هل تتسلل الإعلانات إلى أحلامك؟.. دراسة تطلق تحذيرًا
كشفت دراسة جديدة عن ظاهرة غريبة لكنها مثيرة للقلق في مجتمع الشباب الأمريكي، حيث أفاد 54% من المشاركين في الاستطلاع بأنهم حلموا بأحلام تأثرت بالإعلانات، الأمر الذي يثير تساؤلات حول محاولات الشركات المتزايدة في التأثير على عقول المستهلكين حتى في أوقات نومهم.
وهذه النتائج تأتي في وقت حساس بعد إعلان جمعية التسويق الأمريكية عن نية 77% من الشركات اختبار "إعلانات الأحلام" في عام 2025.
الدراسة وأرقامها
وأجري الاستطلاع مؤخرًا من قبل شركة Survey Monkey لصالح شركة The Media Image في الفترة من 2 إلى 3 يناير 2025، وشمل 1101 مشارك أمريكي تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا.
ووفقًا للنتائج، أفاد أكثر من نصف المشاركين "54%" أنهم مروا بتجارب أحلام كانت متأثرة بالإعلانات أو احتوت على محتوى يشبه الإعلانات، وأدهش الاستطلاع أن 61% من المشاركين أكدوا أنهم شهدوا هذه الظاهرة خلال العام الماضي، في حين أفاد 38% منهم بأنها تحدث بشكل منتظم، تتراوح من يومي إلى شهري.
اقرأ أيضًا: دراسة: الدهون البنية تؤخر الشيخوخة وتعزز الأداء الرياضي
النتائج الأكثر إثارة للدهشة
وأشارت البيانات إلى أن 22% من المشاركين شاهدوا محتوى يشبه الإعلانات في أحلامهم أسبوعيًا أو يوميًا، بينما أفاد 17% آخرون أنهم تعرضوا لذلك مرة واحدة في الشهر أو كل بضعة أشهر، وهذا الارتباط بين الإعلانات والأحلام قد يبدو غريبًا، ولكنه يعكس واقعًا متزايدًا من التداخل بين الحياة اليومية والتسويق المستمر.
والمفاجأة الكبرى في الدراسة هي التأثير الواضح لهذه "الإعلانات الحلمية" على سلوك المستهلكين، فعلى الرغم من أن ثلثي المشاركين "66%" أفادوا بأنهم يقاومون التأثر بإعلانات الأحلام، اعترف الثلث الآخر بأن هذه الأحلام دفعتهم إلى شراء منتجات أو خدمات خلال العام الماضي.
العلامات التجارية الكبرى في الأحلام
وأظهرت الدراسة أيضًا أن بعض العلامات التجارية الكبرى، مثل كوكاكولا وآبل وماكدونالدز، تظهر بشكل بارز في أحلام الشباب الأمريكي، حيث أشار 48% من المشاركين إلى أنهم واجهوا هذه الشركات في أثناء نومهم.
والخبراء من جامعة هارفارد يفسرون هذا الأمر بزيادة احتمال ظهور هذه العلامات التجارية في الأحلام نتيجة لإعادة تنشيط الذاكرة في أثناء النوم، خاصة مع تكرار التعرض لهذه العلامات في الحياة اليومية.
اقرأ أيضًا: دراسة تحذر من ظاهرة تضرب ثلث شواطئ العالم!
الاستعداد لتقبل إعلانات الأحلام
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو استعداد عدد كبير من المستهلكين لقبول هذه الظاهرة، حيث أفاد 41% من المشاركين أنهم سيكونون منفتحين على رؤية الإعلانات في أحلامهم إذا كان ذلك يعني الحصول على خصومات على المنتجات أو الخدمات، وهذا يعكس تحولاً في كيفية نظر الجمهور إلى الإعلانات، ويطرح تساؤلات أخلاقية خطيرة بشأن استغلال الشركات لعقول الأفراد في أوقات الراحة.
ورغم القلق المتزايد بشأن هذه الظاهرة، أظهرت الدراسة أن هناك اهتمامًا محدودًا بالحفاظ على الأحلام خالية من التأثيرات التجارية، حيث أكد 68% من المشاركين أنهم غير مستعدين لدفع المال لحماية أحلامهم من الإعلانات، حتى وإن كانت التقنية المتاحة لذلك، إلا أن 32% من المشاركين أبدوا اهتمامهم بفكرة "حاجب إعلانات الأحلام"، وهو ما يشير إلى تنامي الوعي حول التأثيرات التجارية على عقول الناس في أثناء النوم.
وبينما تثير هذه النتائج القلق حول تأثير الإعلانات على الوعي البشري، فإنها تفتح النقاش حول الحدود الأخلاقية للتسويق في العصر الحديث، حيث يبدو أن المستقبل قد يحمل تغييرات كبيرة في كيفية تفاعل الشركات مع المستهلكين، مما يثير أسئلة حول الخصوصية، والأخلاقيات، وحماية حقوق الأفراد في زمن تزايد فيه التداخل بين الواقع والخيال.