أغلى 5 طائرات خاصة في العالم من يملكها ؟
لندن – عادل مراد
حتى في عالم الطائرات الخاصة، هناك مستويات من القيمة التي لا تتساوى بين جميع الطائرات. فبينما يمكن اعتبار الوصول الى درجة ملكية طائرة خاصة، هو قمة النجاح والانجاز، ونشاطاً يقتصر على كبار الاثرياء، فإن ملكية اغلى الطائرات الخاصة في العالم عالم محدود، وفريد وغامض تحيطه السرية.
ويسود الاعتقاد ان هناك العديد من الطائرات الخاصة في هذا القطاع التي لم يفصح اصحابها عنها، لأسباب متعددة. ولكن المعروف عن هذا القطاع لا يتعدّى نماذج قليلة. وبوجه عام تتعلق القيمة في مجال الطائرات الخاصة بالحجم؛ فكلما زاد الحجم زادت القيمة.
ويفضل كبار الاثرياء الحجم الاكبر، لأنه يوفر مساحات رحبة اثناء السفر، حيث يمكن تخصيص غرف نوم او مكاتب اجتماعات على متن الطائرة. وهي تستطيع السفر المباشر لمسافات طويلة أيضاً، لا يمكن ان تحققها الطائرات الاصغر حجماً.
من اجل هذا يتخطى اثرياء القمة قطاع الطائرات الخاصة كله، ويتوجهون الى شركات انتاج الطائرات العملاقة، مثل ايرباص وبوينغ، من اجل انتاج طائرات خاصة فريدة، فيها تصميمات داخلية تقتصر عليها.
وفي قمة القطاع، يمكن الفصل بين فئتين، هما فئة القمة وفئة المرتبة الثانية. وتقتصر فئة القمة على طائرتين فقط من النوع العملاق، الاولى هي ايرباص "ايه 380"، وهي اكبر طائرة عملاقة في العالم، والثانية هي بوينغ 747 العملاقة السابقة التي تنتجها الشركة الاميركية، وتأتي في المركز الثاني من حيث الحجم والمدى.
وليس من المتوقع ان يتغيّر هذا الترتيب في المدى المنظور، حيث يدخل الى مجال استخدام الطائرات الخاصة العشرات من الاثرياء سنوياً، ولكنهم في العادة ينضمّون الى فئات المدخل او الاحجام المتوسطة.
الطائرات الخمس التالية تمثل قمة اغلى الطائرات الخاصة في العالم:
ايرباص "أيه 380":
وهي واحدة من انجح الطائرات التي تعمل مع العديد من خطوط الطيران في العالم وأحدثها. تقدر قيمة الطائرة نفسها بنحو 300 مليون دولار، بالاضافة الى تصميمات داخلية فريدة، تكلفت نحو 200 مليون دولار. وتقول مصادر صحافية اجنبية متعددة، ان هناك طائرة وحيدة تنتمي الى قطاع الطائرات الخاصة من هذا الطراز، وإن مالكها هو الامير الوليد بن طلال. وتشير هذه المصادر الى انها ليست الطائرة الوحيدة التي يملكها الامير الوليد، حيث يملك طائرتين اخريين على الاقل أيضاً، واحدة من طراز 747 والاخرى من طراز ايرباص 321. ويعدّ تصميم ايرباص 380 الداخلي تحفة فريدة بين الطائرات الخاصة. فهي تقع من طابقين، بالاضافة الى مساحة تخزين اضافية يمكنها استيعاب سيارتين على الاقل.
وتصف اوساط الصناعة هذه الطائرة بأنها "قصر طائر" يربط بين طابقيه سلم دوار ومصعد خاص يمكن به الهبوط من الطائرة الى ارض الممرّ. من المعالم الاخرى التي ذكرت عن هذه الطائرة انها تحتوي على قاعة موسيقية تتسع لنحو عشرة اشخاص، ويمكن الاستماع فيها الى كبار نجوم الغناء والتمثيل. وفيها كذلك حمّام بخار بحوائط وارضية من الرخام، لا يزيد سمكه على مليمترين من اجل تخفيف الوزن. وفي احدى قاعات الطائرة توجد شاشة ضخمة على الارضية توضح معالم المناطق التي تطير فوقها. ويغمر هذه الغرفة هواء نقيّ معطر.
في غرفة الاجتماعات توجد طاولة ضخمة بسطح زجاجي يمكن ان يتحول الى شاشة تعمل باللمس لأغراض الاتصالات بالانترنت. وتحمل الطائرة خمسة اجنحة فاخرة للإقامة، بالاضافة الى 20 مقعداً فاخراً تشبه تلك المتاحة في الدرجات الاولى في الطائرات التجارية. وتوجد قاعة للصلاة مع ارضية تتحرك الكترونيا، لكي تواجه مكة المكرمة في كل اتجاهات الطيران.
وتعدّ هذه الطائرة رسمياً هي اكبر طائرة خاصة في العالم، ويصل حجمها الى مرة ونصف المرة حجم الطائرة 747. وقامت شركة متخصّصة اسمها "ديزاين كيو" بأعمال التصميم الداخلي في الطائرة. وتقول الشركة ان دخول الطائرة يمكن ان يكون عبر المصعد الخاص وعلى السجاد الاحمر.
بوينغ 747:
هي تقع في المركز الثاني وتبلغ قيمتها نحو 200 مليون دولار، ويملكها رجل الاعمال الاميركي جوزيف لو، المستثمر في مجال العقار. وهي كذلك ذات تصميمات داخلية خاصة، تشمل قاعات خاصة للاقامة وغرف نوم وأماكن للتريّض اثناء السفر، ومكتباً خاصاً بكل ادوات الاتصال السريعة. وهي ليست الطائرة الخاصة الوحيدة من هذا الطراز في العالم، فهناك ثماني طائرات اخرى توجّهت الى مجال الطيران الخاص حول العالم. وكشفت شركة بوينغ ان احد الزبائن الاخرين، من دون اعلان اسمه، طلب نموذجاً خاصاً من هذه الطائرة في أحدث اجيالها وأكبرها، وهو طراز "747-8"، واشتراها بمبلغ 400 مليون دولار. وهي مجهّزة كذلك، بجلسات صالون في قاعات تشبه تلك المتاحة في القصور، بالاضافة الى غرف نوم في الطابق الاعلى، وغرف طعام وغرفة اجتماعات وأعمال. وقامت بأعمال التصميم الداخلي في هذه الطائرة شركة "غرين بوينت تكنولوجي" واستغرقت في عملية انهاء التصميم الداخلي ثلاث سنوات. وانتهت اعمال التصميم الداخلي في شهر ديسمبر/ كانون الاول عام 2014. وتقول مصادر شركة بوينغ انها قامت بتسليم ثماني طائرات من اصل تسع طلبيات خاصة، توجهت بالفعل الى اصحابها حول العالم.
بوينغ 757:
وهي طائرة من القطاع المتوسط، يبلغ ثمنها 100 مليون دولار، ويملكها الملياردير الاميركي دونالد ترامب. ويمكن لهذه الطائرة ان تتسع لنحو 45 راكباً، ولكنها تقتصر في معظم رحلاتها على ترامب وعائلته. وتشتهر هذه الطائرة بأن صنابير المياه فيها ومعادن احزمة السلامة مطلية بالذهب الخالص. اما سقف الطائرة فتغطية جلود شامواه، كما تنتشر في ارجائها مصابيح كريستالية من نوع "ووترفرونت". وتحمل الطائرة غرفة نوم شاسعة ملحقاً بها حمّام خاص. وتشمل التجهيزات تلفزيوناً عريضاً مسطحاً، وأغطية كهربائية للنوافذ. ويظهر شعار عائلة ترامب مطرزاً على جميع مقاعد الطائرة. وكان ترامب قد اشترى هذه الطائرة في عام 2010، من الشريك في ملكية شركة "مايكروسوفت" بول ألن وأعاد تصميمها الداخلي بالكامل. ويظهر اسم ترامب بالخط العريض على جانب الطائرة. وتحمل الطائرة غرفة طعام وصالوناً للاسترخاء، مزوّداً بعدد من شاشات العرض الشخصية للتحكم في الوظائف وعرض الافلام. اما غرفة النوم الخاصة فهي تشبه غرف النوم المنزلية الفاخرة.
بوينغ "بزنس جت" من الجيل الثالث:
هي طائرة توفر مساحات شاسعة وتعدّ الاكبر، ضمن طائرات الاعمال المتخصّصة. وتتعاون شركة بوينغ مع مؤسسة "جنرال الكتريك" في صناعتها وتجهيزها، وهي تعتمد على هيكل الطائرة 737 إي آر الطويلة القاعدة. وتستخدم محركين حديثين من صنع جنرال الكتريك وسنيغما، بقوة دفع تبلغ 27 الف رطل لكل منهما، ويصل مداها الى 5475 ميلاً جوياً. وهي الاكبر حجماً بين طائرات بوينغ للاعمال وتصل مساحة المقصورة الداخلية الى 107 اقدام. ويمكن لهذه المساحة استيعاب 60 راكباً في الحدّ الاقصى، ولكن السفر المريح يكون بنحو ثمانية ركاب او اقل. وهي مزوّدة بحمّام فاخر. ويصل ثمن هذه الطائرة الى 80 مليون دولار، وهناك عدد من مالكي هذه الطائرة بتصميمات مختلفة في الولايات المتحدة. وكان آخر عرض لها في معرض شنغهاي للطيران في الصين.
غالف ستريم "جي 650":
ويصل ثمن هذه الطائرة الى نحو 60 مليون دولار، وهناك العديد من الاثرياء والمشاهير الذين طلبوا نسخاً منها، وبعضهم ينتظر التسليم قريباً. وهي احدث وأكبر انتاج شركة غالف ستريم. توقعت الشركة عند الكشف عنها ان تتلقى مئة طلبية، ولكنها تلقت 500 . وتصل سرعة الطائرة الى 0.925 من سرعة الصوت ويمكنها الطيران المباشر بين نيويورك وطوكيو وبين الرياض وبكين. وهي تتسع لنحو 16 راكباً جالسين في مقاعد وثيرة، او اتاحة النوم لثمانية اشخاص. وهي مجهزة بمطبخ كامل وحمّام حديث واتصالات بالانترنت والهاتف الفضائي اثناء الطيران. بلغ حجم المبيعات حتى العام الجاري نحو 50 طائرة. وهناك كثير من المشاهير الذين ينتظرون دورهم لتسلّمها. المستثمر الاميركي أد دالبرغ عرض طائرته من هذا الطراز للبيع، وتلقى 40 مكالمة في اول يوم، وهو شيء غير عادي لطائرة خاصة. وهو يقول انه يستطيع بيعها بمبلغ 75 مليون دولار.