كيف أطاحت "ديب سيك" بثروات مليارديرات التكنولوجيا؟
شهد قطاع التكنولوجيا العالمي زلزالاً ماليًا بسبب الصعود السريع لشركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة "ديب سيك"، التي شكلت صدمة قوية في وادي السيليكون، متسببة في خسائر بمليارات الدولارات لقادة الصناعة في الولايات المتحدة.
نموذج ذكاء اصطناعي بتكلفة أقل
وفي يناير الماضي، أحدث نموذج الذكاء الاصطناعي الذي طورته "ديب سيك" تأثيرًا شبيهًا بالتسونامي في سوق التكنولوجيا، إذ استطاعت الشركة الصينية تقديم نموذج منافس للنماذج الأمريكية ولكن بتكلفة أقل، مما أثار مخاوف بشأن استمرار هيمنة الولايات المتحدة على قطاع الذكاء الاصطناعي.
وقد أدى ذلك إلى موجة بيع واسعة لأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، مع تزايد الشكوك حول التقييمات المرتفعة لتلك الشركات.
مليارات الدولارات خسائر في ثروات الكبار
ووفقًا لتقرير نشرته مجلة "فورتشن"، تسببت "ديب سيك" في محو ما يقرب من 94 مليار دولار من ثروات أغنى قادة التكنولوجيا في العالم، نتيجة لانخفاض أسهم شركاتهم بشكل حاد.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة "أوراكل"، لورانس إليسون، من بين أكبر المتضررين، حيث خسر 27.6 مليار دولار، متراجعًا من المركز الثالث إلى الخامس في قائمة أغنى الأشخاص في العالم، وذلك بعد هبوط سهم شركته بنسبة 14%.
اقرأ أيضًا: الملياردير نجيب ساويرس يكشف أسرار النجاح.. 3 ركائز أساسية
كما تكبد جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، خسائر شخصية تجاوزت 20 مليار دولار، مع انخفاض صافي ثروته إلى 103 مليارات دولار، بعدما فقدت شركته نحو 600 مليار دولار من قيمتها السوقية بسبب الصعود المفاجئ لـ"ديب سيك".
أما مايكل ديل، الرئيس التنفيذي لشركة "ديل"، فقد خسر 12.4 مليار دولار نتيجة بيع أسهم في شركة "إنفيديا" المتخصصة في صناعة الرقائق الإلكترونية.
ولم يسلم الملياردير إيلون ماسك من التأثير، حيث فقد 5.3 مليار دولار من ثروته، بينما تراجع صافي ثروة الشريك المؤسس لـ "غوغل"، لاري بيغ، بنحو 6.3 مليار دولار، كما تكبد المستثمر في "غوغل"، أندرياس فون بيكتولشيم، خسائر بلغت 5.4 مليار دولار.
تأثيرات محدودة على أصحاب الثروات الضخمة
وعلى الرغم من ضخامة هذه الأرقام، فإن تأثيرها على أغنى الشخصيات في العالم يبقى محدودًا، فإيلون ماسك، رغم خسارته ما يقرب من 90 مليار دولار منذ بداية العام، لا يزال يتربع على عرش قائمة الأثرياء العالميين، مما يعكس مدى اتساع الفجوة بين قادة التكنولوجيا وأصحاب الثروات العادية.
ويبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل هيمنة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، في ظل دخول لاعبين جدد مثل "ديب سيك"، الذين يقدمون نماذج عالية الكفاءة بتكاليف أقل، وهو ما قد يعيد رسم خريطة القوى التكنولوجية العالمية في السنوات القادمة.