800 عام من الإبداع.. "ساعة الفيل" تحيي إرث "الجزري" في "واحة الملك سلمان" (فيديوجراف)

800 عام من الإبداع.. "ساعة الفيل" تحيي إرث "الجزري" في "واحة الملك سلمان" (فيديوجراف)

icon

 

"ساعة الفيل"، التي ابتكرها العالم العربي المسلم "بديع الزمان أبو العز بن إسماعيل بن الرزاز الجزري" في القرن الثاني عشر الميلادي، تُعد من أبرز الابتكارات الهندسية التي تجمع بين الإبداع الفني والتكنولوجيا العلمية المتقدمة في عصرها. 

هذه الساعة، التي وُصفت بأنها تحفة علمية وفنية، كانت تعمل وفقاً لمبادئ رياضية وتقنيات مائية متطورة لتحديد الوقت بدقة، وتعكس التنوع الثقافي الغني الذي تأثرت به الحضارة الإسلامية في تلك الفترة.

أُعيد إحياء هذا الإنجاز التاريخي في "واحة الملك سلمان للعلوم" ضمن مهرجان "STEAM 2024"، حيث توجد نسخة طبق الأصل من هذه الساعة الأسطورية، التي تُعرض حتى نهاية سبتمبر 2024. 

الهدف من هذا العرض هو تسليط الضوء على الإرث العلمي للحضارة الإسلامية، وإبراز دور العلماء المسلمين في تطوير العلوم والهندسة، التي ساهمت في بناء الحضارات العالمية.

تعمل "ساعة الفيل" من خلال تقنية مائية تعتمد على تدفق المياه داخل آلية ميكانيكية معقدة، تشبه إلى حد بعيد أنظمة الهيدروليك المستخدمة في العصر الحديث.

يتدفق الماء عبر حوض صغير، حيث يؤدي تدفقه إلى تحريك أجزاء داخلية مثل التروس والأوزان التي تحسب الوقت.

ويُعتبر هذا التصميم الهندسي المبتكر دليلاً على مدى التقدم العلمي والتكنولوجي في العصر الذهبي للإسلام.

اقرأ أيضًا: هواوي تتحدى أبل بهاتف "خارق" هل تنجح في سرقة الأضواء؟

تحفة الإبداع العلمي الإسلامي

إلى جانب دقتها العلمية، تمتاز الساعة بجمالها الفني وتنوعها الثقافي؛ إذ يجمع تصميمها بين رموز مختلفة من حضارات متعددة.

الفيل، الذي يمثل مركز الساعة، يرمز إلى الحضارتين الهندية والأفريقية، بينما يُمثل التنين التأثير الصيني، وطائر الفينيق يستحضر الثقافة المصرية القديمة، والسجادة تُمثل الحضارة الفارسية، في حين تعبر العمامة عن الطابع الإسلامي. 

هذه العناصر تجعل "ساعة الفيل" مثالاً حيًّا للتعدد الثقافي والابتكار الهندسي.

من الناحية العملية، ساهمت "ساعة الفيل" في تطوير فهم جديد لتقنيات قياس الوقت في عصرها، حيث استفادت من تقنيات قديمة مثل الأنظمة المائية اليونانية القديمة، ولكنها دمجتها مع ابتكارات هندسية جديدة، لتكون من أكثر الأدوات دقة في تحديد الوقت.

عرض الساعة في مهرجان "STEAM 2024" لا يهدف فقط إلى تقديم لمحة عن الماضي، بل يسعى أيضاً إلى إلهام الأجيال الشابة وتشجيعهم على الاستمرار في مسار الابتكار العلمي، الذي بدأه العلماء المسلمون قبل أكثر من 800 عام. 

"واحة الملك سلمان للعلوم" تسعى من خلال هذا المهرجان إلى نشر الوعي بأهمية العلوم والتكنولوجيا والفنون والهندسة والرياضيات، وتشجيع الشباب على التميز في هذه المجالات.

فيما تظل "ساعة الفيل" رمزاً للتفوق العلمي والإبداع الفني الذي شهدته الحضارة الإسلامية، وهي شاهد حي على كيفية دمج الابتكار التكنولوجي مع التراث الثقافي، لإنتاج أعمال خالدة تستمر في إلهام الأجيال.

 

x
اكتب الكلمات الرئيسية في البحث