كيف تعامل الملك عبدالله الثاني شخصية مجلة «الرجل» مع الحراك الشعبي في 2011؟
يتمتع بالذكاء والخبرات النوعية والمؤهلات القيادية، هكذا يصف معظم قادة العالم الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك الأردن، شخصية العدد الجديد من مجلة الرجل، والذي أطلقته منذ أيام، وتتحدث فيه عن شخصية الملك وقصة كفاحة في التعليم والتدريبات العسكرية، والتدرج في المناصب حتى تقلد منصب ملك الاردن، وتدليلا علي الحكمة التى يتمتع بها الملك عبدالله، طالع التقرير التالي:
تعرف علي خبرات ومؤهلات قيادية للملك عبدالله الثاني شخصية مجلة «الرجل» قبل توليه الحكم
حنكة التهدئة
واجه الاردن في صيف 2011، كما غيره من الدول العربية، حراكاً شعبياً، في اطار ما عرف بالربيع العربي، غير أن الملك تمكن من استيعاب معارضيه، والتعامل مع حراك الشارع بإيجابية، مقراً بتقصير المؤسسات، بل ذهب الى القول "لاعدالة في توزيع الدخل الوطني".
وبادر بإطلاق عدد من الاصلاحات السياسية، ابرزها قانون للانتخابات البرلمانية وهيئة مستقلة للاشراف عليها، وإنشاء قانون للاحزاب،وإنشاء محكمة دستورية، وتعديل ما ينوف على اربعين مادة في الدستور الاردني، طالت بعضها صلاحيات الملك نفسه.
إنفوجراف| الحياة العسكرية للملك عبدالله الثاني شخصية مجلة «الرجل»
يقول الملك عبد الله "أؤمن بشعبي، إنه شعب عظيم ذو دوافع إيجابية، ومتحمس لتقديم الأفضل، ويمتلك الطاقة على التميز". ويضيف "الأولوية عندي هي تأمين حياة أفضل لجميع الأردنيين، تقوم رؤيتي للأردن الجديد على إطلاق عمليّة تفعيل وطنية وعملية اندماج عالمي".
معارضوه يحسبون له، قبل الموالين، تجنيبه لبلده الاردن الانزلاق في دوامة الصراعات الدموية التي عصفت في دول الجوار، كما في سوريا والعراق، فهو يرى أن "حماية المجتمعات لن تكون سوى باليقظة والعمل الجاد وهذا يتطلب ما هو أبعد من التدابير الامنية". ويشير الى أن "على الانسانية ان تسلح نفسها بالافكار والمبادئ والعدل، وإشراك الجميع سياسياً واقتصادياً".
إنفوجراف| ملوك الأردن إلي الملك عبدالله «شخصية مجلة الرجل».. هؤلاء أسسوا المملكة الهاشمية
وللملك عبدالله موقف حازم ورؤية واضحة من ظاهرة التطرف والارهاب، إذ يرى أن"عالمنا يواجه ارهابيين يحملون اطماعاً لا تعرف اي رحمة، دافعهم ليس الايمان، بل الشهوة الى السلطة، يسعون الى هذا، بتمزيق البلدان والمجتمعات في اشعال النزاعات الطائفية، والامعان في انزال الاذى والمعاناة بالعالم أجمع".
مؤكداً "مستمرون في معركتنا مع الارهاب، ومعنا دول عربية واسلامية لا ندافع عن شعوبنا فقط، بل عن ديننا الحنيف".
احتضان اللاجئين.. وخيبة الدعم
تعامل الملك عبدالله مع قضية تدفق اللاجئين بنبل وشجاعة، رغم ادراكه للعبء الكبير الواقع على كاهل بلده واقتصاده جراء هذا الموقف، لم يتوان عن فتح الحدود، وفي هذا السياق يوضح "يأخذ الاردن التزاماته الأخلاقية تجاه الآخرين بمنتهى المسؤولية، فعلى الرغم من الموارد الشحيحة، فتح الشعب الأردني ذراعيه لاستقبال اللاجئين الفارين من العنف في المنطقة".
واستقبل الأردن آلاف المسيحيين العراقيين، فضلاً عن توفير المأوى لـ 1.4 مليون لاجئ سوري، خلال السنوات القليلة الماضية، الذين يشكلون اليوم ما نسبته 20% من السكان.
يقول الملك عبدالله " هذا الواقع يماثل قيام فرنسا باستضافة كل سكان بلجيكا. فبلدي الصغير، الأردن، أضحى الآن ثالث أكبر مضيف للاجئين في العالم".
ويتحدث بمرارة وخيبة عن ترك الاردن وحيداً ينوء تحت أعباء استضافة اللاجئين، لافتاً إلى أن 85% منهم يعيشون خارج المخيمات، يشكلون ضغطاً على الاقتصاد والبنية التحتية والخدمات، ولا يخفي الملك عبدالله في حديثه تذمراً من تعاطي المجتمع الدولي مع الملف، فيقول "لقد خذلنا المجتمع الدولي، وما يصلنا من مساعدات لا يغطي سوى 35% من احتياجات اللاجئين، الاردن بلد مستقر ولديه جيش قوي، لكن نقطة ضعفه الوحيدة هي الاقتصاد"، مشيراً الى أن "الاردن تحمّل ما تحمله بالنيابة عن اوروبا والعالم".