كيف تجاوزت بيركشاير هاثاواي عتبة التريليون دولار؟ (فيديوجراف)
اليوم، يحتفل الملياردير الأمريكي وارن بافيت بعيد ميلاده الرابع والتسعين، بينما تستمر شركته بيركشاير هاثاواي في النمو والنجاح تحت قيادته. تمكن بافيت من قيادة شركته نحو إنجازات غير مسبوقة، حيث وصلت قيمة الشركة السوقية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق.
في هذا الأسبوع، حققت بيركشاير هاثاواي إنجازاً تاريخياً، حيث أصبحت أول شركة أمريكية خارج قطاع التكنولوجيا تتجاوز قيمتها السوقية تريليون دولار. هذا الرقم نادر الحدوث وعادة ما يرتبط بشركات التكنولوجيا الكبرى مثل آبل ومايكروسوفت.
كما حقق سهم بيركشاير هاثاواي من الفئة (أ) ارتفاعًا غير مسبوق، حيث تجاوز سعر السهم 700 ألف دولار لأول مرة في تاريخ الشركة.
هوارد ماركس، المستثمر الشهير وصديق بافيت، أشار إلى أن هناك ثلاثة عوامل رئيسة وراء هذا النجاح المذهل: براعة بافيت الاستثمارية الفائقة، وقدرته على التكيف والابتكار، ونهجه المنضبط في الإدارة واتخاذ القرارات.
يشدد ماركس على أن نجاح بافيت يعود لاستراتيجية استثمارية متقنة ومرنة تم تنفيذها بانضباط وثبات طوال سبعة عقود. لم يكن الانضباط والثبات وحدهما كافيين لتحقيق هذا النجاح، بل تميز بافيت بقدرة استثنائية على استشراف الفرص وفهم ديناميكيات السوق، ما جعله يُعتبر أحد أعظم المستثمرين في التاريخ.
ماركس يشير إلى أن تجربة بافيت في سوق الأسهم التي بدأت في ستينيات القرن العشرين كانت جزءًا حاسمًا من نجاحه. في ذلك الوقت، تمكن بافيت من شراء شركة بيركشاير هاثاواي، التي كانت حينها شركة نسيج متعثرة، وحولها إلى واحدة من أكبر الشركات الاستثمارية في العالم.
تدير بيركشاير هاثاواي اليوم مجموعة متنوعة من الشركات، بدءًا من شركة التأمين جيكو، إلى شركة السكك الحديدية بي إن إس إف، ما يظهر توسع الشركة إلى ما هو أبعد من جذورها الأصلية.
اقرأ أيضًا:إيلون ماسك في الصدارة.. قائمة أثرياء العالم في سبتمبر 2024 (فيديوجراف)
تحتفظ الشركة أيضًا بمحفظة أسهم تقدر قيمتها بأكثر من 300 مليار دولار، ولديها احتياطي نقدي ضخم يبلغ 277 مليار دولار. هذا التنوع والابتكار يظهران قدرة بافيت على تحديد الفرص وتوجيه استثماراته بطريقة تعزز من قيمة الشركة وتحقق النمو المستدام.
على مدار العقود، كان بافيت معروفًا باستراتيجيات الاستثمار الذكية. استثماره في شركة كوكاكولا في أواخر الثمانينيات يعد مثالاً على نهجه الذي يركز على الشركات ذات العلامات التجارية القوية والمزايا التنافسية.
خلال الأزمة المالية عام 2008، أظهر بافيت براعته الانتهازية من خلال ضخ استثمار حاسم في بنك غولدمان ساكس، ما أكد قدرته على الاستفادة من الفرص في أوقات الاضطراب الاقتصادي.
في السنوات الأخيرة، استثمر بافيت بشكل كبير في شركة أبل، ما يدل على مرونته وقدرته على التكيف مع العصر الحديث. وقد أثبت هذا الاستثمار الناجح قدرته على تطبيق مبادئ الاستثمار القائم على القيمة على شركات التكنولوجيا المتطورة.
مع بلوغه سن الرابعة والتسعين، بدأ بافيت بنقل بعض مسؤوليات القيادة إلى غريغ أبيل، نائب رئيس العمليات غير التأمينية في الشركة. أبيل، البالغ من العمر 62 عامًا، سيتولى جميع قرارات الاستثمار عندما لا يعود بافيت قادرًا على القيادة، ما يضمن استمرار النهج الاستراتيجي للشركة.
أعلن بافيت في وقت سابق من هذا العام أن أبيل سيكون الشخص الذي يقود بيركشاير هاثاواي عندما يقرر التنحي. هذه الخطوة تشير إلى أهمية التخطيط للمستقبل والتأكد من أن نجاح الشركة سيستمر حتى بعد مغادرة بافيت للمشهد.