الأمراض السرطانية التي يصعب اكتشافها في مراحلها الأولى
المرضى يضعون ثقة كبيرة في الأطباء، فهم على قناعة تامة بأن الطبيب سيكتشف العلة ويعالجها.
لكن كما هي حال أي مهنة هناك الطبيب الماهر والطبيب غير الماهر، وعليه فإن هامش إرتكاب الاخطاء كبير.لكن هناك بعض الحالات التي قد يخطئ فيها الطبيب ولا تكون مرتبطة بحجم مهاراته بل بواقع ان المرض بحد ذاته مخادع لدرجة أن الأعراض لا تظهر حتى مراحل متأخرة جداً. الأمراض التي يصعب على الأطباء تشخيصها في مراحل مبكرة عديدة، لكننا في موضوعنا هذا سنتحدث عن الامراض السرطانية التي تخدع الأطباء بسبب تشابه الاعراض مع أمراض أخرى أو بسبب «خبثها» وعدم إظهار أضرارها حتى بعد فوات الأوان.
سرطان البنكرياس
يسمى بالمرض الصامت لانه يصعب جداً تشخصيه خلال المراحل الاولى. السبب هو أنه في البداية يكون غير مؤلم ولا يؤدي على ظهور أي أعراض.. مشكلته هو انه سريع الانتشار ولذلك فهو يصنف ضمن السرطانات الشرسة التي عادة لا يتم اكتشافها الا بعد إنتشارها وبالتالي فإن نسبة الوفاة جراء هذا المرض مرتفعة جداً. لكن الأعراض التي يمكن رصدها خلال المراحل اللاحقة هي الالم في منطقة أعلى البطن، إصفرار لون الجلد وبياض العين، فقدان الشهية والوزن، الاكتئاب والاصابة بالتجلطات الدموية.
سرطان الكلى
هو مرض تنشأ فيه خلايا سرطانية داخل الأغلفة الداخلية للأنابيب الدقيقة التي تتكون منها الكلية. هناك ٣ أنواع منه وهي سرطان الخلايا الكلوية وهو الاكثر شيوعاً ويتكون في أنابيب صغيرة في بطانة الكلية التي تقوم بتنقية الدم، النوع الثاني هو سرطان الحوض الكلوي الذي ينمو في مركز الكلية حيث يتجمع البول وهو نادر بشكل عام، الثالث هو روم ويلمز الذي يصيب الاطفال دون الخامسة من عمرهم.
العقبات التي تمنع اكتشافه بشكل مبكر عديدة لعل اهمها ان العلماء لا يعرفون بالتحديد أسباب سرطان الكلى وان كانوا يقومون بربطه بأسلوب الحياة الذي قد يضاعف المخاطر. المشكلة الثانية هي أنه عادة لا يظهر أي أعراض في المراحل الاولى ولا تكون واضحة الا بعد إزدياد حجم الورم السرطاني بشكل كبير. المشكلة الثالثة تكمن في أنه حتى ولو ظهرت الاعراض بشكل مبكر فهي تتشابه وبشكل كبير جداً مع أعراض مجموعة كبيرة من الامراض غير السرطانية.
سرطان الرئة
من الامراض الأكثر شيوعاً التي يقف الطب عاجزاً امامها فهو في بدايته غير مؤلم ولا يؤدي الى ظهور أي أعراض. نوعان من سرطان الرئة الاول هو سرطان الرئة صغير الخلايا هو سريع النمو والانتشار ويبدأ في الشعب الهوائية ويمكنه الانتشار لأعضاء اخرى بسرعة بالغاً وهو يصيب المدخنين بشكل عام. أما النوع الثاني فهو سرطان الرئة غير صغير الخلايا وهو الاكثر شيوعاً وهو بدوره عدة أنواع وكل نوع يتميز بخلايا سرطانية تنمو وتنتشر بطرق مختلفة لكن ما هو مشترك بينها هي أنه يصعب جداً إكتشافها خلال المراحل الاولى.
في الواقع ٧٥٪ من سرطانات الرئة يتم تشخصيها بعد إنتشارها و٢٥٪ فقط تشخص خلال المراحل الاولى وعادة بسبب حرص هؤلاء الأشخاص على القيام بفحوصات دورية وليس بسبب ظهور أي أعراض.
سرطان الكبد
سرطان الكبد من السرطانات التي يصعب تشخصيها لانه أيضاً لا يترافق مع أعراض واضحة، وفي الواقع كلما كان الورم صغيراً كلما كان من المستحيل تشخصيه قبل إنتشاره. الأعراض تبدأ بعد تزايد حجم الورم ما يعني انه إنتشر الى الاعضاء الاخرى.
بشكل عام من غير المتبع اجراء فحوصات التصوير بالاشعة لجميع المرضى من اجل فقط اكتشاف سرطان الكبد بل يتم إجراء هذه الفحوصات حين يملك الطبيب معلومات ودلائل تؤكد بان المريض أكثر عرضة من غيره للإصابة بالمرض.
وحتى أن الابحاث أكدت بان التصوير بالأشعة عادة غير ناجح في كشف المرض خلال مراحله المبكرة لانه يجب اولاً إستبعاد مجموعة كبيرة من الامراض. اي ان الطريقة الوحيدة لاكتشاف السرطان هذا في مراحله المبكرة هو الفحوصات بشكل دوري وأن تكون ضمن الفئة الاكثر عرضة للإصابة به.
سرطان الدماغ
الأعراض الخاصة بسرطان الدماغ لا تظهر الا بعد إنتشاره، فمثلاً لو كان السرطان في المنطقة التي تتحكم بالحركة فلا سبيل لتشخصيه الا بعد أن يبدأ المريض بإختبار ضعف في الأطرف وهذا عادة لا يحصل الا بعد تضخم الورم.
مشكلة سرطان الدماغ أن أحد أعراضه هو الصداع ولكن بما انه من الشائع جداً الإصابة بالصداع فان الغالبية لا تكلف نفسها حتى عناء إستشارة طبيب حول الامر. من الاعراض الاخرى التي عادة لا يعتبرها المريض هامة هي التغيرات في الشخصية والمزاج ، مشاكل في الذاكرة ومشاكل في الرؤية.. وهكذا يتم تجاهل المشكلة حتى ينتشر السرطان.