الإقبال المفاجئ على زراعة اللحية.. هل يستحق المظهر المخاطر؟
في مشهد يعكس تغيرات جذرية في معايير الجمال الذكورية، تشهد عمليات زراعة اللحية ازدهارًا غير مسبوق، مدفوعة برغبة الكثير من الرجال في امتلاك لحية كثيفة ومنظمة تضفي عليهم مظهرًا أكثر رجولة وثقة. غير أن هذا الارتفاع الحاد في الطلب يثير قلق المختصين في ظل غياب رقابة واضحة تحكم هذه الصناعة سريعة النمو.
تعود جذور هذه الرغبة إلى سنوات المراهقة بالنسبة للبعض، كما هو الحال مع "فيكرام أرورا"، الذي عانى من لحية غير مكتملة في شبابه.
يتذكر أرورا، البالغ 47 عامًا ويعيش في "إسيكس" البريطانية، كيف كان يشعر بالغيرة من زملائه الأكبر سنًا الذين يظهرون ببعض شعر الوجه، بل وكان يخفي حسرته بمسكرة استعان بها من شقيقته لتعبئة الفراغات في ذقنه.
اليوم، لم يعد الحصول على لحية كثيفة أمرًا مستحيلاً، بفضل تقنيات زراعة الشعر التي انتقلت من الرأس إلى الوجه. حيث يجري الأطباء نقل بصيلات الشعر من مؤخرة الرأس إلى مناطق الذقن والخدين، في عمليات تستغرق عادة من 6 إلى 8 ساعات.
لكن ومع هذا النمو السريع، يواجه المجال تحديات خطيرة، أبرزها انتشار مراكز غير مرخصة أو معايير طبية ضعيفة، ما يجعل بعض المرضى عرضة للعدوى، أو لنتائج تجميلية غير مرضية، بل وحتى تلف دائم في الجلد.
اقرأ أيضًا: دراسة: كل ساعة إضافية أمام الشاشة ترفع خطر قِصر النظر بنسبة 21%
وبحسب مختصين، فإن غياب إطار قانوني صارم لمراقبة هذه العمليات يفتح الباب أمام الاستغلال التجاري، لا سيما في دول تقدم خدماتها بأسعار زهيدة لجذب الزبائن من الخارج، ما يجعل بعضهم يعودون إلى بلدانهم بمشكلات صحية يصعب علاجها.
ورغم هذه التحذيرات، يبدو أن الطلب في ازدياد مستمر، خاصة في ظل التأثير المتنامي لمواقع التواصل الاجتماعي التي ترسخ معايير جديدة لمظهر الرجل "المثالي". وبينما يطمح الكثيرون إلى لحية كثيفة تعزز من صورتهم أمام الآخرين.