التغيرات المناخية تحول القهوة من مشروب يومي إلى سلعة فاخرة
تعد القهوة من أكثر المشروبات استهلاكًا في العالم، حيث يستهلك سكان الأرض يوميًا قرابة ثلاثة مليارات كأس من القهوة. في الولايات المتحدة وحدها، يبلغ الاستهلاك السنوي من القهوة حوالي 4.4 كيلوغرامات أو 9.7 رطل لكل فرد.
مع ذلك، تواجه صناعة القهوة تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية.
في مرتفعات شياباس بجنوب المكسيك، يواجه مزارعو القهوة صعوبات في الإنتاج بسبب الظروف الجوية القاسية وارتفاع تكاليف الإنتاج.
توماس إيدلمان، مزارع قهوة من الجيل الرابع، أشار إلى أن الظروف المناخية غير الملائمة تؤدي إلى انخفاض الإنتاج وارتفاع تكاليفه، وذلك في تصريحات لشبكة CNN.
هذه التحديات أدت إلى تحول القهوة من مشروب يومي إلى سلعة فاخرة.
المنظمة الدولية للقهوة "ICO" أفادت بأن مؤشر أسعار القهوة المركب وصل إلى أعلى مستوى له منذ 13 عامًا، بمتوسط 226.83 سنت للرطل. رايان ديلاني، من أكاديمية تداول القهوة، أوضح أن نقص العرض العالمي للقهوة يعزز ارتفاع الأسعار.
اقرأ أيضًا: علماء يتوقعون: التغيرات المناخية ستسبب قوة هائلة في الأمواج
التغيرات المناخية
تؤثر التغيرات المناخية بشكل كبير على إنتاج القهوة. أكد مايكل هوفمان من جامعة كورنيل أن القهوة أكثر حساسية للتغيرات في درجات الحرارة من العديد من المحاصيل الأخرى، مما يؤثر على الإنتاج ويزيد من الأسعار.
علاوة على ذلك، تسببت موجة صقيع غير عادية في البرازيل عام 2021 في ارتفاع أسعار البن العربي، مما أثر على السوق بشكل كبير.
كما ارتفع الطلب على البن روبوستا، الذي يستخدم في القهوة الفورية، مما ساهم في زيادة الأسعار.
انخفاض التصدير
في فيتنام، أكبر منتج لروبستا، انخفض مستوى التصدير بنسبة 7% بسبب الطقس السيئ، ومن المتوقع أن تستمر هذه الظروف بسبب تغير المناخ.
أشار نيل روسر من شركة بيسون لوكسلي كوموديتيز إلى أن ارتفاع تكاليف روبوستا يساهم في زيادة أسعار القهوة.
وشركات مثل لافازا ونستله تواجه تحديات تسعير بسبب هذه الظروف، بينما تظل شركات مثل ستاربكس محمية من الزيادات الفورية بفضل استراتيجيات التحوط. ومع ذلك، يبدو أن الارتفاع العام في الأسعار لا مفر منه.
على الرغم من التحديات، سيستمر الطلب على القهوة كما هو، حيث تبقى القهوة جزءاً أساسياً من الروتين اليومي للعديد من الناس في جميع أنحاء العالم.