اكتشاف أراضٍ مفقودة تحت المحيط الهادئ يغيّر نظرتنا للغلاف الأرضي
في تطور علمي مذهل، اكتشف فريق من الباحثين أراضي مفقودة مدفونة في أعماق المحيط الهادئ، ما أدى إلى إعادة النظر جذريًا في المفاهيم الجيولوجية السائدة حول الغلاف الأرضي.
الدراسة التي أجراها باحثون من "المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ" و"معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا"، تشير إلى أن الغلاف الأرضي أكثر تنوعًا وحيوية مما كان يُعتقد سابقًا.
أعماق الأرض تحمل أسرارًا غامضة
لطالما اعتقد العلماء أن الغلاف الأرضي، الذي يمتد على عمق 3000 كيلومتر تقريبًا ويشكّل 84% من حجم كوكب الأرض، عبارة عن طبقة متجانسة التركيب.
غير أن الاكتشاف الجديد يبرهن على وجود هياكل ضخمة ومعقّدة ضمن هذه الطبقة، ربما تعود إلى صفائح تكتونية غارقة أو مواد أولية من مراحل تكوين الأرض.
تقنيات متطورة تقود إلى الاكتشاف
اعتمد الباحثون على تقنية تُعرف باسم "الانعكاس الكامل لموجات الزلازل" (Full Waveform Inversion)، والتي تسمح بتحليل طريقة انتقال الموجات الزلزالية عبر الطبقات الداخلية للأرض. وبيّنت النتائج وجود تكوينات ضخمة مجهولة في باطن المحيط الهادئ لا تنتمي إلى أي من الخرائط التكتونية المعروفة.
إعادة رسم خريطة الأرض من الداخل
تشير التقديرات إلى أن هذه الهياكل قد تمثل بقايا لقارات قديمة أو قشور محيطية تعرّضت للانغماس منذ ملايين السنين.
هذا الاكتشاف يُعيد النظر في فهمنا لنظرية الصفائح التكتونية وآليات تشكّل الغلاف الأرضي، ويرجّح أن الأرض لا تزال تحتفظ بأسرار جيولوجية من حقب ما قبل التاريخ.
اقرأ أيضًا: دراسة تحذر: الأرض مهددة بحرارة قاتلة بحلول 2200
التحدي القادم للجيولوجيين
يرى العلماء أن هذه النتائج تفتح الباب أمام أبحاث جديدة لفهم الديناميكا الحرارية للأرض. فالحركة البطيئة للغلاف الأرضي التي تتسبب في الزلازل والثورانات البركانية، قد تكون أكثر تعقيدًا مما نعتقد، وربما تتأثر بعوامل لم تكن في الحسبان من قبل.
عصر جديد في علوم الأرض
بينما تواصل التكنولوجيا تقديم أدوات غير مسبوقة للاستكشاف، يتضح أن باطن كوكبنا لا يزال يحمل الكثير من المفاجآت. وهذه الأراضي المفقودة، التي لا يمكن رؤيتها إلا من خلال تقنيات متقدمة، قد تغيّر بشكل جوهري الطريقة التي ننظر بها إلى بنية كوكب الأرض وتاريخه الجيولوجي العميق.