هوارد شولتز.. عاش الحلم الأمريكي ليصنع فارقًًا بالحياة
كان هوارد يعشق الرياضة في شبابه؛ لكنه درس الاتصالات وعمل في المبيعات بمتاجر ستاربكس التي أرسلته إلى إيطاليا وعاد منها إلى الولايات المتحدة الأمريكية بمفهوم "ثقافة المقهى"، وعندما رفض أصحاب شركة ستاربكس اقتراحه، بدأ العمل لحسابه الشخصي وافتتح متجره الخاص إلى أن تمكن من شراء ستاربكس التي وسعها بسرعة في جميع الولايات المتحدة الأمريكية، وقام بتحويل سلسلة من أربعة متاجر معروفة في بيع القهوة إلى أكبر مقاهي القهوة في العالم، وقد عرف عنه قوله: "كنت أريد دائماً أن أفعل شيئاً لإحداث فرق كبير في العالم عبر التأثير في حياة الناس اليومية".
ولد هوارد في 19 يوليو 1953 في بروكلين بنيويورك، نشأ في منازل كانارسي باي فيو التي تقدمها هيئة الإسكان لمدينة نيويورك، وجد في الألعاب الرياضية ملاذاً أمناً من الحياة السيئة فكان يلعب البيسبول وكرة القدم وكرة السلة، درس في مدرسة كانارسي الثانوية التي تخرج منها عام 1971. حصل شولتز على منحة رياضية لجامعة نورث ميشيجان وكان أول شخص في عائلته يرتاد الجامعة، وحاز منها على درجة البكالوريوس في الاتصالات في عام 1975.
عمل بعد تخرجه كمندوب مبيعات لشركة زيروكس "Xerox" وترقى في العمل خلال وقت قصير ليصبح مشرف مبيعات، وأصبح فيما بعد المدير العام للعمليات الأمريكية للصناعة السويدية للتقطير لدى صانع القهوة العملاق هاماربلاست "Hammarplast" في عام 1979.
وفي عام 1981، قام بزيارة متجر لبيع القهوة بالتجزئة تدعى ستاربكس كوفي ومقرها في سياتل كعميل مرسل من هامربلاست، وكان يمتلك فضولاً كبيراً لمعرفة الأسباب التي جعلتهم يطلبون عدد كبير من المصافي البلاستيكية، وكان معجباً بطرق صناعتهم للقهوة لدرجة أنه انتقل للعمل معهم كمدير للتسويق.
تم إرسله من قبل ستاربكس برحلة للعمل في ميلانو الإيطالية، ولاحظ مقاهي تناول القهوة الإيطالية الراقية، وعاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهو يحمل ثقافة المقاهي وتمكن من إقناع مالكي ستاربكس بإطلاق مشروع مقهى تجريبي يقدم المشروبات الإسبرسو بالإضافة إلى القهوة والشاي، وقد حقق مشروعه نجاحاً كبيراً.
«هنري سي» من بائع للأحذية إلى ملياردير البيع بالتجزئة في الفلبين
ولكن من جهة أخرى، لم يرغب مالكي ستاربكس من الدخول في عالم المطاعم مما اضطر هوارد للدفاع عن فكرته ومغادرة العمل في عام 1985 للبدء بمشروعه الخاص، كان شولتز يحتاج لحوالي 400 ألف دولار أمريكي للبدء بأعماله فعرض كل من جيري بالدوين وجوردون بوكر المساعدة عليه.
وبحلول عام 1986، جمع شولتز كل الأموال التي يحتاجها لافتتاح أول متجر خاص به تحت اسم إلجورنال "Il Giornale" وهو اسم صحيفة تصدر في ميلانو، كان المتجر يقدم المثلجات بالإضافة إلى القهوة وكانت المقاعد صغيرة وتعزف فيه ألحان الأوبرا طوال الوقت. وبعد عامين، اشترى شولتز أحد مقاهي ستاربكس بمبلغ 3.8 مليون دولار أمريكي، وأعاد تسمية متجره باسم ستاربكس ووسع نطاق أعماله وقام بافتتاح عدة متاجر أخرى في مختلف الولايات الأمريكية.
طرحت أسهم ستاربكس للتداول العام في 1992، إلا أن هاورد قرر الاحتفاظ بملكية كل المتاجر المحلية. وأصبح الرئيس التنفيذي للشركة في نفس العام حتى عام 2000. في عام 1998، شارك شولتز مع دان ليفيتان في تأسيس مافيرون وهي مجموعة استثمارية، وامتلك فريق سياتل سوبر سونيكش في الدوري الأمريكي للمحترفين بين عام 2001 إلى 2006، ثم باع الفريق إلى كلايتون بينيت، وهو رئيس نادي كرة السلة للمحترفين.
شرط غريب يطلبه «ريتشارد برانسون» لتوظيف مساعده الجديد
عاد إلى منصب الرئيس التنفيذي لستاربكس في عام 2008، وشارك صانع الزبادي الفرنسي دانون لتقديم نوع جديد من لبن الزبادي اليوناني، نمت الشركة تحت إدارته حتى أصبحت تملك في عام 2012 أكثر من 17.600 متجراً في 39 دولة حول العالم، كما أفتتحت في العام نفسه أولى متاجرها في الهند.
دخل هوارد شولتز قائمة فوربس لأغنى رجال الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية وتجاوزت ثروته في العام 2017 الثلاث مليارات دولار أمريكي، استقال هوارد من منصب الرئيس التنفيذي لستاربكس في أبريل 2017، وأصبح كيفن جونسون الرئيس التنفيذي الجديد للشركة.