محطات فضاء فاخرة: "هيلتون" و"بلو أوريجن" يقودان ثورة السياحة خارج الأرض
مع اقتراب نهاية عمر محطة الفضاء الدولية، بدأت كبريات الشركات العالمية بالكشف عن رؤاها المستقبلية لمحطات فضائية فاخرة تمزج بين العلم والضيافة الراقية، لتفتح الباب أمام عصر جديد من السياحة والبحث في المدار الأرضي المنخفض.
"ستارلاب".. محطة صغيرة بتوقيع "هيلتون"
من أبرز المشاريع، محطة "ستارلاب" التجارية التي تستهدف استضافة أربعة أفراد. المشروع مدعوم من وكالة "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية، وقد استعان القائمون عليه بسلسلة فنادق "هيلتون" لتصميم الديكورات الداخلية، بما يشمل مناطق المعيشة، والاستجمام، والمقاعد الخاصة للنوم، فضلًا عن صالة رياضية تطل على الأرض.
كُشف العام الماضي عن تصميم داخلي يُظهر وحدات نوم خاصة ومساحات للاسترخاء، بينما أُسند إطلاق المحطة إلى صاروخ "ستارشيب" التابع لـ"سبيس إكس".
ومن المقرر أن تكون المحطة مخصصة للبحث العلمي فقط دون فتح باب السياحة حتى الآن.
إقامة استثنائية في قلب برلين: فندق كبسولة الفضاء يقدم تجربة جديدة ومثيرة
"فوياجر ستيشن".. فندق مداري يستوعب 400 نزيل
أما المشروع الأضخم فهو "فوياجر ستيشن"، الذي تخطط له شركة "Above: Space Development Corporation" الأميركية، ويأخذ شكل حلقة دائرية ضخمة توفر جاذبية اصطناعية عبر الدوران.
يتسع هذا الفندق الفضائي لنحو 400 ضيف، ويوفر لهم إقامة فاخرة على غرار فنادق الأرض لكن بإطلالات كونية.
وسيتمركز مركز التحكم وعمليات الرسو في مركز العجلة. كما يجري تطوير نسخة مصغرة تُدعى "Pioneer Station" تسع لـ28 راكبًا فقط. ورغم جمالية التصاميم، فإن التمويل لم يُستكمل بعد.
"أوربيتال ريف".. منتزه فضائي بقيادة "بلو أوريجن"
الملياردير "جيف بيزوس" يسعى بدوره إلى دخول السباق من خلال "بلو أوريجن" التي تطوّر محطة "أوربيتال ريف" بالشراكة مع "سيرّا سبيس". هذه المحطة توصف بأنها "منتزه أعمال مختلط الاستخدام"، موجهة للبحث والسياحة في آنٍ معًا.
بعد تأخير دام 9 أشهر.. سبيس إكس تنقذ رواد فضاء ناسا العالقين
ستدور المحطة على ارتفاع 400 كم عن سطح الأرض، وتضم وحدات واسعة ذات نوافذ ضخمة، مقسّمة لأغراض شخصية وتجارية، كما وعدت الشركة بتوفير تجربة "مريحة وفاخرة في بيئة منعدمة الجاذبية". المشروع نال دعمًا ماديًا من "ناسا" بقيمة 130 مليون دولار، ويُرتقب تشغيله بنهاية العقد الجاري بعد اجتياز مراحل اختبار رئيسة في 2024.
مستقبل الإقامة في الفضاء
تمثل هذه المشاريع خطوة كبيرة نحو جعل الفضاء متاحًا للتجربة البشرية اليومية، سواء في مجالات البحث أو الترفيه. وبينما يبقى تحقيقها رهين التمويل والاختبارات، فإن تصاميمها ترسم ملامح مستقبل يبدو أقرب مما نتخيل.