤال يتمحور حول الكلمة ولكن الهدف منه هو حثه أو حثها على إبلاغك بما يحدث. فقط لا تسأل بشكل مباشر عن سبب الغضب.
حين تصدر عن الناضجين (١٨ عاماً وما فوق)
هنا نحن لا نتحدث عن «كره» بل نتحدث عن رفض. في هذه المرحلة أنت تتعامل مع شخص ناضج وصل الى قناعة بأنه لا يكن لك الحب ولا يريدك ان تكون جزءاً من حياته وفي أول فرصة يغادر فيها المنزل، هذا إن لم يكن قد غادره، فهو سيبتعد عنك كلياً. المشاعر التي قد تختبرها هي الذنب، الغضب، العجز، الخوف وقد تمر بمرحلة من الانكار وتقنع نفسك بان الأمور ستصلح نفسها بنفسها. ما يشعر به ولدك الناضج في هذه المرحلة هو نتيجة مباشرة لطبيعة العلاقة التي جمعتك بهم خلال مراحل الطفولة والمراهقة. إن كان هناك أمل بإصلاح العلاقة فحاول قدر المستطاع أم إن باءت كل محاولتك بالفشل فعليك الإبتعاد. خلال هذه المرحلة ركز فقط على الإيجابيات، لا تفكر بالعيوب ولا تصنفهم كناكرين للجميل تعلم المسامحة وترك الأمور كما هي لانه أحياناً ما باليد حيلة .
لكن ورغم كل مشاعر النفور التي قد تكون موجودة عند ابنك أو إبنتك و في حال كنت أنت الأكثر وعياً وبادرت بالإعتراف بالأخطاء التي إرتكبتها فمن المستحيل الا تشهد العلاقة تحسناً ولو طفيفاً. من هناك لا تضغط كثيراً تقدم خطوة تلو الاخرى ببطء شديد فالوضع حساس جداً ولا يحتمل الإستعجال.