وجه مبتسم على المريخ.. اكتشاف يثير الدهشة
في اكتشاف مذهل، رصد علماء الفلك حديثًا وجهًا مبتسمًا غير متوقع على سطح المريخ خلال مسحهم للمناظر الطبيعية الغريبة. هذا "الوجه المبتسم"، الذي يشبه الرموز التعبيرية، هو في الواقع بقايا بحيرة قديمة جفت منذ مليارات السنين، وقد تحتوي على دلائل على وجود حياة سابقة على الكوكب الأحمر.
شاركت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) صورة الوجه المبتسم عبر Instagram في 7 سبتمبر، والتي التقطها مسبار ExoMars Trace Gas Orbiter.
هذا المسبار، الذي يعمل على تحليل مستويات الميثان والغازات الأخرى في الغلاف الجوي الرقيق للمريخ منذ عام 2016، تمكن من التقاط الشكل المبتسم نتيجة للرواسب القديمة من ملح الكلوريد، التي تظهر بشكل مميز تحت كاميرات الأشعة تحت الحمراء.
عموماً، لا تُميز الرواسب الملحية عن بقية سطح المريخ، ولكن عند استخدام كاميرات الأشعة تحت الحمراء، تظهر هذه الأملاح باللونين الوردي والبنفسجي، ما يجعلها بارزة ومثيرة.
الصورة التي نُشرت جزء من دراسة أوسع نُشرت في مجلة Scientific Data في 3 أغسطس، والتي أنشأت أول كتالوج شامل لرواسب أملاح الكلوريد على المريخ باستخدام صور من المركبة.
حدد الباحثون 965 رواسب ملحية مختلفة على سطح المريخ، تتراوح أحجامها بين 300 و3000 متر، لكن حجم الوجه المبتسم لم يُحدد بعد. هذه الرواسب تعتبر ذات أهمية خاصة لأنها قد توفر الظروف المثالية للنشاط البيولوجي والحفظ، ما يجعلها هدفًا رئيسيًا لاستكشاف وجود حياة قديمة على الكوكب.
كان المريخ في الماضي عالمًا مائيًا، مليئًا بالبحيرات والأنهار والمحيطات الضحلة، لكن المياه جفت منذ نحو 2 إلى 3 مليارات سنة بسبب تغير المناخ وفقدان المجال المغناطيسي الذي سمح للرياح الشمسية بإزالة معظم الغلاف الجوي، ما أدى إلى تبخر المياه أو تجمدها.
اقرأ أيضًا: شيكاغو تدفع 50 مليون دولار تعويضًا عن خطأ قضائي (فيديوجراف)
الرواسب المالحة المتبقية قد تكون دليلاً على وجود مياه سابقة، وفي بعض المواقع، تعد الأملاح الدليل الوحيد على وجود المياه. كما يعتقد الباحثون أن المياه المتبقية في البحيرات القديمة أصبحت شديدة الملوحة، ما ساعدها على البقاء سائلة رغم درجات الحرارة المنخفضة جدًا، وقد تكون هذه البرك المالحة ملاذًا للكائنات الميكروبية التي نجت من التغيرات البيئية، وقد تكون هذه الأملاح عملت كمواد حافظة لأدلة على الحياة المنقرضة.
إضافة إلى ذلك، تشير الاكتشافات الأخيرة إلى أن المريخ يحتوي على كميات أكبر من المياه المتجمدة مما كان يُعتقد سابقًا، مما يعزز الأمل في العثور على حياة ميكروبية.
في يونيو، أعلن العلماء عن اكتشاف "150 ألف طن" من المياه المتجمدة على قمم البراكين على سطح المريخ، وفي أغسطس، كشفوا عن وجود محيط هائل مخفي تحت سطح الكوكب الأحمر، مما يفتح الأفق أمام المزيد من الاكتشافات المستقبلية.