"مارك كوبان": الذكاء الاصطناعي شريك إبداعي وليس صانع قرار
رغم الثورة المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، يرى الملياردير والمستثمر الأمريكي "مارك كوبان" أن الإبداع الحقيقي لا يزال يعتمد على الإنسان وحدسه الفريد، مشددًا على أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه إنتاج أفلام أو كتب ناجحة بمفرده، وإنما ينبغي اعتباره أداة مساعدة وليس بديلاً عن المبدعين.
وخلال ظهوره في بودكاست "YMH"، أشار "كوبان" إلى أن "الذكاء الاصطناعي يمكنه اقتراح ملايين الأفكار في لحظة، ولكن في نهاية المطاف، لا بد أن يتخذ إنسان القرار بشأن الاستثمار في أي منها"، في إشارة إلى أن صناعة القرار الإبداعي تتطلب حدسًا وخبرة بشرية لا يملكها AI.
رئيس مجموعة علي بابا يحذر من الاستثمار المفرط في الذكاء الاصطناعي
مخاوف من تقليص دور الإنسان
تأتي تصريحات "كوبان" في وقت تتصاعد فيه مخاوف العاملين في المجالات الإبداعية من استخدام الشركات لتقنيات الذكاء الاصطناعي، كوسيلة لتقليص التكاليف على حساب المبدعين.
ففي عام 2023 على سبيل المثال، شهدت هوليوود إضرابًا تاريخيًا شارك فيه اتحاد الكُتّاب الأمريكيين ونقابة الممثلين SAG-AFTRA، رفضًا لما وصفوه بـ"التهديد الوجودي" الذي يشكله الذكاء الاصطناعي على مستقبلهم المهني، ومؤخرًا تصاعدت موجات بنفس المعنى.
لكن "كوبان" لا يرى في الذكاء الاصطناعي تهديدًا مباشرًا، بل يعتبره مجرد شريك إبداعي يمكنه تسريع المهام الفنية، مثل كتابة القصص المصورة أو تجربة الأفكار بصريًا، وليس جهة تتخذ قرارات أو تُنتج أعمالاً ناجحة وحدها.
حدس النجاح لا يُبرمج
وفي رسالة إلكترونية لـ"بيزنس إنسايدر"، شدد "كوبان" على أن الذكاء الاصطناعي لا يمتلك "الشعور" اللازم لتوقّع ما يرغب به الجمهور، مضيفًا: "هناك سبب يجعل بعض الأشخاص يحققون النجاحات تلو الأخرى في مجالات مثل الموسيقى أو السينما، وهو أنهم يشعرون بما يريده الناس في اللحظة المناسبة".
فيما حذّر من الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي، كما حاولت بعض الشركات سابقًا استخدام التحليلات والمؤشرات لتحديد الأعمال التي يجب إنتاجها، والتي غالبًا ما باءت بالفشل، على حد وصفه، فحدس النجاح لا يُبرمج.
كيف كرمت "نفيديا" العلماء الذين تركوا بصماتهم على الذكاء الاصطناعي؟
المستقبل لمن يتقن الإبداع والتقنية
يرى "كوبان" أن الفئة التي ستحقق أكبر استفادة من الذكاء الاصطناعي، هي المبدعون المخضرمون الذين سيتقنون استخدام هذه الأداة لتعزيز قدراتهم، لا سيما في تسريع عمليات الكتابة والاختبار الإبداعي.
مشيرًا إلى أن "أفضل المبدعين سيصبحون أفضل مع الذكاء الاصطناعي، لكنه لن يصنع العبقرية وحده".
وختم "كوبان" حديثه بقوله: "أفهم الخوف من الذكاء الاصطناعي، وأتفهم صعوبة مواكبة التغييرات السريعة، لكن كغيره من التقنيات، سيُثبت مع الوقت أنه يستحق الاستثمار".