صانع العطور «إيف كاسار» يكشف أسرار عطر Pure Gold Euphoria (صور)
يجسّد عطر pure gold euphoria Calvin Klein الفاخر والآسر حساً متلألئاً من الترف الساطع والرقي العطري. فمن مقدّمته يتصاعد عبير التمر المغربي الذي يضفي عليه الإشراق، كلّ من نفحة شمسية ذهبية، مشعّة وخفيفة، وأريج النيرولي الزهري الحامضي، ما يمنح هالة من الدفء الساطع.
أمّا رائحتا زهر البرتقال المتوهّج، واليلانغ يلانغ المشرق، فتمتزجان مع نفحة وردية لوزية للكشف عن قلب زهري حلوٍ بكلّ جاذبية إنّما منعش في آن معاً. أخيراً، يتناغم المسك الدافئ والساحر مع شذى خلاصة حبوب الفانيليا الآسر، ونفحة باتشولي جلدية غنية بحدّتها، وأريج البنزوين الفلفلي-الحلو؛ ليغمر العطر بقاعدة سلسة تعبق بشاعرية عميقة، تدوم طويلاً.
صانع العطور الكبير: إيف كاسار yvescassar هو العقل المدبر وراء عطر pure gold euphoria، وهذا حوار أجري معه.
1. ما هي الفكرة الموجزة الأولية التي تلقيتها من فريق التسويق؟
الفكرة الموجزة لعطر pure gold euphoria كانت ابتكار نشوة تلقى الإعجاب من جمهور منطقة الشرق الأوسط. توجّب على الأريج أن يكون قوياً، يثبت لمدة طويلة ومستوحى من روائح عطرية شرق أوسطية.
2. ما كانت مصادر الإلهام لابتكار هذا العطر؟
أردت أن أبتكر عطراً يدور حول جاذبية وفخامة المسك المغريتين. استمددت الإلهام من لورانس العرب، المتأنق بتلك السترة الملكية البيضاء مع لمسات التطريزالذهبية عليها. ذكّرتني بقارورة عطر pure gold euphoria وأردت أن أجسد روحه.
أردت أن يكون هذا الأريج جريئاً مع ذلك غامضاً ومبتهجاً؛ بسبب نشأتي في شمال أفريقيا، استمددت أيضاً الإلهام من السيروكو؛ وهي ريح متوسطية تهب من الصحراء عبر شمال أفريقيا. تصوّرت العطر وهو ينقل الإحساس الذي تتركه السيروكو الدافئة على البشرة العارية.
3. برأيك، هل هناك من أوجه شبه بين هذا العطر وعطور كالفن كلاين الحالية الأخرى؟
أرى بصورة شاملة أن تشكيلات كالفين كلاين وCK تتقاسمه الجاذبية الراقية والمرهفة، وهذا العطر ملتزم بكل تأكيد بهذه الفكرة. يتشارك معها في أساس من الغموض والفتنة الآسرة مع نشوة الذهب السائل؛ ليواصل تلك القصة عن الرقي الفاخر، في حين ينتقل إلى فضاء جديد مع المسك؛ ليقدم وجهاً عصرياً من الجاذبية الغنية.
4. كيف تصف هذا العطر بكلماتك الخاصة؟
مميز، جريء، وغامض مع جاذبية عصرية.
5. إلى أي عائلة عطرية ينتمي؟
شرقية من الخشب.
6. لو اضطررت لاختيار ثلاث كلمات رئيسية لتصف بها العطر، ما عساها أن تكون؟
غامض، فاخر، مغامر.
7. هل تستطيع أن تشرح لنا ماذا الذي يقدّمه كل مكوّن إلى العطر؟
الهيل: الهيل، الحلو والراتينجي، هو أحد أقدم أنواع البهارات في العالم، إنه يوقظ الأحاسيس مع أريج عطري وحريف قليلاً.
خلاصة الورود: أحد المكوّنات الأعلى أهمية والمستخدمة على نطاق واسع في صناعة العطور، والورود هي أيضاً من أغلى المواد. تضفي خلاصة الورود نفحة غنية وعطرية من الزهور التي تعطي جسماً للعطر.
المسك: يوفر المسك، الفاتن والجذّاب، الدفء والثراء الرقيق، إنه عنصر أساسي، يبثّ نفحة مميزة وآسرة لا يمكن مقاومتها.
8. ما الذي يجعل هذا العطر مميزاً، وما الذي يعطيه إمضاءه/هويته؟
هناك خلطة فريدة من التوابل والمسك، تم تعزيزها بنفحات زهورغنية من خلاصة الورد وخلاصة الأوسمنتوس؛ لكي تعطي العطر عمقاً متعدد الأوجه.
9. من يمكنه أن ينافس هذا العطر في الأسواق؟
عطر oud malaki من شوبار وwood mystique من إستيه لودر.
السيرة الذاتية لصانع العطور إيف كاسار yvescassar
لو كانت العطور بستاناً، لكان إيف كاسار البستاني. قدّمت الطفولة في الجزائر على الشواطئ المتوسطية أصولاً لشغف إيف بالزهور، ما سمح له أن يصبح معلم المواد الطبيعية الذي هو عليه اليوم.
أما ذكرياته القوية عن حديقة جدّته مع باقاتها من الحمضيات، الياسمين، فقد عملت على إرساء أسس حب إيف للروائح العطرية.
إيف هو باحث دائم عن مواد طبيعية لاستخدامها في عمله بالشركة العالمية للعطور والنكهات (IFF)، وهو ما يدفعه باستمرار خلال سعيه إلى نباتات جديدة وأساليب إنتاج مبتكرة؛ لأن يسلك دروباً جديدة تقوده غالباً إلى أماكن نائية.
حتى حديقة بيته، تمثل حالة متواصلة من الاستكشافات العطرية. يلعب كل حوض للزهور دور المضيف لحشد متنامٍ من الاحتمالات، ولا يوفّر فقط إعداداً رائعاً لعائلته، بل مساحة ملهمة لاستكشاف روائح عطرية جديدة في مكتبة صانع العطور.
كانت "غراس" (Grasse) عنوان انطلاق التعليم المهني لإيف في العطور. بعد تخرّجه في ريعان الشباب بالكيمياء وعلم الأحياء من جامعة "فالروز" (Valrose) في نيس، سافر إلى مهد صناعة العطور الحديثة لأول وظيفة له في العطور.
هناك، كانت مهمته تحليل جودة ونقاء الزيوت الطبيعية والكيميائيات العطرية (aromachemicals) القادمة من المنتجين المستقلين. قدمت هذه التجربة الغامرة لإيف فهماً عميقاً للمواد الطبيعية وحساسية شميّة مرهفة للجودة. هذه الخبرة الثابتة والمتواصلة هي التي ميّزته كصانع للعطور.
بالعمل لدى "أبناء لوتييه" (Lautierfils) تعلّم على إعادة ابتكار الروائح العطرية من مكوّنات طبيعية مع كيميائيات عطرية (aromachemicals)، جاعلاً المواد التي تدخل في التركيبات أكثر استقراراً وأقل تكلفة، نتج عنها أسعار أقل يدفعها المستهلكون وعطور ثابتة لمدة أطول.
هذه الموهبة الفطرية للمواد الطبيعية جعلته سريعاً مسؤولاً عن منطقة التقطير. هناك نجح في إنتاج مكوّنات امتدت من لحاء القرفة إلى بذور الكرفس وخلاصات نباتات محلية منها الياسمين، الورود، والميموزا.
بعد عمله، فيعصب صناعة العطور، أصبح لدى إيف فهم لمواده من منظور تدريب عملي، وهذه المعرفة العميقة هي التي تحدد عمله اليوم.
انضم إيف إلى مكتب الشركة العالمية للعطور والنكهات في نيويورك سنة 1998، كصانع عطور يقدم مقاربة علمية في عمله. تتميز تركيباته بدقّة هادفة وحاسمة، في حين تعطي البساطة التي يجدها في الطبيعة إحساساً بالنقاء للنغمات التي يبتكرها؛ بتنظيمها في عائلات من المكوّنات.
تشكّل النغمات التي يبتكرها إيف كتلاً متقنة من نفحات الحمضيات، الزهور، والأخشاب التي تتَّحد لتصبح مشاهد طبيعية لحاسة الشم.
بتوجيه من قبل أشخاص أسطوريين مثل جان كلود إيلينا وجان لوي سيوزاك، تكمن موهبة إيف في تكامل النفحات الداكنة مع النفحات الخفيفة، مزاوجاً نفحات الزهور مع الدفء الرقيق للتوابل، ما يضفي بعداً جديداً لعبيرها على البشرة.
لزهوره ذات الطابع الرجالي جاذبية مغرية للغاية؛ ناعمة في البداية، ثم تتطور وتتصاعد على البشرة، مثل التوبيروز الذي يتفتّح أريجه عند الغسق. من بين عطور إيف الناجحة نذكر pure white linen من إستي لودر، quizasquizasqiuzas من لويفي، و polo blue pony #1 من رالف لورين.