كنز ثقافي أثري مدفون منذ عشر قرون.. ما قصة خاتم البيكتيين ومن هم؟
في اكتشاف أثري جديد في اسكتلندا، عثر المهندس المتقاعد والمتطوع "جون رالف" على خاتم قديم يعود إلى شعب "البيكتيون"، مدفون منذ أكثر من 1000 عام.
الخاتم الذي تم اكتشافه في قلعة "بورجهيد" شمال شرق البلاد، مصمم بشكل يشبه الطائرة الورقية، وفي وسطه حجر عقيق أو زجاج أحمر.
يُعد هذا الاكتشاف من بين القلائل المتعلقة بالخواتم البيكتيونية، التي غالبًا ما كانت تدفن عمداً للحفاظ عليها.
"جون رالف"، الذي انضم إلى فريق الحفر بقيادة "جامعة أبردين" بعد تقاعده، لم يكن يتوقع أن يعثر على هذه القطعة الأثرية الهامة، وفي اليوم الأخير من الحفر، وبينما كان يعمل بجوار الأرضية المتبقية لمنزل قديم، لاحظ شيئًا مثيرًا للاهتمام، وعندما عرض الخاتم على زميله المتطوع، أدركا معًا أهمية ما تم العثور عليه.
وقد عبّر "جوردون نوبل"، أستاذ الآثار وقائد الحفريات، عن إعجابه بالاكتشاف ووصفه بأنه "رائع حقًا"، مؤكدًا على ندرة هذا النوع من الخواتم في الأبحاث الأثرية.
يذكر أن البيكتيون كانوا يعيشون في مناطق شرق وشمال شرق اسكتلندا، ويُعرف عنهم القليل من خلال السجلات الوثائقية المحدودة والمثيرة للجدل، وجميع آثارهم تقريبًا اختفت من السجلات المكتوبة في القرن التاسع الميلادي، مما يجعل لاكتشاف مثل هذا الخاتم قيمة علمية كبيرة لفهم تاريخهم وحياتهم اليومية.
ويُعتقد أن غياب شعب البيكتيون من السجلات المكتوبة، يشير إلى أن مجتمعهم كان يغيب عن الأنظار تدريجياً نتيجة التحولات السياسية والثقافية في ذلك الوقت.
اقرأ أيضًا: اكتشاف جزء مفقود من الأرض منذ 120 مليون عام (فيديوجراف)
حالياً، يتم تحليل الخاتم في المتحف الوطني في اسكتلندا، حيث سيتم فحصه بشكل دقيق لمعرفة المزيد عن المواد المستخدمة في صنعه، والغرض الذي كان يستخدم لأجله.
وقد أعرب "رالف"، الذي نشأ في بلدة "بورجهيد"، عن سعادته بمساهمته في كشف جزء من تاريخ البيكتيون، واصفاً التجربة بأنها "أمر مذهل"، مضيفاً أن اكتشاف قطعة أثرية قديمة يجعله يتساءل عن مالكها الأصلي ،والغرض من استخدامها.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الباحثون العمل على هذا الاكتشاف، أبدت "سوزان أوكونور"، رئيسة المنح في "البيئة التاريخية في اسكتلندا"، إعجابها بجهود "رالف" ودوره الحاسم في إظهار هذه القطعة الأثرية المهمة.
وأشارت إلى أن المواد المستخدمة في الخاتم ليست ذات قيمة نقدية كبيرة في عصرنا الحالي، إلا أن أهميتها الأثرية والتاريخية تجعل هذا الاكتشاف ذا قيمة علمية لا تُقدر بثمن.