هكذا تصارح طفلك بوزنه الزائد وتساعده من دون جرح مشاعره !
لا تأكل كثيرا من الحلوى"، "انظر كيف أصبح شكلك"، "كل أصدقائك أنحف منك"، كلها عبارات يقولها الأهل لأطفالهم من دون ان يعلموا ان استخدام كلمات من هذا النوع تجرح مشاعر الصغار لا بل يمكن ان تسبب لهم أمراضا نفسية في مرحلة لاحقة.
تعاني مجتمعاتنا العربية من نسبة عالية لانتشار السمنة حتى في صفوف الاطفال والمراهقين.
الواقع ان الامراض الناتجة عن السمنة ليست عضوية فقط، إذ تسبب للاطفال والمراهقين أمراضاً نفسية نتيجة مقارنتهم بأصدقائهم أو أقاربهم الأكثر رشاقة، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على ممارسة العديد من النشاطات التي تتطلب مجهوداً بدنياً أو حتى ممارسة بعض الرياضات التي تتطلب وزناً معيناً .
في موازاة ذلك، يواجه الاهل صعوبة في مصارحة اطفالهم بانهم يعانون من السمنة وبأن يجب البدء باتباع خطة للتخلصمن الوزن الزائد.
الواقع انه يجب ان يقتنع الاهل اولا ان التخلص من السمنة ضرورة من اجل مستقبل افضل لاطفالهم.
أرقام
أكدت دراسة موسعة أجريت في معهد إمبيريال كوليج اللندني ونشرتها منظمة الصحة العالمية أن 4.54 مليون طفل بريطاني يعانون حالياً من الوزن الزائد الذي يصل في بعض الحالات إلى السمنة المفرطة. ووجد الباحثون أن أربعة من بين كل عشرة أطفال تتراوح أعمارهم بين الخامسة والتاسعة عشر يعانون من الوزن الزائد، محذرين في دراستهم من "أزمة حقيقية" في صحة الأطفال وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض القلبية والسكر والسرطان أيضاً.
في هذا السياق، تلقي فيلونا بول من منظمة الصحة العالمية باللوم على المسؤولين ممن فشلوا في اتخاذ أي خطوات لمنع تلك الكارثة رغم التحذيرات الكثيرة التي بدأت منذ أعوام. وتضيف بول: "السمنة المفرطة أزمة صحية عالمية ومن الممكن أن تتفاقم في الأعوام المقبلة إلا إذا بدأنا بالتصدي لها. فالبيئة المحيطة بنا كلها غير صحية والأطعمة مشبعة بالدهون وكميات السكر مرتفعة في أغلب الوجبات وهذا ما يتم الترويج له في الإعلانات عن المنتجات الغذائية خاصة للأطفال".
عوامل مسؤولة عن السمنة
لكن هل الأم والأب مسؤولان عن بدانة الطفل؟!
المدرب الشخصي مات روبرتس: "الأم والأب مسؤولان بشكل كبير. فالأمور تخرج عن السيطرة مع الأطفال ويخشى أي منهم التحدث لطفله عن وزنه الزائد. ولكن في الحقيقة يمكن أن يقوما بذلك بشكل غير مباشر وبحرص".
وهناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً مهما في اكتساب الطفل للوزن بخلاف النظام الغذائي المتبع والرياضة مثل اختلاف شكل الجسم وسرعة حرق الجسم للدهون وشخصية كل طفل. يعني ذلك أن يبدأ كل من الأب والأم في تغير عاداته الغذائية أولاً إلى الأفضل بالإضافة إلى ضرورة ممارسة الرياضة حتى يعتاد الطفل على ذلك. كما يمكن استبدال الحلويات والمخبوزات في المنزل بأطعمة صحية وفاكهة وخضار.
يجب الا يتم منع الطفل عن تناول الحلوى نهائياً، إنما يمكن أن يقتصر تناولها على أوقات خارج المنزل فقط.
كما يفضل الامتناع عن التدخين واصطحاب الأطفال في نزهه خارج المنزل وممارسة رياضة المشي وغيرها من الرياضات المختلفة إلى أن يختار الطفل الرياضة التي يحبها.
ويضيف المدرب الشخصي أن الخطر الأكبر هو ألعاب الأطفال الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي "التي انتشرت بشكل مرعب بين الأطفال في كل الفئات العمرية. فكم من أسرة تعاني من اهتمام أطفالها أو حتى المراهقين باللعب فترات طويلة بتلك الأجهزة أو استخدام الهواتف المحملة للتحدث إلى أصدقائهم طوال الوقت". يقول مات إن "كل ما علينا كآباء أن نشجع أبنائنا على التحدث دوما عن مشاكلهم وما يجول بخاطرهم كما نشاركهم أحداث يومهم حتى نصرف اهتمامهم بتلك الأجهزة والجلوس معها فترات طويلة أو حتى نقلل من حدوث ذلك".
نصائح للمعالجة من دون التأثير في الحالة النفسية
تقدم أليكسيا ديمبسي المتخصصة في علاج اضطرابات الطعام للأطفال ببريطانيا عدة نصائح لعلاج الطفل من السمنة دون التأثير بالسلب على حالته النفسية، كما تنقل التليغراف:
- يجب ألا تتوقف فجأة عن تقديم كل الأطعمة، أي لا تحرم الطفل من تناول ما يحبه، فالحياة الصحية هي تناول كل ما تحب ولكن بكميات معتدلة وليس الحرمان تماماً والذي يأتي بنتائج عكسية.
- من الضروري تعليم الطفل أن المظاهر ليست كل شيء وأن المظهر الخارجي مهم لدرجة كبيرة. وتحدث إليهم عن الصفات الداخلية مثل الثقة بالنفس والطيبة والتعاطف مع الأخرين بدلاً من التحدث عن الوزن والشكل كقيمة أساسية للإنسان.
- يجب على الآباء ممن يريدون خسارة الوزن أيضاً أن ينتبهوا إلى طريقة تحدثهم عن ذلك أمام الأطفال. مثلاً، اهتم بالتحدث دوماً قائلاً : "لقد استمتعت بالجري اليوم وسوف أكرر التجربة مرة أخرى".
- إذا شعر ابنك بالجوع اعرض عليه تناول المياه أولاً حيث أن العطش يمكن أن يكون سبباً للشعور بالجوع .
- لا تضع كميات كبيرة من الطعام للطفل في المرة الواحدة ولكن قلل الكمية في طبقه وكرر مرات تقديم الطعام إذا طلب المزيد.
- اكثر من عدد الوجبات المقدمة للطفل بدلاً من ثلاث وجبات رئيسية فقط حتى لا تعطيه فرصة لتناول الحلويات ما بين الوجبات ولكن قدم له ثلاث وجبات بالإضافة إلى وجبتين خفيفتين من الخضروات أو الفاكهة أو حتى العصائر الطازجة.