وارن بافيت حكيم أوماها
وارن بافيت
وارن بافيت من أغنى رجال الأعمال والأكثر احتراماً في العالم، والمعروف بأنه سيد الاستثمار وأطلق عليه لقب حكيم أوماها. ولد في 30 أب (أغسطس) بولاية نبراسكا الأمريكية في عام 1930، وبرهن في سن مبكر عن امتلاكه قدرات هائلة في مجال الأعمال. درس بافيت البالغ من العمر 16 عاماً لمدة سنتين في جامعة بنسلفانيا، ثم انتقل إلى جامعة نبراسكا وأتم دراسته فيها وحاز منها على درجة الباكالوريوس، تخرج من الجامعة في سن 20 وهو يمتلك حوالي 10.000 دولاراً أمريكياً جمعها من خلال الأعمال التجارية الصغيرة التي قام بإنشائها أثناء طفولته. وحصل على درجة الماجستير في عام 1951 من جامعة كولومبيا للأعمال حيث تتلمذ على يد أشهر الإقتصاديين والمستثمرين. وكان من أشد المتأثرين برجل الأعمال والمستثمر الناجح بنيامين جراهام وكتابه "المستثمر الذكي".
قام ببيع السندات لمدة ثلاث سنوات لصالح شركة بافيت –فولك، ثم انتقل للعمل لدى معلمه لمدة سنتين كمحلل بيانات في شركة جراهام نيومان. أسس شركة بافيت وشركاه المحدودة في عام 1956 في مسقط رأسه أوماها، وكان ناجحاً في تحديد الشركات ذات القيمة العالية والتي لم تقدر كما يجب من خلال الاستفادة من خبراته في شركة جراهام، وأصبح مليونيراً خلال فترة قصيرة من خلال استثماراته في هذه الشركات. وتمكن بافيت في عام 1965 من السيطرة على أهم شركات الغزل والنسيج بيركشاير هاثاواي، وقرر بافيت من حل شركة بافيت وشركاه على الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققتها لكي يتمكن من التركيز على تطوير شركة بيركشاير هاثاواي، حيث قام بصيانة قسم النسيج وتجهيزه بأحدث الآلات بدلاً من توسيع الشركة ، واستطاع تحقيق ذلك من خلال قيامه بشراء الأسهم في وسائل الإعلام "واشنطن بوست"، والتأمين " GEICO"، والنفط "إكسون" والتي حقق من خلالها ثروات كبيرة، واستطاع "حكيم أوماها" من تحويل الاستثمارات ذات القيمة المنخفضة إلى استثمارات رابحة. واتجه بافيت إلى الاستثمار في شركة كوكا كولا وأصبح مدير الشركة من عام 1989 حتى عام 2006، كما شغل بافيت منصب مدير سيتي جروب جلوبال ماركتس القابضة، شركة جراهام القابضة، وشركة جيليت.
أعلن بافيت في حزيران (يونيو) 2006 أنه سيقوم بالتبرع بثروته الكاملة للأعمال الخيرية، وخصص 85% منها إلى مؤسسة بيل وميليندا غيتس، وأصبح هذا التبرع من أكبر الأعمال الخيرية في تاريخ الولايات المتحدة. واكتشف بافيت في عام 2012 إصابته بسرطان البروستات، وبدأ جلسات العلاج الإشعاعي في تموز (يوليو) من العام نفسه وانهى فترة العلاج بنجاح في تشرين الثاني (نوفمبر). لم يؤثر المرض على رجل الأعمال الثمانيني الذي يحتل المراكز الأولى على قائمة فوربز لأغنى أغنياء العالم والتي قدرت ثروته في عام 2013 بحوالي 58.5 مليار دولار أمريكي. وقام في شباط (فبراير)2013 بشراء شركة هاينز مع مجموعة خاصة من الأسهم بقيمة 28 مليار دولار، ومن ثم قام بدمج مجموعة كرافت للأغذية مع هاينز في 2015 والتي شكلت فيما بعد ثالث أكبر شركة للمشروبات والمواد الغذائية في قارة أمريكا الشمالية.