للمرة الأولى.. القمر على قائمة المواقع التراثية المهددة بالخطر
في سابقة تاريخية، أدرج الصندوق العالمي للآثار والتراث موقعًا خارج كوكب الأرض ضمن قائمة المواقع المهددة بالخطر، حيث ضمت قائمة مراقبة الآثار لعام 2025 القمر، بسبب تزايد الأنشطة الفضائية الحديثة واحتوائه على أكثر من 90 موقعًا تاريخيًا مرتبطًا باستكشاف البشرية للفضاء.
موقع الهبوط الأول ضمن المناطق المهددة
ووفقًا لبيان صادر عن المنظمة الدولية غير الربحية، فإن إدراج القمر في القائمة يعكس المخاطر المتزايدة التي تهدد تراث عصر الفضاء، خاصة مع وجود مواقع مثل "قاعدة ترانكويليتي"، التي شهدت أول خطوة بشرية على سطح القمر خلال مهمة "أبولو 11" عام 1969.
ويحتوي هذا الموقع على بصمة حذاء رائد الفضاء نيل أرمسترونغ، إلى جانب أكثر من 100 قطعة أثرية من المهمة.
دعوات لحماية التراث الفضائي
وفي تعليقها على القرار، قالت بينيديكت دي مونتلور، الرئيسة والمديرة التنفيذية للصندوق العالمي للآثار والتراث: "للمرة الأولى، يتم إدراج القمر ضمن قائمة المراقبة، ما يؤكد الحاجة الملحة لحماية القطع الأثرية التي توثق الخطوات الأولى للبشرية خارج كوكب الأرض، باعتبارها لحظة فارقة في تاريخنا المشترك".
اقرأ أيضًا: رصد موجات كونية غامضة تشبه أصوات الطيور في الفضاء
وأضافت أن "مقتنيات مثل الكاميرا التي نقلت مشاهد الهبوط المتلفزة، والقرص التذكاري الذي تركه رواد الفضاء نيل أرمسترونغ وباز ألدرين، إلى جانب مئات العناصر الأخرى، تعد رموزًا لإرث بشري فريد، ومع ذلك، فإنها تواجه مخاطر متزايدة نتيجة تسارع الأنشطة القمرية في غياب بروتوكولات حماية كافية".
وأشارت دي مونتلور إلى أن إدراج القمر في القائمة يؤكد الحاجة إلى استراتيجيات استباقية وتعاونية لحماية التراث الإنساني، سواء على الأرض أو في الفضاء، من أجل الحفاظ على السرد التاريخي المشترك للبشرية.
تاريخ طويل من حماية المواقع المهددة
ومنذ إطلاق قائمة مراقبة الآثار عام 1996، أسهم الصندوق بأكثر من 120 مليون دولار لدعم 350 موقعًا تراثيًا مهددًا، كما أسهمت رؤية المنظمة في جمع 300 مليون دولار إضافية لحماية هذه المواقع.
وتواجه المواقع المدرجة في القائمة هذا العام تحديات متعددة، من بينها تغير المناخ، والتوسع السياحي، والكوارث الطبيعية، والصراعات المسلحة.
ومن أبرز المواقع الجديدة التي دخلت القائمة مدينة غزة، التي تعاني دمارًا واسعًا في بنيتها التراثية والثقافية جراء الحرب، بما في ذلك تضرر المساجد والكنائس والمباني التاريخية، بجانب "منزل المعلم" في كييف، وهو مقر تشريعي سابق تضرر بشدة.
ويأتي هذا القرار ليضع قضية التراث الفضائي ضمن أولويات المجتمع الدولي، وسط تسارع الأنشطة الفضائية، ويفتح الباب أمام نقاشات أوسع حول كيفية حماية المعالم التاريخية خارج كوكب الأرض.