الأثرياء متهمون بتلويث المناخ.. لماذا؟
أظهر تقرير جديد من منظمة "أوكسفام"، أن شخصًا فائق الثراء في أوروبا يُصدر خلال أسبوع واحد نفس كمية الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي يُصدرها شخص من أفقر 1% من سكان العالم طوال حياته، وهذا الفارق الهائل يُظهر كيف يسهم الأثرياء بشكل غير متناسب في تغير المناخ!
وقالت "كيارا بوتاتورو"، مستشارة سياسة عدم المساواة والضرائب في الاتحاد الأوروبي لدى "أوكسفام"، إن الأثرياء في أوروبا يعاملون كوكبنا كملعب شخصي لهم، مستغلين موارده بشكل مبالغ فيه دون النظر إلى العواقب البيئية.
نشرت "أوكسفام" هذه الدراسة قبل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 29"، مركزةً على كيفية تمويل مشاريع التخفيف من آثار تغير المناخ في الدول النامية.
فيما تسعى "أوكسفام" من خلال هذا التقرير إعادة توجيه الاهتمام نحو الأثرياء للغاية، داعيةً إلى فرض ضرائب على الثروة وزيادة الضرائب على الأصول، مثل: الطائرات الخاصة واليخوت الفاخرة.
وتوضح المنظمة أن الأثرياء في أوروبا يسهمون بشكل كبير في تفاقم تغير المناخ على حساب الفقراء في العالم، حيث أن استثماراتهم الملوثة، وطائراتهم الخاصة، ويخوتهم ليست مجرد علامات على الرفاهية، بل تغذي عدم المساواة، والجوع، وحتى الموت.
اقرأ أيضًا:تحت وطأة التغير المناخي.. أمراض قاتلة تنقلها المياه إلى الإنسان
وأكدت "بوتاتورو" على ضرورة أن يتحمل الأثرياء تكلفة تأثيراتهم الكربونية، بدلاً من تحميلها للأوروبيين العاديين، ووفقا لـ"أوكسفام"، فإن شخصًا أوروبيًا فائق الثراء على يخته يُصدر في عام واحد ما يعادل ما يُصدره شخص عادي في أوروبا في 585 عامًا.
كما أبرزت المنظمة أن ما يقرب من 40% من استثمارات أصحاب المليارات التي تم تحليلها، كانت في صناعات ملوثة بشدة مثل التعدين والنفط والشحن.
وأشارت "أوكسفام" إلى أن إجمالي انبعاثات الكربون الناتجة عن استثمارات 36 من أغنى المليارديرات في الاتحاد الأوروبي، يعادل الانبعاثات السنوية لأكثر من 5.4 مليون أوروبي، وهذا الرقم الضخم يعكس حجم التأثير السلبي الذي يمكن أن يُحدثه استثمار واحد على البيئة العالمية.
وتدعو "أوكسفام" إلى اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة لفرض ضرائب على الثروة والاستثمارات الملوثة، بهدف تحقيق العدالة البيئية والاجتماعية.
فيما يجب على المجتمع الدولي النظر بجدية إلى تقارير كهذه، والعمل على وضع سياسات فعالة للحد من التفاوت البيئي والاقتصادي بين الأثرياء والفقراء، وضمان مستقبل مستدام للجميع.