استدعاء شامل لأكثر من 46 ألف شاحنة Cybertruck.. تعرف على الأسباب!
لم يكن في حسبان "إيلون ماسك"، حين استدعى مهندسيه لتطوير شاحنة Tesla Cybertruck، أن تتحول هذه الشاحنة إلى ما يشبه المزحة الثقيلة في سوق السيارات الكهربائية، وبينما استُقبل التصميم الجريء والمستقبلي باهتمام واسع، فإن الواقع التجاري والتقني سار في مسار معاكس.
وأجبرت شركة "تسلا" مؤخرًا على تقديم إفصاح رسمي لإدارة السلامة الوطنية على الطرق السريعة في الولايات المتحدة (NHTSA)، يكشف للمرة الأولى عدد وحدات Cybertruck التي تم بيعها حتى الآن، والسبب؟
استدعاء شامل لجميع المركبات المنتجة تقريبًا، بسبب خلل في المادة اللاصقة التي تُثبّت ألواح الهيكل الخارجي!
المبيعات تُكشف حجم الخسائر!
وفقًا لتقرير NHTSA، فإن 46,096 وحدة من شاحنة Cybertruck تخضع للاستدعاء الحالي، وهي على الأرجح تمثل إجمالي ما تم بيعه من هذا الطراز حتى لحظة إصدار القرار.
وبالنظر إلى ضخامة المشكلة، التي تشمل ضعف التثبيت الهيكلي لألواح الجسم، فإن هذا الرقم يثير القلق، خاصة في ظل التوقعات التي أطلقها "ماسك" سابقًا بتحقيق نصف مليون وحدة مباعة سنويًا.
خدمة التاكسي ذاتي القيادة تقترب.. تسلا تحصل على الموافقة المبدئية
الاستدعاء الذي وُصف بـ"الشامل"، يأتي على خلفية استخدام مادة لاصقة فشلت في تثبيت ألواح الهيكل لفترة طويلة، ما يُهدد السلامة الهيكلية للسيارة، ويُظهر ثغرات في جودة التصنيع.
تراجع الطلب وخفض الأسعار

رغم الزخم التسويقي الكبير الذي صاحب إطلاق Cybertruck، إلا أن الطلب الفعلي لم يرتقِ إلى مستوى التوقعات.
وتشير تقارير متطابقة إلى أن بعض النسخ من "إصدار الإطلاق" فُقدت تمييزاتها التصميمية، مثل الشعارات والديكورات الخاصة، ليُعاد تصنيفها ضمن الفئات الأدنى، بهدف تسريع عمليات البيع وتصريف المخزون الراكد.
كما لجأت "تسلا" إلى خفض الأسعار في محاولات لتحفيز السوق، لكنها لم تنجح حتى الآن في إحداث فارق ملموس، ما يعكس حجم الأزمة التسويقية التي تواجهها هذه الشاحنة الكهربائية المصفّحة.
هل تنجح تسلا في إنقاذ Cybertruck؟
وكانت شركة Tesla رمزًا للتحول العالمي نحو السيارات الكهربائية، وأجبرت عمالقة الصناعة التقليدية على إعادة صياغة استراتيجياتهم، لكنها اليوم، وبعد هذا الكم من الاستدعاءات، وتراجع الطلب، والارتباك في خطوط الإنتاج، باتت تواجه تصدعات استراتيجية حقيقية.
تسلا تطلق تحديثًا لربط سياراتها مع "أبل ووتش"
وقد لا تكون Cybertruck سوى نموذج واحد على سلسلة من التحديات التي بدأت تظهر في أداء الشركة، من تأخر تسليمات الشحنات إلى المنافسة المتصاعدة في الأسواق الآسيوية والأوروبية، إلى الضغوط المالية الناتجة عن ضخ استثمارات ضخمة في مصانع إنتاج جديدة.
وحتى الآن، لم تُعلن "تسلا" عن خطة واضحة لمعالجة الأزمة الأخيرة، ولا عن التعديلات المحتملة على خطوط الإنتاج، لكن مع الكشف الإجباري عن عدد المبيعات، وانكشاف مشكلات الجودة، يبدو أن الشركة مطالبة بإعادة التفكير في استراتيجيتها الخاصة بـCybertruck، خصوصًا أن الشاحنة التي وُعد بأنها "مركبة المستقبل"، باتت اليوم تواجه واقعًا صعبًا ومليئًا بالتحديات.