مليارديرات التكنولوجيا الأمريكيون يعززون استثماراتهم في العقارات الفاخرة بلندن
تشهد سوق العقارات الفاخرة في لندن اهتمامًا متزايدًا من قبل مليارديرات التكنولوجيا في الولايات المتحدة، حيث يتجه هؤلاء الأثرياء لتنويع استثماراتهم خارج البلاد، ما يجعل العاصمة البريطانية وجهة رئيسة لهم.
ويأتي هذا التحول في وقت تتزايد فيه التقلبات الاقتصادية، وتبرز لندن كجسر استثماري نحو أوروبا.
اهتمام متزايد بعقارات قرب مقر الحكومة البريطانية
ومن بين العقارات التي استقطبت اهتمام رجال الأعمال الأمريكيين تلك القريبة من "10 داونينغ ستريت"، مقر رئيس الوزراء البريطاني، ووفقًا لتقارير حديثة، شهدت الفترة الأخيرة تكثيفًا في استحواذ مليارديرات التكنولوجيا على مساكن فاخرة في لندن.
وإحدى أبرز الصفقات التي لفتت الأنظار كانت استحواذ ملياردير أميركي في قطاع التكنولوجيا على قصر فخم في حديقة ريجنت بقيمة 139 مليون جنيه إسترليني، ما يجعلها ثاني أغلى صفقة عقارية في تاريخ بريطانيا.
تحول ديموغرافي في هوية المشترين الأمريكيين
وأوضح روبرت ديفورج، الشريك في شركة العقارات "نايت فرانك"، أن هذا الاهتمام الأمريكي يمثل تغيرًا لافتًا في سوق العقارات الفاخرة بلندن.
اقرأ أيضًا: الغارف البرتغالية.. جنة العقارات الفاخرة ووجهة الأثرياء الأمريكيين
وقال: "تاريخيًا كان السوق الأمريكي من أكثر الأسواق المربحة، وكان من الصعب جذب المشترين الأمريكيين إلى لندن وأوروبا، ولكن بعد جائحة كورونا، أصبح المشترون يأتون من الساحل الغربي مثل كاليفورنيا وسياتل بدلاً من الساحل الشرقي، وهؤلاء المستثمرون أصغر سنًا وأكثر رغبة في تنويع محافظهم الاستثمارية".
وأشار ديفورج إلى أن هؤلاء المستثمرين كانوا في الماضي يركزون على السوق الأمريكي، لكنهم بدأوا في السنوات الأخيرة بتوجيه أموالهم نحو أوروبا، مستفيدين من تقلبات سعر الصرف التي جعلت سوق العقارات البريطانية أكثر جاذبية.
مليارديرات التكنولوجيا يعيدون رسم خارطة العقارات
ولا يقتصر توجه أثرياء التكنولوجيا نحو لندن فقط؛ فقد شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن أيضًا اهتمامًا مماثلاً، حيث استحوذ ديفيد ساكس وبيتر ثيل، مؤسسا "باي بال"، على قصور فاخرة هناك، فيما اشترى جيف بيزوس مؤسس "أمازون" منزلاً في واشنطن بقيمة 23 مليون دولار، ويبحث مارك زوكربيرغ مؤسس "ميتا" عن عقار بالقرب من البيت الأبيض.
أما في لندن، فعلى الرغم من انخفاض الصفقات العقارية الفاخرة بنسبة 26% خلال عام 2024، ارتفعت مساهمة المشترين الأمريكيين من 18% في عام 2023 إلى 25% في العام الحالي، ما جعلهم يتصدرون قائمة المشترين الأجانب، متجاوزين المستثمرين من الشرق الأوسط وآسيا.
اقرأ أيضًا: مستثمر شهير يتوقع قفزة في أسعار البيتكوين والذهب والعقارات
الأمريكيون يهيمنون على سوق العقارات الفاخرة في لندن
وأكد روبرت ديفورج أن المشتري الأمريكي أصبح اللاعب الأساسي في سوق العقارات الفاخرة في لندن خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مشيرًا إلى أن الثروات العالمية تنعكس دائمًا على سوق العقارات في لندن، حيث يظهر تأثير الاقتصادات القوية سريعًا في العاصمة البريطانية.
ولا تقتصر هذه الظاهرة على المناطق الفاخرة التقليدية، إذ تشير بيانات "نايت فرانك" إلى أن نسبة المشترين الأمريكيين من بين الأجانب ارتفعت من 6.6% في عام 2020 إلى أكثر من 10% خلال العام الماضي.
وفي أحياء مثل ويمبلدون جنوب لندن وبلزاي بارك شمالها، يمثل الأمريكيون الآن 25% من جميع المشترين، سواء كانوا محليين أو أجانب.
توقعات باستمرار تدفق الاستثمارات الأمريكية إلى لندن
ويتوقع خبراء العقارات استمرار هيمنة المستثمرين الأمريكيين على السوق العقارية الفاخرة في لندن خلال السنوات المقبلة، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها التخفيضات الضريبية الأمريكية المرتقبة، وارتفاع ثروات العاملين في مجالات التكنولوجيا والعملات المشفرة والإعلام الجديد.
ويشير المحللون إلى أن هذا التدفق الاستثماري يعكس تحولاً استراتيجيًا في أولويات أثرياء التكنولوجيا الأمريكيين، الذين يرون في لندن نقطة انطلاق إلى الأسواق الأوروبية، وسط توقعات بتعزيز مكانة العاصمة البريطانية كوجهة رئيسة للاستثمارات الفاخرة في المستقبل.