أسرار الشباب الدائم.. العلاجات الفاخرة المضادة للشيخوخة
تتعرّض بشرتك يوميًا للكثيرٍ من العوامل التي تُسرِّع شيخوختها دون أن تلحظ، مثل ضوء الشمس، أو حتى الضوء الأزرق المنبعِث من شاشة هاتفك الجوال، وفجأة تجد التجاعيد طريقها إلى بشرتك، لتظهر قبل أوانها دون إنذارٍ مسبق.
ورغم ذلك، فإن الأوان لم يفُت بعد؛ إذ يمكنك تخفيف هذه التجاعيد واستعادة بعض الشباب، عبر العلاجات الفاخرة المضادة للشيخوخة، كالضوء النبضي المكثف مثلًا، أو "ليزر الفراكسل"، أو ربّما العلاج بالخلايا الجذعية، وفي السطور التالية سنحاول التعرف إلى آلية عمل هذه التقنيات، وكيف تساعدك على استعادة شبابك.
لماذا قد تظهر علامات التقدّم في العمر سريعًا؟
قد تظهر علامات التقدّم في العمر سريعًا بفعل بعض العوامل التي قد لا تنتبه إليها، وربّما تُؤثِّر فيك باستمرار، مثل:
1. الشمس والأشعة فوق البنفسجية:
قد يؤدي التعرّض إلى أشعة الشمس إلى تلف بروتينات البشرة؛ "الإيلاستين" و"الكولاجين"، بما يؤدي إلى ظهور التجاعيد وترهل الجلد، ناهيك عن تسبَّب أشعة الشمس في تصبغات البشرة.
2. الضوء الأزرق:
تُوجَد بعض الأدلة على أنّ الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، مثل الهاتف الجوال أو اللاب توب أو غيرها، قد يُسهِم في تسريع وتيرة الشيخوخة.
3. التلوث:
تؤثر الملوثات البيئية، خاصةً الموجودة في الهواء والماء على صحة الجسم عامة والبشرة خاصة؛ إذ تتسبَّب بعض المركبات الناجمة عن التلوث، مثل "ثاني أكسيد الكبريت" ودخان السجائر، في تكوين جذور حرة، تُفضِي إلى تكسير "الكولاجين"، ما يُحدِث أضرارًا دائمة في البشرة، ويُفقِدها مرونتها وشبابها.
اقرأ أيضًا:بينما تستمر أبحاث مكافحة الشيخوخة.. هل يمكن حقاً استعادة الشباب؟
4. قلة النوم:
يدخل الجلد في وضع الإصلاح العميق خلال وقت النوم، ما يساعد على زيادة معدل تجديد الخلايا وإنتاج "الكولاجين"، من ناحيةٍ أخرى، فإنّ قلة النوم تُضعِف دفاعات الجلد وتزيد الالتهابات، ما قد يؤدي إلى تلف البشرة.
5. التوتر:
التوتر أثره شديد على الصحة، وربّما تتسارع وتيرة الشيخوخة بينما يغمر التوتر حياتك؛ إذ يُفرِز جسمك المزيد من هرمون "الكورتيزول"، وهو هرمون يكسّر الكولاجين، البروتين الذي يحافظ على مرونة البشرة، ما قد يُؤدِّي إلى تسريع ظهور علامات التقدّم في العمر.
العلاجات الفاخرة المضادة للشيخوخة
ثمّة بعض العلاجات الفاخرة تعين على مكافحة الشيخوخة، والحفاظ على الشباب لأطول وقت ممكن، يأتي في مقدمتها:
1. الضوء النبضي المكثف:
الضوء النبضي المكثف علاج غير جراحي، يعتمد على النبضات الضوئية المكثفة، التي تستهدف المكونات اللونية في البشرة، مثل "الميلانين" و"الهيموجلوبين"، دون أن تضر باقي أنسجة البشرة، إذ تمتص هذه المكونات الطاقة الضوئية، بما يساعد على مكافحة الشيخوخة من خلال:
- تخفيف التجاعيد: يُحفِّز الضوء النبضي المكثف إنتاج "الكولاجين"، بما يساعد في منع ترهل البشرة، كما يُخفِّف التجاعيد.
- تقليل البقع الداكنة: تستهدف الطاقة الضوئية "الميلانين" الزائد، المسؤول عن البقع الداكنة، التي قد تظهر مع تقدّم العمر، مما يساعد على الحفاظ على لون البشرة وشبابها.
2. الليزر:
العلاج بالليزر من العلاجات الفاعلة ضد الشيخوخة؛ إذ تُسهِم أشعة الضوء المركزة في تحسين البشرة؛ حيث يخترق الليزر الجلد ويساعد على تجديد الخلايا وتخفيف علامات الشيخوخة واستعادة الشباب.
ومن أنواع الليزر المُستخدَم في مكافحة الشيخوخة والحفاظ على الشباب:
- الليزر الاستئصالي: يزيل هذا النوع من الليزر الطبقة الخارجية للبشرة، ما يسمح بتجديد خلايا جديدة صحية للبشرة، وهذا النوع فاعِل بشكل خاص مع التجاعيد العميقة والندب والبقع الداكنة.
- الليزر غير الاستئصالي "الفراكسل": يعمل هذا الليزر أسفل سطح الجلد دون أن يُتلِف الطبقة الخارجية، مما يحفّز إنتاج "الكولاجين" ويُحسِّن مظهر البشرة، ويُخفِّف التجاعيد.
ويُوفِّر الليزر عمومًا العديد من الفوائد، مثل:
- شدّ البشرة: يحفّز الليزر إنتاج "الكولاجين" و"الإيلاستين"، ما يُعزِّز مرونة البشرة وصلابتها، ويجعلها مشدودة وحيوية المظهر.
- تخفيف الندب: يساعد الليزر على تقليل ظهور الندوب على البشرة، بما في ذلك ندوب حب الشباب، من خلال تجديد الكولاجين وتحسين ملمس الجلد.
اقرأ أيضًا:منعًا للشيخوخة المبكرة.. 6 طرق للوقاية من شيب الشعر وزيادة "الميلانين"
3. شد الجلد بالموجات فوق الصوتية:
يعمل جهاز شد الجلد بالموجات فوق الصوتية عبر اختراق تلك الموجات سطح الجلد وصولًا إلى عمقه، ما يُسهِم في تجديد خلايا الجلد وإصلاحها، وكذلك تحسين الدورة الدموية، وتخفيف انتفاخ وتورّم البشرة، بل تسهيل وصول منتجات العناية بالبشرة إليها.
ومن فوائد استخدام الموجات فوق الصوتية في مكافحة الشيخوخة:
- تخفيف التجاعيد.
- تحسين مرونة البشرة.
- رفع الجفون المتدلية أو الحاجبين.
ويمكن للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا الاستفادة من الموجات فوق الصوتية للوقاية من علامات التقدّم في العمر، حيث تُعدّ بديلًا جيدًا لمن لا يستطيعون أو لا يريدون إجراء جراحة شدّ الوجه، وكذلك من يعانون ترهلًا خفيفًا أو متوسطًا في الجلد في الوجه أو الرقبة، وغالبًا ما تظهر النتائج بعد مرور 3 - 6 أشهر من استخدام الموجات فوق الصوتية، وربّما تظهر النتائج أقرب من ذلك عند بعض الناس.
4. الترددات الراديوية:
يساعد العلاج بالتردد الراديوي على شد الجلد؛ إذ تُستخدَم طاقة التردد الراديوي لتسخين الجلد وتحفيز إنتاج "الكولاجين"، ما يُسهِم في تخفيف التجاعيد وترهل البشرة، وتحسين ملمسها، ويُعدّ هذا النوع من العلاج آمنًا وفاعلًا في الحفاظ على مظهر الشباب، دون حاجةٍ إلى تدخلٍ جراحي أو إجراءات أكثر توغلًا في البشرة.
والتردد الراديوي مفيد في استعادة الشباب من نواحٍ عِدّة:
- التجاعيد: فهو ناجح في التغلب على التجاعيد والجلد المنكمش في الوجه والرقبة واليدين، ما يجعل مظهرك أكثر شبابًا.
- البشرة الباهتة: يساعد التردد الراديوي على علاج البشرة الباهتة والبقع الداكنة التي قد تظهر مع تقدّم العمر؛ إذ يحفّز الخلايا على إنتاج المزيد من الكولاجين والإيلاستين، ما يجعل البشرة أكثر إشراقًا.
- ترهل الجلد: أيضًا تُعدّ الترددات الراديوية مفيدة لمن يُعانُون ترهل الجلد بسبب تقدّم العمر؛ إذ تخترق الترددات الراديوية الجلد عميقًا للحفاظ على تماسك البشرة وإبقائها مشدودة.
5. البلازما الغنية بالصفائح الدموية:
حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية إحدى طرق العلاج الفاعلة المضادة للشيخوخة، فهي مشتقة من دم الإنسان، وتحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من عوامل النمو وغيرها من المواد النشطة، وعندما تُحقَن في الجلد تُعزِّز تجديد الخلايا واستعادة شباب البشرة، ما يجعلها خيارًا مثاليًا لمكافحة الشيخوخة.
وفي أثناء العلاج، تُسحب كمية صغيرة من الدم، ثُمّ يُعالَج الدم لعزل الصفائح الدموية وعوامل النمو، ثُمّ تُحقَن البلازما الغنية بالصفائح الدموية في المناطق المستهدفة من الجلد.
وتُحفِّز عوامل النمو الموجودة في الحقن إنتاج "الكولاجين" وإصلاح الأنسجة، وتشجّع قدرات الشفاء الطبيعية للبشرة، وهذا يحسّن جودة البشرة ويحافظ على شبابها.
6. العلاج بالإبر المجهرية:
الإبر المجهرية "Microneedling" إجراء تجميلي طفيف التوغل، يُحفِّز إنتاج "الكولاجين"؛ إذ يستحث الجلد لإنتاجه عبر خلق ثقوب دقيقة في الجلد.
وحسب الجمعية الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية "AAD"، فإنّ الإبر المجهرية تعزِّز شفاء الجلد، وتُحسِّن مرونته، وتخفِّف البقع الداكنة والندب، كما أنّها فاعلة في تخفيف التجاعيد، حسب "Cleveland Clinic".
جديرٌ بالذكر أنّ البشرة عندما تتعرّض لإصابة، فإنّها تنتِج "الكولاجين" لإنشاء نسيجٍ جديد غني به، وهذه الإبر المجهرية تُسبِّب إصابات طفيفة بالجلد، ما يعني تحفيزه لإنتاج الكولاجين، خاصةً أنّ البشرة تفقد الكولاجين مع تقدّم العمر.
7. العلاج بالخلايا الجذعية:
الخلايا الجذعية من الطرق الحديثة المميزة في تأخير الشيخوخة وتحسين الصحة؛ فقد يؤدي إدخال خلايا جذعية بشرية شابة إلى الجسم إلى تجديد شباب الخلايا الموجودة، وحتى عكس بعض تأثيرات الشيخوخة.
فمع تقدّم العمر، تمرض الخلايا وتموت، ما يؤدي إلى حدوث التهاب ومرض، قد يُقلِّل عمر الإنسان، وتعمل الخلايا الجذعية عبر عدة محاور لتأخير الشيخوخة، منها:
- تجديد الأنسجة التالفة، فالخلايا الجذعية قادرة على التمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا، ويمكن استخدامها لاستبدال الأنسجة التالفة، ما يُقلِّل آثار تقدّم العمر.
- تعزيز آليات الإصلاح في الجسم، فهذه الخلايا تُحفِّز عوامل النمو التي تعزِّز آليات الإصلاح، ما يحافظ على الأنسجة السليمة في الجسم ويؤخر بدء التغيّرات المرتبطة بتقدّم العمر.
- تخفيف الالتهابات؛ فالخلايا الجذعية ذات تأثيرات مضادة للالتهابات، ما قد يساعد على تقليل الالتهاب المزمن المرتبط بالشيخوخة وعلاماتها.
- الحماية من الإجهاد التأكسدي، الذي يُسرِّع وتيرة الشيخوخة، ما يُسهِم في الحفاظ على شباب الجسم والبشرة.
أسرار الصحة لتفادي الشيخوخة المبكرة
ثمّة بعض النصائح التي قد تساعدك على تفادي الشيخوخة المبكرة، والتمتّع بالشباب أطول وقت ممكن، سواء لجأت إلى العلاجات الفاخرة المضادة للشيخوخة أم لا، ومن أهم تلك النصائح:
- تقليل وقت التعرّض إلى الشاشات: إذا كُنت تحدِّق في هاتفك أو جهاز الكمبيوتر أو الجهاز اللوحي طوال اليوم، فقد يزيد ذلك شيخوخة بشرتك ببطء، لأنّ الضوء الأزرق المنبعث يُبطِئ إنتاج الكولاجين، لذا يُنصَح باستخدام واق شمسي يوميًا، مُصمّم للوقاية من الضوء الأزرق؛ إذ يكافح تأثيرات الضوء الأزرق، كما يُنصَح بالابتعاد عن الشاشات كل 30 دقيقة مثلًا.
- النوم جيدًا: تنتِج بشرتك "الكولاجين" عند النوم، وقد تؤدي قلة عدد ساعات النوم إلى تأثّر البشرة سلبًا، لذا ينبغي النوم 7 ساعات على الأقل كل ليلة كي لا تتسارع الشيخوخة.
- الحصول على مضادات الأكسدة: تساعد مضادات الأكسدة على محاربة الإجهاد التأكسدي، وتأخير ظهور علامات الشيخوخة، ومن الأطعمة الغنية بها الأفوكادو والتوت والبطاطا والبروكلي وغيرها.