كيف فقدت كبرى شركات السيارات قبضتها على السوق الصينية؟ (فيديوجراف)
فقدت كبرى شركات السيارات قبضتها على السوق الصينية بسبب مجموعة من العوامل التي تشمل المنافسة المحلية الشديدة، وتغيرات في تفضيلات المستهلكين، والتحديات التكنولوجية والاقتصادية.
المنافسة من الشركات المحلية
أصبحت شركات السيارات الصينية مثل "بي واي دي" و"نيو" رائدة في إنتاج السيارات الكهربائية والهجينة، ما أدى إلى جذب قاعدة عملاء كبيرة كانت تعتمد في السابق على الشركات الأجنبية. في الواقع، أصبحت مركبات الطاقة الجديدة تشكل أكثر من 50% من مبيعات السيارات في الصين، وتُهيمن عليها الشركات المحلية.
التقدم التكنولوجي في المركبات الكهربائية
تولت الصين زمام المبادرة في تطوير المركبات العاملة بالطاقة الجديدة، بما في ذلك السيارات الكهربائية والهجينة، ما جعل الشركات المحلية أكثر قدرة على التكيف مع متطلبات السوق من حيث الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة.
تتخلف الشركات الأجنبية عن الركب في تقديم مركبات كهربائية بأسعار تنافسية وبمواصفات تلبي تفضيلات المستهلكين الصينيين.
التحديات الاقتصادية والتكاليف
ارتفعت تكاليف الإنتاج والمواد الأولية، مما أثر على الشركات الأجنبية في قدرتها على تقديم منتجات بأسعار منافسة.
في حين أن الشركات المحلية استفادت من القوى العاملة المحلية والتكاليف المنخفضة، فإن الشركات الأجنبية تكافح من أجل الحفاظ على هوامش الربح.
تغيرات في التفضيلات المحلية
المستهلكون الصينيون يفضلون الآن السيارات الكهربائية والمركبات المزودة بتكنولوجيا متقدمة، وهو ما يقدمه المصنعون المحليون بشكل أفضل من نظرائهم الأجانب. مثلًا، "بي واي دي" الآن تبيع سيارات أكثر من "فولكس فاجن" في السوق الصينية.
القيود التجارية والتعريفات الجمركية
تصاعدت التوترات التجارية بين الصين ودول أخرى، مثل الولايات المتحدة، ما أدى إلى فرض رسوم جمركية عالية على السيارات المستوردة، وهذا يضع ضغوطًا إضافية على الشركات الأجنبية. على سبيل المثال، رفعت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على السيارات الصينية من 25% إلى 100%، بينما فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية تصل إلى 38% على واردات السيارات الكهربائية الصينية.
ردود فعل الشركات الكبرى
بعض الشركات الكبرى مثل "فولكس فاجن" و"جنرال موتورز" و"تويوتا" بدأت في إعادة هيكلة أعمالها في الصين والتركيز على الشراكات مع الشركات المحلية لتطوير سيارات كهربائية تناسب السوق الصيني.
"جنرال موتورز"، على سبيل المثال، أعادت النظر في استراتيجياتها لتتناسب مع التطورات الجديدة، ولكنها سجلت خسائر في السوق الصينية مؤخرًا، ما يشير إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها.
حتى "تسلا"، التي حققت نجاحًا كبيرًا في بداية دخولها للسوق الصينية، شهدت تراجعًا في حصتها من الإيرادات في الصين، ما يبرز شدة المنافسة من الشركات المحلية.
إذا أرادت كبرى شركات السيارات العالمية استعادة مكانتها في السوق الصينية، فسيكون عليها الاستثمار بكثافة في تطوير المركبات الكهربائية، وإقامة شراكات استراتيجية مع الشركات المحلية، والعمل على تحسين الكفاءة والابتكار لتلبية تطلعات المستهلكين الصينيين.