مِن معالجين إلى رجال أعمال ومليارديرات.. أكثر أطباء العالم ثراءً
لا يكتفي بعض الأطباء بعلاج المرضى والعمل السريري، بل إن منهم من يتّجه إلى ريادة الأعمال، أو يُوظِّف عمله السريري لتحقيق ثروة طائلة، تجعله يتربّع على عرش أثرياء الأطباء حول العالم.
يأتي في الصدارة من هؤلاء "توماس فريست جونيور"، المؤسس المشارك في شركة المستشفيات الأمريكية، ولا تخلو قائمة أكثر الأطباء ثراء حول العالم من الدكتور "سليمان الحبيب"، الذي صُنِّف باعتباره خامس أغنى طبيب حول العالم حسب مؤشر "بلومبرج"، فمن هم رموز تلك القائمة، وماذا نعرف عنهم؟ سؤال نتناول جانباً من إجابته بينما نستعرض بعض أسماء القائمة في السطور التالية.
أكثر أطباء العالم ثراءً
تضمّ قائمة أكثر أطباء العالم ثراءً عدداً من الأسماء البارزة، وقد اخترنا بعضها لعرض نبذة مختصرة حول صاحبها كلما أمكن ذلك.
1. "توماس ف. فريست جونيور"
مؤسس مشارك في شركة المستشفيات الأمريكية، يبلغ صافي ثروته نحو 20.2 مليار دولار أمريكي، ويُعدّ أغنى شخصٍ في ولاية "تينيسي" الأمريكية، وقد وُلِد عام 1938، وكان "توماس" ووالده أول أب وابن يدخلان قاعة مشاهير الرعاية الصحية من أوسع أبوابها.
بدأ "توماس" حياته جرّاحاً في سلاح الجو الأمريكي، بعد أن حصل على درجة البكالوريوس من جامعة "فاندربيلت" في "ناشفيل"، وشهادته الطبية من "جامعة واشنطن" في "سانت لويس" بـ"ميزوري"، وأسّس مع والده شركة المستشفيات الأمريكية "HCA" في عام 1968، التي أسهمت في جعل "ناشفيل" وجهة رعاية صحية مميزة وهادفة للربح.
وقد نمت الشركة بسرعة كبيرة، ففي عام 1969، عندما قدمت طرحها العام الأوّلي، كان لديها 11 مستشفى، وبحلول نهاية ذلك العام شملت 26 مرفقاً، بينما تمتلك الآن وتدير 185 مستشفى و1,800 موقع رعاية في 21 ولاية أمريكية، وفي لندن بإنجلترا، وقد خضعت الشركة لعدد من عمليات الاستحواذ، وفي إحدى هذه العمليات، استحوذت شركة استثمار خاصّة على شركة المستشفيات الأمريكية في عام 2006، وكانت قيمة الصفقة 33 مليار دولار، وهي أكبر عملية استحواذ في ذلك التوقيت.
اقرأ أيضًا: هل تؤثر الثروة في صفات الأثرياء أم أنّ صفاتهم جلبت ثرواتهم؟
2. "باتريك سون شيونغ"
يبلغ صافي ثروة الطبيب "باتريك سون شيونغ" نحو 5.8 مليار دولار أمريكي، وهو جرّاح أمريكي، وُلِد بجنوب إفريقيا عام 1952 لمهاجرين صينيين، وأكمل درجة البكالوريوس ودرجة الطب من "جامعة ويتواترسراند"، في جوهانسبرج جنوب إفريقيا، ودرجة الماجستير من "جامعة كولومبيا" البريطانية، ثُمّ درجة الطب من "جامعة كاليفورنيا" في لوس أنجلوس، قبل أن يُصبِح جرّاحاً معتمداً في عام 1984، وهو أستاذ وباحث، ورائد أعمال، وفاعِل خير أيضاً، وقد قُدِّرت ثروته بالقيمة المذكورة سلفاً عام 2016، ما جعله من أغنى الأطباء في العالم.
وقد ركّز "باتريك" على السرطان وعمليات الزراعة خلال مسيرته الجراحية، ثُمّ اتجه إلى ريادة الأعمال، وصار مسؤولاً عن اختراع دواء "Abraxane"، أحد أدوية العلاج الكيميائي الرائجة للسرطان، الذي يُستخدَم اليوم لعلاج حالات السرطان المتقدمة في حالات سرطان البنكرياس والثدي والرئة، وقد تخطّت مبيعاته مليار دولار سنوياً اعتباراً من عام 2019.
ومن أجل تمويل تطوير هذا الدواء، استخدم عائدات منتج صغير من الأدوية يُسمّى "Fujisawa"، التي اشتراها عام 1998، وسُرعان ما استخدم هذه الأرباح لتسريع اعتماد الدواء، من خلال العملية التنظيمية لإدارة الغذاء والدواء، ما أدّى إلى الموافقة عليه في عام 2005، وبعد تقسيم عمله إلى قسمين، باع كلا الجزأين في أواخر التسعينيات، مقابل 9.1 مليار دولار.
ولا يزال "سون شينغ" يمتلك عدداً من الشركات، بما في ذلك العديد من الصحف وشبكة من الشركات الصحية الناشئة، اختيرت واحدة منها كجزء من عملية "Operation Warp Speed" للحكومة الفيدرالية، للمساعدة في تطوير لقاح كوفيد-19.
اقرأ أيضًا:السلع التمييزية: الورقة الرابحة للأثرياء المختلفين عن أقرانهم
3. "جاري ك. ميكلسون"
"جاري ك. ميكلسون" جرّاح عظام أمريكي معتمد، من مواليد عام 1949، وقد حصل على ثروة تُقدّر بنحو 1.55 مليار دولار أمريكي، بعد تسوية قانونية مع "ميدترونيك" بشأن استخدام براءات اختراعه، حيث طوّر الطبيب غرسات وأدوات وإجراءات جديدة لجراحة العمود الفقري، التي كانت معدلات نجاحها منخفضة، وهو المُخترِع الوحيد الذي حصل على أكثر من 950 براءة اختراع صادرة أو معلقة في جميع أنحاء العالم، تتعلّق بعلاج اضطرابات العمود الفقري.
وقد أسس "جاري"عام 2005 "مؤسسة ميكلسون للأبحاث الطبية"، التي تهدف إلى تعزيز الابتكار في الطب والعلوم، وفي عام 2024 منحت المؤسسة 120 مليون دولار للمساعدة في إطلاق "معهد كاليفورنيا لعلم المناعة والعلاج المناعي" بـ"جامعة كاليفورنيا"، ويقُدِّر صافي ثروة "جاري" بنحو 1.8 مليار دولار أمريكي.
4. "سليمان الحبيب"
يُعدّ الدكتور "سليمان الحبيب" ثالث أغنى شخصٍ في الشرق الأوسط، وقد ارتفعت أسهم شركته بنسبة 30% منذ أن سجّلت أدنى مستوى لها في عام واحد في أكتوبر 2023، وفي مطلع العام 2024 اقتربت ثروته من 12 مليار دولار أمريكي، وقد قام الملياردير، بتنمية سلسلة الرعاية الصحية المقدرة بنحو 28 مليار دولار من عيادة واحدة افتُتحت عام 1993، لتصل إلى شركة تدير 22 مرفقاً طبياً و22 صيدلية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، كما تمتلك الشركة 10 مستشفيات ومراكز طبية قيد التطوير، فيما يستثمر في العقارات التجارية من خلال شركة قابضة.
وقد حصل الطبيب السعودي على شهادة الطب والجراحة من "جامعة الملك سعود" في الرياض عام 1977، وأكمل زمالة طب الأطفال في الكلية الملكية البريطانية للأطباء عام 1984، كما شغل منصب كبير المسؤولين الطبيين ورئيس قسم طب الأطفال في مستشفيين مملوكَين للحكومة في الرياض، وحسب مؤشر بلومبرج، يعد "الحبيب" خامس أغنى طبيب، وواحداً من عدد قليل من الأطباء الذين يُصنّفون بين أغنى أغنياء العالم.