ظاهرة مخيفة في المحيط.. ما هو "إصبع الموت"؟
المحيطات، هذا العالم الغامض والمليء بالأسرار، لا يزال يحتفظ بالكثير من الظواهر العجيبة التي تحير العلماء وتثير اهتمامهم، ومن بينها تبرز "إصبع الموت" أو "البرينكل"، التي تُعد واحدة من أغرب وأكثر الظواهر البحرية إثارة للرعب.
فما هي هذه الظاهرة؟ ولماذا تُلقب بإصبع الموت؟
اليوم سنأخذكم في رحلة عبر أعماق المحيطات لاستكشاف هذا الجليد القاتل الذي يقتل كل ما يلمسه.
ماهية "إصبع الموت"؟
إصبع الموت هو شريحة جليدية غريبة تُعرف علميًا باسم "برينكل"، وهي مزيج من المحلول الملحي والجليد الذي يتشكل أسفل الرفوف الجليدية في المحيطات.
وعلى الرغم من أن هذا التكوين الجليدي يبدو هادئًا في ظاهره، إلا أن مظهره يخفي قوة مرعبة، فالبرينكل يتكون من مياه مالحة شديدة البرودة، ما يجعله قادرًا على قتل أي كائن بحري يلمسه.
يمكننا أن نتخيل "إصبع الموت" وكأنه إبرة جليدية قاتلة تمتد من السطح الجليدي إلى قاع المحيط، وعندما تصل إلى الأسفل، تبدأ في نشر الجليد بشكل سريع، مشكِّلة شبكة قاتلة.
كيف يتكون "إصبع الموت"؟
يتكون إصبع الموت عندما تتسرب المياه المالحة من الرفوف الجليدية إلى مياه المحيط، وبما أن هذه المياه أكثر برودة وكثافة من المياه المحيطة، فإنها تبدأ في النزول نحو القاع، وأثناء نزولها، تقوم بتجميد المياه التي تمر بها، لتشكل بنية جليدية تمتد إلى الأسفل، على شكل أنبوب أو إصبع، ولهذا تسمى بـ"إصبع الموت".
الجزء الأكثر إثارة في هذا التكوين هو أنه ينمو بسرعة، حيث يمكن أن يمتد عدة أمتار في اليوم، حتى يصل إلى قاع المحيط، حيث يلامس الكائنات الحية ويسبب تجمدها الفوري.
اقرأ أيضًا: "حفرة دارفازا".. نيران لا تموت سببها البشر! (فيديوجراف)
لماذا يُعد إصبع الموت خطيرًا؟
تكمن خطورة إصبع الموت في برودته الشديدة. فبمجرد أن يلمس أي كائن بحري، سواء كان سمكة أو قنفذ بحر، فإن هذا الكائن يتجمد على الفور ويموت.
ومن ثم تتجمد الكائنات البحرية في مكانها، غير قادرة على الحركة أو الهروب من هذا الجليد القاتل، ويمكننا القول إن "البرينكل" يعمل كفخ جليدي قاتل في أعماق المحيط.
ورغم أن هذه الظاهرة مخيفة، إلا أنها لا تشكل تهديدًا كبيرًا للنظام البيئي البحري ككل، حيث إنها نادرة الحدوث ولا تنتشر بشكل كبير، ولكن بالنسبة للكائنات البحرية التي تعيش في المناطق المتجمدة حيث تتشكل البرينكل، فإنها تمثل خطرًا حقيقيًا.
الاكتشافات العلمية حول "إصبع الموت"
على الرغم من أن العلماء اكتشفوا ظاهرة إصبع الموت لأول مرة في ستينيات القرن الماضي، إلا أن فهمهم لهذه الظاهرة ما زال محدودًا، وفي السنوات الأخيرة، تمكن العلماء من دراسة هذا الجليد القاتل بشكل أعمق، ووجدوا أنه ينمو بسرعة ويستمر في التمدد على قاع المحيط.
الجزء الأكثر غرابة في هذا التكوين هو أن الجزء الخارجي يتجمد، بينما يبقى الجزء الداخلي سائلاً، وهذا التناقض حير العلماء، وجعلهم يستمرون في دراسة هذه الظاهرة لفهم كيفية تشكلها، ومدى تأثيرها على الحياة البحرية؟
تبقى ظاهرة "إصبع الموت" واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية غرابة وإثارة للرعب في عالم المحيطات، فهذه القمم الجليدية القاتلة تذكرنا بمدى غموض أعماق البحار والمحيطات، وكيف أنها ما زالت تحمل أسرارًا لم يتمكن العلماء من فك شفراتها بعد.
إذا كنت من عشاق عالم المحيطات وأسراره، تابعنا لمزيد من الاكتشافات والقصص المثيرة عن هذا العالم المجهول.
