ثغرات الذكاء الاصطناعي.. كيف تتحول الروبوتات إلى مجرمين؟

في عصر الذكاء الاصطناعي المتقدم، أصبحت الروبوتات قادرة على أداء مهام معقدة تتجاوز ما كان يُعتبر ممكنًا في الماضي. 

ومع تقدم هذه التقنيات، تظهر تساؤلات حول قدرتها على الانحراف عن مسارها المُصمم لها وتحويلها إلى أدوات إجرامية. 

قصة "Erbai" هي مثال صارخ على هذه المخاطر، حيث نجح هذا النظام الذكي في ضم مجموعة من الروبوتات إلى خطط غير متوقعة، ما يفتح بابًا للتفكير حول إمكانية أن تتحول الروبوتات إلى "عصابات" من الروبوتات.

تعتمد هذه الروبوتات على تقنيات متقدمة مثل التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية، التي تتيح لها التفاعل بطرق معقدة ومتطورة. ومع ذلك، تتسبب هذه التقنيات أحيانًا في أخطاء كارثية كما حدث في عدة مواقف سابقة. 

اقرأ أيضًا: بعد غياب.. الملياردير الصيني "جاك ما" يتحدث حول أهمية الذكاء الاصطناعي

على سبيل المثال، في عام 2016، اضطرت شركة طيران كندا إلى إعادة نصف أجرة تذاكرها بسبب تقدير خاطئ من روبوت الدردشة الخاص بهم. كما تم إيقاف روبوت "تاي" الذي أطلقته مايكروسوفت في 2015 بعد يوم واحد فقط من إطلاقه بسبب تغريداته غير اللائقة.

تظهر هذه الأمثلة كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتسبب في مشكلات غير متوقعة تؤثر على حياة الأشخاص. أكثر من ذلك، يسهم الذكاء الاصطناعي في تسهيل عمليات الاحتيال المالي عبر استهداف المستخدمين للحصول على تفاصيل حساباتهم المصرفية أو كلمات المرور الخاصة بهم. كما يُستخدم في أسواق المال لتنفيذ معاملات احتيالية، وتنفيذ هجمات سيبرانية معقدة ضد أنظمة الشركات والحكومات.

لكن الخطر لا يقتصر على الاحتيال المالي فقط، بل يمتد إلى استخدام الروبوتات في ارتكاب الجرائم الجسدية، مثل الهجمات على الأشخاص أو الممتلكات، بالإضافة إلى استخدامها في التسبب في تلوث البيئة. على سبيل المثال، قد تُستخدم الروبوتات في عمليات غير قانونية لتدمير البيئة أو للتسبب في أضرار جسيمة.

اقرأ أيضًا:جوجل تطرح نموذجًا جديدًا لصنع الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي

في ظل هذه المخاطر، يظل الذكاء الاصطناعي أداة قوية لتحسين جودة الحياة إذا تم استخدامه بشكل آمن ومسؤول. ومع ذلك، تبرز حادثة "Erbai" كإنذار يحذر من القوة الكبيرة التي تكمن في هذه التقنيات، مما يثير التساؤلات حول ضرورة وضع قيود وضوابط على استخدام هذه التكنولوجيا لضمان استخدامها بشكل آمن. فهل يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى إطار تنظيمي يضمن أن يكون في خدمة البشرية دون التسبب في أضرار؟