شويشيرو تويودا.. الرجل الذي دخل عالم السيارات من أوسع أبوابه
اشتهرت شركة تويوتا الرائدة في صناعة السيارات بالعالم في مجال الجودة والهندسة ومبادراتها البيئية، وفي حين أنها تمتلك فريق عمل من أفضل المهندسين والمصممين العالمين لتحقيق ذلك إلا أن هذا النجاح الكبير للشركة يعود لرؤية رجل واحد هو الدكتور شويشيرو تويودا الذي قاد الشركة بين عام 1992 و1999، والذي عمل أيضاً كرئيس لإتحاد الأعمال الياباني بين عام 1994 حتى مايو 1998. دخل قاعة المشاهير في عالم السيارات وحاز على العديد من الجوائز والتكريمات على أعلى المستويات في جميع أنحاء العالم.
ولد شويشيرو تويودا في 17 فبراير 1925 في منطقة ناغويا باليابان، وينتمي لعائلة تويودا التي أسست شركة شركة تويودا أوتوماتيك لوم وركس التي هيمنت منذ فترة طويلة على الإدارة العليا في شركة تويوتا موتورز التي تأسست عام 1937. درس في مدرسة طوكيو الأولى المتوسطة، ثم تخرج من جامعة ناغويا عام 1947 مع شهادة في الهندسة. انضم إلى عائلة تويوتا في عام 1952، وبعد وقت قصير تمكن من الحصول على درجة الدكتوراه في الهندسة بإختصاص تكنولوجيا حقن الوقود. وعلى الرغم من صغر سنه إلا أنه تمكن من اكتساب احترام زملائه في العمل سواء في مختبرات تويوتا الهندسية أوعلى أرضية المصنع.
أدرك الدكتور تويودا أهمية صناعة أجزاء السيارة بجودة عالية في الوقت الذي كانت فيه الشركة ماتزال تعاني من تبعات الحرب العالمية الثانية، وقد عمل في هذه الفترة على إعادة هيكلة الشركة وقام بتدريب عمال المصنع على فهم أهمية الجودة العالية وعلاقتها برضا العملاء، هذه الرؤية التي أدركها تويودا أصبحت الفلسفة والنهج الذي تعتمده شركة تويوتا.
8 طقوس يمارسها الريادي بــِــن بديع.. تعزز سمات شخصيتك الحقيقية
وفي غضون عشر سنوات من عمله في الشركة ونتيجة لعمله المبكر في تحسين الجودة والتنافسية في تويوتا، تم تعيينه مديراً عاماً للشركة في عام 1961، وأصبح المدير العام الأول في عام 1967، ومن ثم نائب الرئيس التنفيذي في عام 1972، وأخيراً أصبح رئيساً للشركة في عام 1981.
تم دمج منظمات التصنيع والمبيعات في تويوتا لتشكيل شركة واحدة تحت اسم تويوتا موتورز في عام 1982 وكان الدكتور شويشيرو تويودا أول رئيس لهذا الكيان الجديد. وبحلول أوائل الثمانينيات، أصبحت تويوتا علامة تجارية معترف بها في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من أنها كانت تبني منتجاتها في أماكن مثل أستراليا والبرازيل، إلا أنها كانت لا تزال في المقام الأول شركة قائمة على التصدير.
وكان الدكتور تويودا يرى أن على الشركة تصنيع منتجاتها في الأسواق المحلية العالمية حتى تصبح شركة عالمية رائدة، وتحديداً في أمريكا الشمالية، الأمر الذي دفعه لعقد صفقة مع شركة جنرال موتورز في عام 1983 لإنشاء مشروع تصنيع وبهدف توفير الفرصة لتويوتا لإختبار نظام الإنتاج في بيئة أمريكية، ويوفر لجنرال موتورز بنفس الوقت وسيلة لتعلم نظام إنتاج تويوتا.
بعد إفلاسه.. التنفيذي أناتولي رويتمان يتخذ قراراً بالبدء من الصفر مجدداً
قامت الشركة الجديدة التي تحمل اسم "New United Motor Manufacturing Inc" أو "NUMMI" ببناء أول سيارة لها في عام 1984، وبعد هذه التجربة، أصبحت تويوتا اليوم تدير حوالي 13 منشأة إنتاج في أمريكا الشمالية، بالإضافة إلى مجموعة تتكون من 52 شركةً للتصنيع في 26 بلداً.
شجع الدكتور تويودا على الأخذ بعين الإعتبار مسؤولية الحفاظ على البيئة، وفي عام 1992 نشرت شركة تويوتا أول "ميثاق الأرض" الذي كان خارطة طريق للشركات في المسؤولية البيئية وكان ينص على السياسات والمبادئ التوجيهية للإدارة البيئية في جميع العمليات، واعتمدته أكثر من 600 شركة تابعة لتويوتا، وكان يسعى دائماً إلى تطبيق برامج وتكنولوجيا سليمة بيئياً.