كيف تتعامل مع مديرك الذي كان زميلك في العمل؟
يتم ترقية زميلك في العمل ليكون رئيسك، يتغير أسلوب التعامل بينكما بشكلٍ جذري؛ أنت الآن مُلزمٌ بتقديم المزيد من الاحترام والتعامل برسميةٍ لم تعتدها، والأمر نفسه ينطبق عليه بالمناسبة، ولكن بدرجةٍ أقل، فمن الوارد جدًا أن تشعر بشيء من الغصة، وبالتأكيد ستشعر بشيء من الغرابة، عندما يكلفك مديرك الجديد بمهمة ما بصيغة الأمر، فكيف تتصرف في هذه المواقف؟ وكيف تتعامل بشكلٍ عام مع زميلك الذي أصبح رئيسك في العمل؟
كيف تتعامل مع زميلك الذي أصبح رئيسك في العمل؟
الكثير من الخبراء ناقشوا هذه القضية، وربما اتفقوا جميعاً على عدة أمور لتجاوزها، منها:
1. تحدث عن الأمر
تُعد الاستراتيجية الأولى والمباشرة، فهذا التغير الكبير الذي حدث يحتاج منك أن تتحدث عن الموضوع وتُخبر زميلك السابق ومديرك الحالي بكل ما تشعر به بكلِ أمانةٍ ووضوح، لا سيّما إن كان مديرك الجديد أكثر من مجرد زميل.
يمكنك أن تتيقن من الأمر إذا كنت تعرف أنه سيتقبل الحديث، وتعرف أنه سيهتم لرأيك ويتفهم ما تشعر به، وقتها، قم بتهنئته على المنصب الجديد أولًا، ثم أخبره بأنك قلقٌ نوعًا ما حيال علاقتكما، هذه الخطوة من شأنها أن تضع النقاط على الحروف وتُسهل الكثير عليكما في المستقبل.
2. لا تأخذ الأمر على محملٍ شخصي وتقبل التغيير
غالبًا ما سيُضطر مديرك الجديد إلى ارتداء قناع القيادة والتصرف حسب ما يُمليه عليه المنصب الجديد، ولعل الحل الأمثل في هذه الحالة هو التصرف كأن شيئًا لم يكن، مع وضع بعض الحدود والامتثال للرسميات، والأهم من ذلك عدم أخذ أي شيء على محمل شخصي.
فمديرك الذي كان زميلك سيجب عليه أن يُقيمك في كثيرٍ من الأحيان، وقد يعاتبك، بل يوبخك على تقصيرك، تقبل كل هذه الأمور وافصل بينها وبين الحياة الشخصية ما دام مديرك على حق.
3. ساعِده على النجاح
إذا كنت تريد أن تقوي العلاقة بينك وبين زميلك الذي أصبح رئيسك في العمل، أو على الأقل تحافظ عليها، فيجب أن تساعده على النجاح في وظيفته الجديدة، لأن ذلك سيعود على العمل كله بالنفع من جهة، ومن جهةٍ أخرى سيوطد العلاقة بينكما بشكلٍ كبير، ربما أكبر مما تتوقع.
اقرأ أيضًا: فخّ الأشهر الثلاثة.. لماذا يفقد المديرون أفضل مواهبهم سريعًا؟
وتستطيع أن تُساعد مديرك على النجاح والتكيف مع دوره الجديد عن طريق: المشاركة الفعالة والمبادرة متى أُتيحت الفرصة، وتجميع البيانات والمؤشرات المهمة التي ستساعده على عمليات اتخاذ القرار، وطبعًا أن تبذل قصارى جهدك في المهام الموكلة إليك حتى تخرج بأفضل صورة ممكنة.
4. إياك والنميمة!
نادرًا ما يكون هناك هدفٌ من النميمة، ولا يخفى على أحد أن هذا الفعل من أكثر الأفعال المذمومة في العموم، خاصةً عندما يتورط شخصٌ علاقته وثيقة بالمدير في نشر الشائعات أو خلق أجواء سامة في مكان العمل.
حاول أن تتحلى بالأخلاق دائمًا، ولا تتبع إغراءات النميمة التي قد تتسبب بإفساد العلاقة بينك وبين أي شخص، فلا أحد يُحب أن يتم ذكره بالسوء، وبالتأكيد ستكون في وضعٍ مثيرٍ للشفقة إذا علم مديرك أنك تغتابه، حتى لو كانت علاقتك به يُضرب بها المثل.
5. تحدث مع زملائك الذين يمرون بالوضع نفسه
أغلب الظن أنك لم تكن الزميل الوحيد لرئيسك الحالي، وأن مِن الزملاء الآخرين مَن كان مُقربًا له إلى حدٍ معين، فحاول أن تتحدث مع هؤلاء الزملاء باحترافية شديدة وتشاركهم ما تشعر به إذا كان بينكم وصال، وعلى الأغلب أنك ستجد أحدهم أو جميعهم يمرون بما تشعر به، ما سيريحكم جميعًا وربما يُقرّبكم أكثر من بعضكم فتكتسب صداقات جديدة.
6. لا تنتظر معروفًا
لا تتوقع أن يُفضلك مديرك على أيٍ من أقرانك، فصحيحٌ أنه كان زميلًا سابقًا لك، ولكنه كان زميلًا لبعض أقرانك أيضًا، ناهيك بأنه ليس من الطبيعي أن يتم تمييزك دون سببٍ وجيه.
عليك أيضًا أن تحترم المنصب الجديد الذي تولّاه زميلك، وتعرف أن أي تمييزٍ -غير مبرر- في صالحك قد يتسبب في عواقب وخيمة له، فالزم الاحترافية ولا تستبعد الحصول على ما تريده، فقد تُفاجأ يومًا ما بأن مديرك الجديد قد رشحك لتخلف منصبه أو على الأقل قد تحصل على ترقية مُعتبرة.
7. ألزِم نفسك بالعمل
اِنس أمورك ومسائلك الشخصية فور أن تخطو عتبة العمل، وضع حدودًا واضحة لنفسك بحيث لا تتخطاها ولا تسمح لأحد أن يتخطاها، وركز على العمل ما دمت في إطار ساعاته، وتجنب الحديث عن المسائل الشخصية أو الأمور التي قد تشتتك؛ وتذكر أن هناك فواصل للراحة يمكنك أن تفعل فيها ما يحلو لك، فهذه الأشياء ستقربك من مديرك وتجعلك من المُفضلين لديه لا محالة.
8. تفاءل
قد يكون المنصب الإداري الجديد لزميلك هو أفضل شيء حدث في مسيرتك المهنية، فربما تحصل على الترقية التي كنت تحلم بها، أو تنتقل إلى القسم الذي كنت تريده، أو حتى تتخلص من الضغوطات النفسية التي فرضها عليك المدير القديم، وكل هذه الأمور الجيدة قد تحدث لمجرد أن زميلك الجديد هو رئيسك في العمل، فتفاءل.
اقرأ أيضًا: إحدى استراتيجيات النجاح غير التقليدية للموظفين: كيف تدير مديرك؟!
ماذا تفعل إذا أجحفك مديرك الجديد؟
نأتي الآن للسيناريو الأسوأ الذي قد يستغل فيه زميلك القديم ومديرك الحالي سلطته الجديدة لإجحافك وتمييز أقرانك عنك، فيما يُعرف بالمعاملة المتباينة Disparate treatment، وفيها يُعامل الموظفون بشكلٍ غير عادل بناءً على خصائص أبرزها العمر، والجنس، والعرق، إلخ.
من الأمثلة على المعاملة المتباينة:
- ترقية الشخص حسب قدراته البدنية
- تفاوت المرتبات حسب الأعمار
- تسريح الموظفين لأسباب شخصية لا مهنية
لحسن الحظ أن المعاملة المتباينة تُعد جُرمًا قانونيًا في الكثير من الأماكن، ولكن هذا لا يُغني عن معرفة بعض النصائح، وإليك أهمها:
اِعرف حقوقك جيدًا: تحتوي العديد من عقود العمل على بنودٍ تتعلق بالمعاملة المتباينة وتحمي من يتم تمييزهم، لذلك ألقِ نظرة على سياسات شركتك، وإذا لم يكن هناك نصٌ قانوني صريح يحميك، فانتقل إلى النصيحة الثانية.
وثّق مشكلاتك: حاول أن تحتفظ بسجلٍ مكتوب للمرات التي أُسيء لك فيها، فهذه خطوة محورية حال أردت تقديم شكوى رسمية.
تحدث إلى قسم الموارد البشرية: توجه لقسم الموارد البشرية وشاركهم مشكلتك بالتفصيل، وإذا لم تحصل على المساعدة والدعم الذي تستحقه، وقتها خذ إجراءً قانونيًا.
وفي النهاية يجب أن تعلم أن أفضل طريقة للتعامل مع مديرك الذي كان زميلك السابق هي أن توازن بين الصداقة والعمل؛ تعترف بمنصب مديرك الجديد، وفي الوقت نفسه تُعامله كزميلٍ خارج إطار العمل، وبالتأكيد الأمر يعتمد على شخصية الزميل أو المدير الذي نتحدث عنه.