لماذا يبدأ النجاح المهني الحقيقي بعد سن الأربعين؟
كشفت أبحاث مهنية حديثة أن غالبية الأفراد لا يحققون كامل إمكاناتهم في بيئة العمل إلا بعد بلوغهم سن الأربعين، وهو ما يُفسَّر بتراكم الخبرة العملية والنضج الشخصي خلال السنوات السابقة.
توضح الدراسات أن العقدين الأولين من الحياة المهنية غالبًا ما يكونان مخصصَين للتعلم، وخوض التجارب، والتنقل بين الوظائف، إضافة إلى الانشغال بأولويات حياتية خارج إطار العمل مثل تأسيس الأسرة. لكن بعد الأربعين، يبدأ الفرد في التركيز الكامل على مساره المهني، مستفيدًا من رصيد غني من المعرفة والمهارات المكتسبة.
اقرأ أيضًا: أنواع الشخصيات المالية وتأثيرها على أساليب الإدارة ونجاح الأعمال
مزيج من الخبرة والبصيرة الاستراتيجية
تُعد القدرة على التعامل مع المواقف المعقدة، والتنبؤ بالتحديات، واتخاذ القرارات الحاسمة من أبرز مزايا الموظف في الأربعينات.
كما أن مروره بمراحل متعددة داخل المؤسسات، وتعرضه لأدوار مختلفة، يجعله أكثر تكيفًا مع التغيير وأشد صلابة أمام الضغوط.
وبحسب الباحثين، فإن هذا النوع من العمق المهني لا يتوافر غالبًا في الفئات الأصغر سنًا، التي لا تزال في طور بناء الذات أو اكتساب المهارات الأساسية.
المهارات القيادية والتواصل الفعّال تتعزز مع العمر
أحد العوامل الجوهرية التي تميز العاملين بعد الأربعين هو تطور مهارات التواصل والقيادة. إذ تشير الدراسات إلى أن الأشخاص في هذه المرحلة العمرية يتمتعون بقدرة أكبر على الاستماع، والتعاطف، وإدارة النزاعات داخل الفرق، مما يسهم في خلق بيئة عمل صحية ومتوازنة.
كما أن وجودهم في مواقع إدارية أو إشرافية يتيح لهم لعب دور الإرشاد والتوجيه للأجيال الشابة، ما يعزز من إنتاجية الفريق ويعزز روح التعاون.
اقرأ أيضًا: سر نجاح رواد الأعمال من وجهة نظر ستيف جوبز (فيديوجراف)
استثمار الشركات في النضج المهني
في ظل هذه المعطيات، باتت العديد من المؤسسات تدرك أهمية الكوادر الأكبر سنًا، وتعمل على الاستفادة من خبراتهم في قيادة المشاريع، وتدريب المواهب الصاعدة، وتحقيق الاستقرار التنظيمي. فرغم أن سن الأربعين قد يُنظر إليه تقليديًا كمرحلة وسطى، إلا أنه في الواقع يشكل الانطلاقة الحقيقية نحو التميز الوظيفي والنجاح المستدام.