هل الحيوانات الأليفة دواء للاكتئاب؟ دراسة حديثة تكشف الحقيقة
أجرى باحثون من جامعة آرهوس في الدنمارك وكلية كينجز لندن دراسة واسعة النطاق شملت أكثر من 6000 مشارك من سكان المملكة المتحدة، بهدف فحص العلاقة بين امتلاك الحيوانات الأليفة ونتائج الصحة العقلية خلال السنة الأولى من جائحة كورونا.
الدراسة التي نشرت في مجلة "Mental Health & Prevention"، قدمت نتائج مفاجئة تتحدى الفكرة السائدة بأن الحيوانات الأليفة تعد علاجًا شاملاً للاكتئاب والشعور بالعزلة.
نتائج الدراسة
وأجريت الدراسة خلال الفترة من أبريل 2020 إلى أبريل 2021، حيث تم تتبع صحة المشاركين العقلية ومدى امتلاكهم للحيوانات الأليفة، وعلى عكس التوقعات، لم تظهر النتائج أن أصحاب الحيوانات الأليفة يتمتعون بصحة عقلية أفضل مقارنة بمن لا يملكون حيوانات.
وفي الواقع أبلغ أصحاب الحيوانات الأليفة عن مستويات أعلى قليلاً من الاكتئاب والقلق وانخفاض المتعة، مقارنة بغيرهم.
كريستين بارسونز، المؤلفة الرئيسة للدراسة وأستاذة في قسم الطب السريري بجامعة آرهوس، أعربت عن دهشتها من هذه النتائج، مؤكدة أن امتلاك الحيوانات الأليفة لم يكن له التأثير المتوقع على الصحة العقلية.
وأوضحت بارسونز أن هذه النتائج لا تعني بالضرورة أن الحيوانات الأليفة تضر بالصحة العقلية، بل تعكس تأثيرات محدودة تعود إلى عدة عوامل.
اقرأ أيضًا: طبيب روسي يحذر من أمراض خطيرة قد تنقلها الحيوانات الأليفة للإنسان
فوائد محدودة للحيوانات الأليفة
ورغم النتائج التي أظهرت عدم وجود تأثير إيجابي عام لامتلاك الحيوانات الأليفة على الصحة العقلية، كشفت الدراسة عن بعض الفوائد لأصحاب الكلاب، فقد كان هؤلاء أكثر ميلاً لممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث أفاد 40% منهم بممارستها يوميًا أو على نحو شبه يومي، مقارنة بـ 35% من غير مالكي الكلاب.
الباحثون أطلقوا على هذا التأثير اسم "تأثير لاسي"، في إشارة إلى دراسات سابقة أظهرت أن الكلاب تعزز مستويات النشاط البدني.
تأثير ضئيل على الوحدة
ولأولئك الذين يعيشون بمفردهم، ارتبط امتلاك القطط أو الكلاب بانخفاض طفيف في مستويات الشعور بالوحدة، لكن التأثير كان بسيطًا مقارنة بمن لا يمتلكون هذه الحيوانات.
ورغم صغر هذا التأثير، فإنه يشير إلى أن الحيوانات الأليفة قد تقدم بعض الراحة للأفراد الذين يفتقرون إلى التفاعل الاجتماعي اليومي.
تبني الحيوانات في أثناء الجائحة
وأحد النتائج المدهشة هو أن الأشخاص الذين تبنوا حيوانات أليفة خلال فترة الوباء لم يظهروا أي تحسن ملحوظ في الصحة العقلية مقارنة بأولئك الذين لم يتبنوا حيوانات، وهذا الاكتشاف يؤكد تعقيد العلاقة بين امتلاك الحيوانات الأليفة والصحة العقلية.
وفي تعليقها على النتائج، قالت كاثرين يونج، إحدى المؤلفات للدراسة: "من المهم أن نلاحظ أن هذه الدراسة لا تعني أن الحيوانات الأليفة ضارة بالصحة العقلية أو أنها لا توفر السعادة والرفقة، بل تشير النتائج إلى أن العلاقة بين امتلاك الحيوانات الأليفة والصحة العقلية معقدة وتتأثر بالعديد من العوامل المختلفة".