تدوم لآلاف السنين.. تطوير أول بطارية تعمل بالطاقة النووية (فيديوجراف)
في خطوة ثورية تجمع بين العلم والابتكار، تمكن باحثون من "جامعة بريستول" في المملكة المتحدة من تطوير أول بطارية تعمل بالطاقة النووية.
هذه البطارية المدهشة تعتمد على نظير مشع يُعرف بالـ"كربون 14"، والذي يمتد نصف عمره إلى 5730 عامًا، مما يفتح آفاقًا جديدة لتطوير مصادر طاقة طويلة الأمد ومستدامة.
تقوم البطارية بتحويل الإشعاع الصادر من الكربون 14، داخل هيكل ماسي خاص، إلى طاقة كهربائية، ما يمنحها القدرة على العمل بكفاءة عالية دون الحاجة إلى صيانة متكررة أو استبدال.
تتميز البطارية أيضًا بأنها خالية من الانبعاثات الكربونية، ما يجعلها خيارًا صديقًا للبيئة، ويساهم في تعزيز الجهود العالمية نحو مستقبل أكثر استدامة.
استخدامات متعددة ومبتكرة
تفتح هذه البطارية آفاقًا واسعة لتطبيقات متنوعة في مجالات حيوية، ومن بين أبرز استخداماتها:
- الأجهزة الطبية: يمكن استخدامها لتشغيل أجهزة تنظيم ضربات القلب، حيث تضمن استمرار عمل الجهاز لفترات طويلة، دون الحاجة إلى استبدال البطارية، مما يقلل من التدخلات الجراحية للمرضى.
- الفضاء وأعماق البحار: تعمل بكفاءة في البيئات القاسية، مثل أعماق المحيطات أو في مهمات الفضاء الخارجي، حيث يصعب توفير مصادر طاقة تقليدية.
- أنظمة التتبع والأشعة السينية: تتيح هذه البطارية إمكانية تشغيل أنظمة تتبع طويلة المدى، وأجهزة الأشعة السينية بأداء موثوق ومستقر.
اقرأ أيضًا: OpenAI تسعى لبناء مراكز بيانات عملاقة مستعينة بالطاقة النووية
أهمية بيئية واستدامة
تُعد هذه البطارية نقلة نوعية في تقنيات الطاقة المستدامة، حيث تعتمد على إعادة استخدام الكربون 14 المستخلص من النفايات النووية، مما يساهم في تقليل التأثير البيئي لتلك النفايات، كما أن خلوها من الانبعاثات الكربونية يعزز دورها في مكافحة التغير المناخي، وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية الملوثة.
اقرأ أيضًا: ابتكره عربي.. فندق طائر يعمل بالطاقة النووية ويتسع لـ5 آلاف شخص
ويمثل هذا الابتكار تطورًا كبيرًا في عالم التكنولوجيا والطاقة، ويعد بمستقبل مليء بالإمكانيات، ويمكن أن تسهم هذه البطارية في تحسين جودة الحياة من خلال توفير حلول طاقة مبتكرة ومستدامة، خاصة في القطاعات التي تتطلب مصادر طاقة طويلة الأمد وغير قابلة للتعطل.
باختصار، هذه البطارية ليست مجرد اختراع تقني؛ بل خطوة نحو عصر جديد من الابتكارات العلمية، التي يمكن أن تغير الطريقة التي نفكر بها في تخزين واستخدام الطاقة، ومن المؤكد أن تأثير هذا الابتكار سيمتد لعقود، وربما لآلاف السنين، تمامًا كما تدوم هذه البطارية نفسها.