قالوا في الملك عبدالله الثاني شخصية مجلة «الرجل».. معروف بخيت: مستمع جيد للناس وحاسم في تحديد أهدافه
الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن، يتمتع بطموح ودقة شديدة في تحديد أهدافه، ناهيك عن انه مستمع جيد للمواطنين، ويحب القرب منهم، لدرجة أنه كان يتخفي في زي عجوز ويتجول بين المواطنين للتعرف علي إذا ما كان هناك تقصير من جانب الموظفين أم لا، ولعل الكثير من الاحاديث والتصريحات أطلقت عليه، من جانب المشاهير وضمنهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورؤساء الحكومة السابقين.
تعرف علي خبرات ومؤهلات قيادية للملك عبدالله الثاني شخصية مجلة «الرجل» قبل توليه الحكم
وفي سياق حديثه عن الملك عبدالله، قال رئيس الوزراء الاردني الاسبق الدكتور عدنان بدران إن أبرز صفات الملك عبدالله هي "الجهد والعمل الدؤوب والديناميكية المتواصلة"، ويتابع "جلالته لا يكل ولا يمل ويعمل بحيوية القائد الذي يريد لشعبه الافضل".
إنفوجراف| الحياة العسكرية للملك عبدالله الثاني شخصية مجلة «الرجل»
بينما يذهب رئيس الوزراء الاسبق الدكتور معروف البخيت، إلى أن أهم ما يميز اداءه قائداً وملكاً أنه "متابع من الدرجة الاولى، حاسم، يملك الرؤية الواضحة والقدرة على تحديد الهدف، ويحرص على الدقة في التنفيذ. يحب الاستماع الى الناس ومطالبهم عن كثب، والاصرار على مساعدتهم، وايلاء الاهمية للجانب الميداني، وتجاوز الحواجز والبروتوكولات، والابتعاد عن الشكليات والدخول فوراً الى الجوهر".
ويتابع البخيت في تصريح صحفي: ان "جلالة الملك، حفظه الله، استطاع برؤيته ومواقفه الحاسمة ان يحافظ على مكتسبات الاردن واستقراره، بوصفه وطناً اردنياً هاشمياً، عربي الوجه واليد واللسان.
إنفوجراف| ملوك الأردن إلي الملك عبدالله «شخصية مجلة الرجل».. هؤلاء أسسوا المملكة الهاشمية
رئيس مجلس النواب الاسبق فيصل الفايز، يصفه بـ"الملك الانسان الذي يتحسس هموم الناس ويعرف عن كثب كل ما يحتاجون إليه، يتسم بالتواضع الجمّ والقرب من الناس، وهو دائم السؤال عن كل المحيطين به، وعن اسرته الاردنية الكبيرة".
رئيس الوزراء الاسبق الدكتور فايز الطراونة يقول "ان جلالته قائد عنوانه التفاؤل وهي شيمة القوي القادر على مواجهة المحن والصعاب ويتخطاها باقتدار، وهو رب اسرة يؤمن ايماناً مطلقاً بالمفهوم الاسري للحكم، والنظرة الابوية الحانية للمواطن وبخاصة الفقير والمريض".
وصف الرئيس الامريكي دونالد ترامب الملك عبدالله بالـ "المحارب العظيم صاحب فكر عميق ولديه تصميم وعزم، انه رجل امضى الكثير من سنوات عمره في قيادة القوات الخاصة في بلاده، رجل يعلم جيداً ماذا يعني أن يكون المرء جندياً، ويعرف كيف يقاتل".
رؤية وموقف
بعد عشر سنوات على تسلم دفة الحكم في المملكة الاردنية، البلد الصغير في حجمه وموارده والحساس في موقعه ودوره، كان لدى الملك ما يقوله، لديه ما يعكس رؤيته وشخصيته ليس كونه سياسياً بارزاً في منطقة تعصف بها الصراعات فقط، بل بوصفة صاحب رؤية ومشروع يقف على ناصية معرفة عملية بالجغرافيا السياسية التاريخية والمعاصرة للمنطقة، ولديه حدس بالرمال المتحركة من حوله.
ينطلق الملك من الاقتناع الكامل، بأن الإصلاح الشامل ضرورة حتمية تفرضها مصالح شعبه وبلده، ويعترف بأن "المسيرة الإصلاحية التحديثية التطويرية تعثرت وتباطأت"، ويشير الى "وجود مقاومة من قبل ما يسميها "القوى المتمسكة بالراهن، حرصاً على مصالحها أو خوفاً من التغيير".
يعرض الخطوات التي اتخذها الأردن، للمضيّ قدماً في مسيرة إصلاح تحديثية برامجية، ويقول "تحيّد القوى التي ترفض أن ترى إلى متطلبات العصر وشروط تجاوز تحدياته".
ويأتي الملك على رؤيته للاصلاحات الداخلية، فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي والسياسي، حيث يرى أن وجود طبقة وسطى قوية ومستقرة، هو من أهم روافع التنمية الاجتماعية.
ويقول "إذا ركزنا على البرامج الاقتصادية التي تؤدي إلى توسعة الطبقة الوسطى، استطعنا تقوية الأسس التي تدفع إلى بروز منظمات مجتمع مدني يمكنها مراقبة الحكومات وتقويم أدائها ومحاسبتها، وتالياً وضعها تحت ضغط الرأي العام لجعلها أكثر شفافية".
يولي الملك عبدالله للقيم الاخلاقية أهمية خاصة، ويهاجم أصحاب الفكر المتزمت والعقول المغلقة الذين يشوهون صورة الاسلام والقيم الانسانية لديننا الحنيف، ويلفت إلى أن هذا حدث في الغرب، كما يحدث لدينا اليوم "من الحملات الصليبية إلى محاكم التفتيش الإسبانية، كم وكم فرض من الآلام والمعاناة على الأبرياء، بسبب أولئك الذين يعتقدون قطعاً أنهم يحتكرون الحقيقة".
ويهاجم من يتكلمون باسم الدين وينصبون من أنفسهم حراساً للنصوص الالهية المقدسة فيقول "متى وضع شخص نفسه في موقع أخلاقي وروحي فوق موقع غيره، يصبح كأنه مخول بأن يدين من يقف بوجهه ويعدّه شخصاً مفلساً من الناحية الأخلاقية".
يؤمن الملك عبد الله الثاني بضرورة وجود حل عادل للقضية الفلسطنية، منبهاً لأبعاد ترك الجراح الفلسطينية نازفة وأخطارها، على مستوى المنطقة والمستوى الدولي؛ فالغبن التاريخي والانتهاك المتواصل لأبسط الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، منذ عشرات السنيين، والعجز والمماطلة في ايجاد حل عادل سيقود الى كوارث، يقول "في غياب وجود أي اتفاق لا مناص لنا من الاعتراف بوجود احتمال حقيقي، بأن نواجه انهياراً كاملاً لدعم الرأي العام لنا في متابعة العملية السلمية، فضلاً عن الإفلاس التام لسياسات الاعتدال، وبذلك تخلو الساحة كلياً للمتطرفين".
فاز عبد الله الثاني بوسام التميز، لأكثر الشخصيات تأثيراً في العالم، من قائمة الملوك والرؤساء وكبار السياسيين، خلال التصويت الذي يجريه المجلس الدولي لحقوق الإنسان والتحكيم والدراسات السياسية والاستراتيجية (2014).