الأهداف الذكية SMART: خطوات عملية لتحديد أهداف قابلة للتحقيق
يُعرف الهدف الذكي "SMART" بأنه الهدف المُحدد "Specific"، والقابل للقياس "Measurable"، والمُمكن تحقيقه "Achievable"، والمتعلق بالغاية التي تريد تحقيقها "Relevant"، والمرتبط بوقت "Time-Bound".
هذه العوامل أو المعايير الخمسة، هي ما تجعل الهدف هدفاً بحق، وبتطبيقها يُمكنك أن تصل إلى غاياتك في إطارٍ زمنيّ معين، حيث تقضي على العشوائية وتُسهّل من عملية تتبع التقدم، بالإضافة إلى مميزات وفوائد أخرى ستتعرف عليها في السطور التالية، بينما تتعلم طريقة وضع هدف ذكي، مع الاستدلال بأمثلة عملية، وكذلك ستتعرف على التحديات التي يمكن أن تواجه هذا المفهوم بشكلٍ عام.
كيفية تحديد الأهداف الذكية SMART
تتلخص طريقة تحديد الأهداف في تقسيمها إلى أهدافٍ أصغر، يسهل إدارتها ومتابعتها متى أردت، ولكي تضع هدفك بشكلٍ صحيح، ركز في الشروط الخمسة التي ذكرناها:
أن يكون هدفك مُحدداً Specific
من الرائع أن تدخر، ولكن الادخار ليس هدفاً، أما ادخار 10 آلاف دولار مثلاً فيمثل هدفًا، ومن الرائع أن تفقد الوزن وتُفكر في لياقتك، ولكن هذا أيضاً ليس هدفاً، وإنما الهدف هو فقدان 10 كيلوجرامات، ومن الرائع أن تُحب التعلم المستمر، ولكن حتى التعلم يمكن أن يكون مضيعة للوقت، إذا لم تفكر في مجالٍ بعينه، وهكذا.
أن يكون قابلاً للقياس Measurable
من صور إجحاف النفس أن تُلزمها بهدفٍ لا يمكنك قياسه، إذ لا يكفي إدراكك بالحاجة إلى إنقاص الوزن، حتى إذا كنت تعرف أنك تريد فقدان 10 كيلوجرامات تحديداً، إذ قد تخسر هذا الوزن فعلاً، ولكن بعد 10 سنوات؛ فهل ستكون راضياً عن نفسك؟
أن يكون قابلًا للتحقيق Achievable
من المستحيل، على الأقل من الناحية العملية في زمننا الحالي، أن تُسافر عبر الزمن، ومن شبه المستحيل أن تتسلق جبل إيفرست دُفعة واحدة وأنت تخاف من المرتفعات، ومن غير المعقول أن تجمع مليار دولار بين عشية وضحاها إلا إذا كنت "إيلون ماسك"!
أن يكون ذا صلة Relevant
بماذا؟ بغايةٍ نبيلة أو رغبةٍ عارمة أو شيء يدفعك للتحرك نحو تحقيقه باستمرار، وعلى سبيل المثال، تعلُّم مهارة جديدة لأنها ستساعدك على الترقي في العمل، هذا هدفٌ ذو صلة واضحة.
أن يكون مرتبطاً بإطارٍ زمني Time-bound
كما قلنا، إذا كنت تريد خسارة 10 كيلوجرامات من الوزن وخسرتها بعد 10 سنوات.. هل ستكون راضياً؟ على الأرجح أن الجواب هو "لا"، ولذلك عليك أن تربط هدفك بوقتٍ أو إطار زمني يُمكنك من تتبعه، ويكون مُرضياً بالنسبة لك.
اقرأ أيضًا: هل تلاحظ تدهورًا في إدارة أموالك؟ قد يكون ذلك مؤشراً على الخرف!
فوائد استخدام الأهداف الذكية في العمل
عندما يضع البعض أهدافهم، فإنهم في الواقع قد لا يطبقون معايير وشروط الأهداف الذكية، ما يؤدي في النهاية إلى فشلٍ محقق، بينما تُعدك الأهداف الذكية لتحقيق النجاح من خلال خطوات عملية وبسيطة، سواء في الحياة العامة أو حياة المال والأعمال، وهذه الأخيرة تحديداً يتضح فيها أهمية الأهداف الذكية لتحسين الأداء.
أدوات وموارد لتحديد وتتبع الأهداف الذكية
هناك العديد من الأدوات التقنية العملية التي يمكنك استخدامها في تتبع الأهداف الذكية، مثل "Mesh" التي تُستخدم في دعم الموظفين ومساعدتهم على تحقيق المهام المطلوبة منهم، و"Trakstar" التي تُعد واحدة من أفضل الأدوات في تقسيم الأهداف، و"Goalscape" المُستخدمة في الشيء نفسه تقريباً، التي ستساعدك على تَبَصُّر أهدافك، و"Perdoo" المتخصصة في تصور الاستراتيجيات، و" Weekly10" لوضع الأهداف الشخصية والخاصة، و"Engagedly" لمساعدة الشركات التي تريد نظامًا لإدارة التعلم.
التحديات التي تواجه تطبيق الأهداف الذكية
هناك فرضيات مثيرة للاهتمام، مفادها أن الأهداف الذكية لا تعمل في الكثير من الحالات، وحجة واضعي هذه الفرضيات تتلخص في نقاطٍ خمس أساسية، هي:
ضيق الأفق: من مميزات الأهداف الذكية أن تجعلك تركز على هدفٍ، ومن ثم تزيد من فرص تحقيقه، ولكن بالنسبة للمعارضين، فهذا "الأفق الضيق" قد يأتي بنتيجةٍ عكسية ويجعلك تُعطي هذا الهدف أكبر من حجمه -حتى لو لم يكن يستحق- مما سيحول دون تحقيقه.
الارتباط بالنجاح والفشل: من أعمدة الأهداف الذكية أن تكون قابلة للقياس، أي بالنجاح والفشل، وهذا -بحسب زعم البعض- قد يجعل فشلك في هدفٍ محدد يُشعرك بعدم القيمة، وربما بأشياء أكثر تطرفاً.
النتائج قصيرة المدى: من أهم فوائد الهدف الذكي أنه يحث الأشخاص على تحقيق أهدافهم بسرعة، ولكن بنظرة أعمق للأمور، سنرى أنه قد يدفع الشركات مثلاً إلى اتخاذ قرارات متطرفة لتحقق أهدافها، ما سيضرها على المدى القصير والبعيد على حدٍ سواء.
اقرأ أيضًا: أسرار إدارة الثروة.. كيف يبني الأثرياء إمبراطورياتهم؟
الاستسلام الكلي: تكملة للنقطة الثانية، يمكن أن يؤدي نهج الأهداف الذكية إلى إحباط الشخص الذي يفشل في تحقيق أهدافه، إذ سيقول لسان حاله: كيف لم أستطع أن أُحقق هذا الهدف المُحدد والسهل؟ وعليه يستسلم كلياً، ويظن أنه لن يستطيع أن يحققه أبداً.
"الواقعية" و"قابلية التحقيق": هذان المعياران قد يكونان مُضللين بعض الشيء، فالأهداف قد تبدو واقعية وقابلة للتحقيق عند النظر إليها بشكلٍ معين، ولكن من زاوية أخرى وبتفكيرٍ متأنٍ قد لا يكون الأمر كذلك على الإطلاق.
كيف تتغلب على تحديات تطبيق الأهداف الذكية؟
التحديات أعلاه لا تُقلل من الأهداف الذكية في شيء؛ فهي فقط تُنبّه المُغرمين بهذه الأهداف إلى بعض عيوبها، وكل شيء تقريباً له عيوبه وتحدياته، بالعودة إلى التحديات التي تقف في وجه الأهداف الذكية، فسنلاحظ إمكانية الرد عليها بسهولة، على سبيل المثال: يمكنك التغلب على التحدي الأول والثالث بوضع الهدف الذي تريد تحقيقه في نصابه الصحيح، والتحدي الثاني والرابع بالتسامح مع فكرة الفشل أحياناً، ومعرفة أنه جزءٌ من طريق النجاح، أما التحدي الخامس والأخير فيمكن التغلب عليه بالتروي في وضع الأهداف الذكية، والتفكير مراراً وتكراراً فيما إذا كانت قابلة للتحقيق وواقعية فعلاً أم لا.
أمثلة على الأهداف الذكية في العمل
في مجال الإدارة: البحث في إمكانية توفير التكاليف لتقليل النفقات التشغيلية بنسبة 2% خلال العام الجاري.
في مجال المبيعات: زيادة عوائد المبيعات بنسبة 15% في الربع المُقبل باستخدام الحملات التسويقية المستهدفة.
في مجال خدمة العملاء: تحسين نسبة رضا العملاء بمقدار 10% خلال الستة أشهر القادمة من خلال تحسين التدريب والدعم.
في مجال الموارد البشرية: تقليل معدل الـ"Turnover" بنسبة 5% خلال السنة القادمة، عن طريق تنفيذ برنامج جديد يزيد من رضا الموظفين ومن ثم يعزز من فرص بقائهم.
في مجال التسويق الإلكتروني: زيادة "الترافيك" على الموقع بنسبة 25% خلال الربع المقبل عن طريق وضع استراتيجية جديدة لتحسين محركات البحث.
في مجال تكنولوجيا المعلومات: تنفيذ بروتوكول أمني جديد خلال الثلاثة أشهر المقبلة لتقليل فرص الاختراقات الأمنية بنسبة 30%.
في مجال التدريب والتطوير: تنفيذ برامج جديدة للتوظيف خلال شهرين من الآن، وذلك لزيادة فرص بقاء الموظفين الجدد بنسبة 20%.
كل هذه الأمثلة تدل على أهدافٍ ذكية راعت العوامل أو المعايير الخمسة المذكورة، بدايةً من التحديد الدقيق، وحتى ارتباطها بوقتٍ أو إطارٍ زمنيّ معين، وهكذا يجب أن تكون الأهداف، صحيحٌ أن هناك بعض التحديات، ولكن حلولها متوافرة كما رأينا.