الذكاء الاصطناعي.. مُدرّبك المهني القادم
واجهت الكثير من المؤسسات تحديًا كبيرًا في توفير تدريب مهني عالي الجودة لكافة الموظفين، وليس فقط للنخبة أو للمديرين. النموذج التقليدي للتدريب غالبًا ما يكون مكلفًا وصعب الوصول إليه. ومع انتشار نماذج العمل الهجينة والافتراضية، أصبحت الحاجة إلى أدوات تدريب مرنة وفورية أكثر إلحاحًا.
استجابة لذلك، أطلقت شركة BetterUp، وهي شركة متخصصة في التدريب المهني مقرها أوستن وتأسست عام 2013، نموذجًا جديدًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي يحمل اسم BetterUp Grow، يوفّر مدربًا افتراضيًا دائم التواجد وقادرًا على التفاعل مع احتياجات الموظف ضمن سياق عمله اليومي.
تعاون متعدد التخصصات وبيانات ضخمة
جاء تطوير هذا النموذج ثمرة تعاون بين فرق الذكاء الاصطناعي والعلوم السلوكية وتصميم المنتجات والتسويق والقيادة التنفيذية. كما استعانت BetterUp بخبرة ملايين الجلسات التدريبية السابقة لتغذية نماذج الذكاء الاصطناعي، بالتوازي مع مشاركة مدربين بشريين لضمان دقة التوصيات.
النتيجة كانت مدربًا افتراضيًا يتفاعل مع دور الموظف، ومدة عمله، وأسلوبه في التعلّم، وحتى قيم المؤسسة وأهدافها، لتقديم توجيهات شخصية تُراعي السياق.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي يكشف علامات الكذب في الحديث اليومي
نتائج أولية مشجّعة واعتماد متزايد
منذ إطلاقه في يناير 2025، اعتمدت 11 شركة بالفعل برنامج BetterUp Grow، وتستعد 50 شركة أخرى لاستخدامه قريبًا. وأظهرت دراسة داخلية أن 95% من المستخدمين راضون عن التجربة، بينما أفاد 16% بزيادة شعورهم بالثقة في مكان العمل. كما أظهرت النتائج مرونة النظام في المزج بين التوجيه الآلي والبشري، حيث فضّل 34% من الموظفين المدرب البشري، و51% أبدوا استعدادهم لاستخدام النموذج الهجين.
اقرأ أيضًا:الذكاء الاصطناعي يتوقع السكتة القلبية المفاجئة قبل أسبوعين
خطط مستقبلية طموحة وتوسّع لغوي قريب
تخطط BetterUp لتعزيز قدرات المدرب الذكي ليشمل مواقف محاكاة لاتخاذ القرار، بالإضافة إلى تكامل أوسع مع أدوات العمل مثل Slack وMicrosoft Teams. كما ستتم إضافة دعم للغات جديدة تشمل الإسبانية والصينية المبسطة والبرتغالية، على أن تُضاف لاحقًا الفرنسية والألمانية والروسية واليابانية.