دراسة: دواء الزهايمر الجديد قد لا يفيد النساء بقدر ما يفيد الرجال
في تحليل جديد أثار قلق بعض الباحثين، توصل فريق علمي من كندا وإيطاليا إلى أن دواء "ليكانيماب" – أحد أحدث علاجات الزهايمر المعتمدة – قد يكون تأثيره محدودًا لدى النساء، على الرغم من فعاليته الواضحة في إبطاء التدهور المعرفي لدى الرجال.
فعالية متفاوتة بين الجنسين في تجربة سريرية بارزة
خلال تجربة سريرية استمرت 18 شهرًا ضمن المرحلة الثالثة من دراسة "CLARITY AD"، أظهر ليكانيماب قدرة على إبطاء التراجع المعرفي بنسبة 27% مقارنة بالعلاج الوهمي. لكن التحليل التفصيلي كشف أن هذا التأثير بلغ 43% لدى الذكور، مقابل 12% فقط – غير ذات دلالة إحصائية – لدى الإناث. هذا الفارق بنسبة 31% أثار تساؤلات حقيقية حول تساوي الاستجابة بين الجنسين.
محاكاة حاسوبية تُعزز الشكوك
وللتحقق من دقة هذه النتائج، أجرى الباحثون 10,000 تجربة محاكاة باستخدام بيانات التجربة السريرية الأصلية، وتبيّن أن الفارق بين الجنسين ظهر بشكل عشوائي فقط في 12 حالة، مما يشير إلى أن التفاوت في التأثير ليس مصادفة إحصائية. كما أن الفروقات المعروفة في شيخوخة الدماغ بين الذكور والإناث لا تفسّر سوى جزء بسيط من هذا التفاوت.
اكتشاف طبي يمهد لعلاج جذري لمرض ألزهايمر
نقص في تمثيل النساء في أبحاث الدماغ
رغم أن النساء يشكّلن ثلثي مرضى الزهايمر عالميًا، فإن الدراسات السابقة – كما تشير مراجعة أجرتها العالمة مارينا لينش من كلية ترينيتي في إيرلندا – كثيرًا ما أغفلت تقسيم النتائج وفقًا للجنس. وتؤكد على أن تقييم الفروق المرتبطة بالجنس يجب أن يكون من أولويات التجارب المستقبلية.
آلية عمل الدواء ما تزال غامضة
يعتمد دواء ليكانيماب على استهداف ما يعرف باللويحات البروتينية "أميلويد" المرتبطة بالزهايمر، لكن كيفية إبطائه للتدهور المعرفي ما تزال غير مفهومة تمامًا. وتشير الأدلة الحديثة إلى أن بعض المرضى الذين شُخّصوا بالزهايمر لا توجد لديهم لويحات أميلويد بعد الوفاة، مما يثير الشك في كون هذه اللويحات هي السبب الرئيسي للتدهور المعرفي.
الهرمونات والجينات قد تلعب دورًا
تطرح الدراسة أيضًا فرضية أن هرمونات الجنس والكروموسومات قد تؤثر في طريقة تكوّن هذه اللويحات أو التخلص منها، ما قد يفسّر التفاوت في فعالية الأدوية بين الرجال والنساء. وتوصي الدراسة بمشاركة شركات الأدوية لبيانات التجارب السريرية لتسريع البحث في هذه المسألة.
نظرية جديدة مثيرة حول مرض ألزهايمر (فيديوجراف)
تحذير من الانحياز الذكوري في أبحاث الدماغ
في عام 2019، لم تتجاوز نسبة الدراسات التي تناولت تأثير الجنس في علم الأعصاب أو الطب النفسي 5% فقط، رغم الفروقات الواضحة بين الجنسين في أمراض الشيخوخة. وقد حذّر باحثون دوليون من أن هذا الانحياز الذكوري يضر بصحة المرأة على المدى الطويل، ويؤخر اكتشاف علاجات فعالة لها.
دعوة لإعادة النظر في تصميم الأبحاث
خَلُص فريق الدراسة إلى أن فاعلية أدوية الزهايمر الجديدة، مثل ليكانيماب، قد تعتمد على النوع البيولوجي للمريض، مؤكدين ضرورة توجيه الأبحاث المستقبلية لدراسة الاختلافات الجندرية في الاستجابة للعلاج، خاصة وأن النساء يمثلن الشريحة الأكثر عرضة للإصابة.