ما هي منتجات السارمز SARMS وهل ننصحك بها كلاعب كمال أجسام؟
منذ ظهور السارمز SARMS على الساحة الرياضية، وتحديداً في عام 2010، أصبحت تلك المواد بمثابة البدائل الأكثر أماناً للهرمونات البنائية، التي يستخدمها لاعبو كمال الأجسام المحترفون، المشاركون في البطولات العالمية.
حيث عمل الـ"سارمز" على توفير الضخامة والقوة العضلية، بينما تجنب ما تسببه الهرمونات الشهيرة من أضرار، مثل: تساقط الشعر والتأثير على عمل الكليتين والقلب وظهور الطفح الجلدي، ومن ثم كان من الطبيعي شيوع استخدام الـ"سارمز" بين المحترفين وغير المحترفين.
ما هي منتجات الـ"سارمز"؟
حصلت الـ"سارمز SARMS" على اسمها من اختصار جملة (Selective Androgen Receptors Modulators) وتعني (منظمات مستقبلات الأندروجين الانتقائية)، التي تم العمل عليها معملياً منذ بداية التسعينيات، حتى أصبحت أشهر بدائل الهرمونات البنائية للاعبي كمال الأجسام، حيث تعمل هذه المواد على التفاعل والارتباط بمستقبلات "الأندروجين" في جسمك، ومن ثم تزيد من حجم وكثافة الكتلة العضلية، وهذا ما يجعل البعض يضعها مع الهرمونات البنائية في تصنيف واحد، وهذا من الأخطاء الشائعة .
فالمنشطات أو الهرمونات التقليدية تعد مواد صناعية مطابقة لـ"التستوستيرون" أو هرمون الذكورة الطبيعي في الجسم، وهي مواد غير انتقائية، ومن ثم فإنها ترتبط مع أي أنسجة داخلية في الجسم، وهو الأمر الذي يؤدي في أغلب الأوقات إلى مضاعفات وآثار جانبية ضارة، أما الـ"سارمز" فهي مركبات انتقائية طورها الباحثون، لترتبط بمستقبلات الأندروجين المحددة داخل جسمك، وهذا ما يفسر الآثار الجانبية الأقل لاستخدامها، مقارنة بغيرها.
وبعيداً عن رياضة كمال الأجسام، فإن الأطباء المتخصصين قد يضطرون لوصف الـ"سارمز" كجزء من العلاج بجرعات محددة لبعض الأمراض، بسبب فاعليتها في التغلب على هشاشة العظام وهزال العضلات وحالة الضعف العام.
هل الـ"سارمز" آمنة؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال لابد لك عزيزي الرجل من معرفة حقيقة واحدة حول الـ"سارمز"، وهي منع "إدارة الغذاء والدواء الأمريكية" استخدام منتجاته بشكل عام، وهذا أمر كافٍ لمعرفة هل هي مضرة أم لا!
وعلى الرغم من عدم ظهور أعراض جانبية لاستخدام الـ"سارمز" تتعلق بالطفح الجلدي أو تساقط الشعر أو وجود مشكلات في الكليتين، فإن لهذه المنتجات أعراضاً جانبية خطيرة، قد تعرض حياتك للخطر تماماً مثل الهرمونات والمنشطات التقليدية، منها:
- ارتفاع قابلية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- الإصابة بأعراض الهلوسة.
- المعاناة من اضطرابات النوم.
- ضعف القدرة الجنسية.
- احتمالية الإصابة بالعقم.
- الإصابة باختلال نشاط الكبد.
- انكماش حجم الخصيتين.
اقرأ أيضًا: تمارين الـ "EMOM".. حرق للدهون وبناء للعضلات "في دقيقة واحدة"
الأبحاث العلمية وأعراض الـ"سارمز" الجانبية
مع استمرار خضوع الـ"سارمز" للدراسات العلمية، من أجل معرفة أعراضها الجانبية على المدى القريب والبعيد، تم الإبلاغ عن بعض الأعراض الجانبية من قبل العديد من الرياضيين، الذين خاضوا تجربة استخدام الـ"سارمز" لتضخيم كتلهم العضلية وزيادة كثافتها، كبدائل أكثر أماناً من المنشطات والهرمونات البنائية التقليدية، ومن بين هذه الأعراض التي تم الإبلاغ عنها:
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- المعاناة من الطفح الجلدي لدى البعض.
- حدوث مشكلات في النوم والمعاناة من الأرق.
- الضعف الجنسي وضعف الانتصاب لدى الرجال .
- الإصابة بأوجاع الرأس والصداع القوي.
وعلى الرغم من أن تلك البلاغات لا تمثل جميع الأشخاص الذين يستخدمون الـ"سارمز" لزيادة ضخامة الكتلة العضلية، فإن الواقع يكشف لك عزيزي الرجل بأن تلك المواد ليست آمنة بنسبة 100% كما يُسوق لها. ومع غياب الأبحاث العلمية الكافية حول مدى خطورة الاستخدام، أو أضرارها فيما يخص رياضة كمال الأجسام، فإن بعض الدراسات الحديثة قد تمنحك فكرة عامة حول هذه الخطورة.
ففي دراسة بحثية تم نشرها عام 2021، أرسل باحثون استطلاعاً مكوناً من 32 سؤالًا إلى 343 رياضياً، أغلبهم من الرجال، حول الأعراض الجانبية التي شعروا بها بعد استخدامهم لـ"سارمز"، وقد تمحورت غالبية الإجابات حول المعاناة من تقلبات حادة في الحالة المزاجية، وظهور الطفح الجلدي وحب الشباب، بالإضافة إلى صغر حجم الخصية.
أما عام 2023 فقد حمل لنا دراسة بحثية أخرى، أوضحت مدى الضرر المدمر الذي تتركه الـ"سارمز" على الكبد، حيث تتساوى وتأثير الهرمونات والمنشطات التقليدية على الكبد، وبالنسبة لصحة القلب والكفاءة الوظيفية للأوعية الدموية، فإن الـ"سارمز" لها جوانب سلبية للغاية قد تؤدي إلى حدوث الجلطات القلبية.
الـ"سارمز" والغش التجاري
هناك مشكلة كبيرة أخرى لاستخدام الـ"سارمز" لا تتعلق فقط بالأضرار الصحية والأعراض الجانبية، بل تتجاوز ذلك بكثير، فبجانب عدم تنظيم بيع هذه المواد، والحصول عليها بصورة غير منظمة في الكثير من الأحيان، هناك أيضاً الكثير من حالات الغش التجاري، وقد أوضح تحقيق تم إجراؤه عام 2017، حول المنتجات التي يتم بيعها عبر الانترنت ما يلي:
- 52% فقط من المواد المُباعة كانت غير مغشوشة!
- 39% من المنتجات احتوت على مركبات غير معتمدة طبياً!
- 25% من المنتجات احتوت على مكونات غير مذكورة على الملصق التجاري!
- 9% من المنتجات لم تحتوِ على المادة الفعالة من الأساس!
- 59% من المنتجات احتوت على كميات مختلفة عن كمياتها المدونة على الملصق التجاري!
وبنظرة عامة على ما سبق ذكره فإن نسبة فرصك عزيزي الرجل في الحصول على منتج مضمون خلال تسوقك الإلكتروني، لن تزيد على 41%، أما النسبة الباقية فهي تمثل السيناريو الأسوأ، باستهلاك مواد غير مضمونة، قد تعرض حياتك للخطر، وتترك أعراضًا جانبية مدمرة لصحتك.
وفي النهاية يجب أن تدرك بأن الـ"سارمز" تعد مكونات جديدة العهد على مجتمع كمال الأجسام والرياضة بشكل عام، فحتى الآن لا تتوافر الأبحاث العلمية الشاملة، لإبداء الرأي العلمي المؤكد والنهائي بشأن تلك المواد؛ ولهذا لا تتبع المقاطع المصورة الدعائية لبعض المؤثرين في مجال اللياقة البدنية، الذين يدعون بأن تلك المواد آمنة بنسبة 100%، ولا تسبب مشكلات صحية، فحتى الآن لا توجد دراسات وافية للأعراض الجانبية لهذه المواد على المدى البعيد والمتوسط.