هل سيغير قواعد اللعبة؟ كل ما تريد معرفته عن SearchGPT
أعلنت شركة OpenAI منذ أيام عن أداة جديدة، وهي هذه المرة محرك بحث لا روبوت دردشة ولا نسخة محدثة من ChatGPT. يتميز هذا المحرك بقدرته الفائقة على الجمع بين قوة نماذج الذكاء الاصطناعي وبين سرعة ووضوح استخلاص المعلومات من الويب، كما جاء في البيان الرسمي للشركة.
حتى الآن، لا يتوفر هذا المحرك البحثي إلا لفئة محدودة من المستخدمين لأغراض الاختبار. ووفقًا لـ OpenAI، فإنها تخطط لدمج أفضل ميزاته في ChatGPT في المستقبل.
ما هي مميزات SearchGPT؟ هل هو الأول من نوعه؟ وكيف يمكن استخدامه؟ سنقدم لك في هذا الدليل الشامل كل ما نعرفه حتى الآن عن هذا المحرك البحثي الجديد.
ما هو SearchGPT وكيف يعمل؟
هو محرك بحثي من OpenAI يجمع بين قدرات نماذج الذكاء الاصطناعي (سَيعتمد على عائلة GPT-4) ومعلومات الويب المُحدَّثة بتاريخ الساعة. فكما نعرف جميعًا، لا يستطيع ChatGPT وغيره الكثير من نماذج الـ AI ولوج الإنترنت وإجاباتهم تكون من قواعد البيانات التي تم تدريبهم عليها فقط.
أما SearchGPT فمختلف، إذ على الرغم من عمله بنفس الطريقة التي تعمل بها محركات البحث الأخرى، فإنه يتيح لك عمل محادثات تتابعية، أي تسأله ويرد عليك في الوقت الفعلي real-time، وهذا دون تأخيرٍ بالطبع ودون الحاجة إلى كتابة "أمر- Prompt" جديد.
الميزة الأكبر والأهم أنك عندما تبحث عن شيء ما، فإنك لن تحصل على الإجابة فحسب، بل ستحصل على روابط المصادر التي استخرج منها SearchGPT معلوماته وهذا سيختصر عليك عبء التأكد من مصادر المعلومات التي تولّدها أو تُنشئها هذه النماذج.
اقرأ أيضًا: أحدها يوفّر "GPT-4" مجانًا.. أفضل 5 بدائل لأداة "ChatGPT"
ردت OpenAI على بعض التساؤلات والمخاوف التي قد تراود الناشرين مثل أن SearchGPT قد يقلل عدد زوار مواقعهم الإلكترونية، مبررة ذلك بأن الإجابات ستتضمن إشارات واضحة للمصادر الأصلية، فضلاً عن إبرامها شراكات مباشرة مع الناشرين لتسوية أي خلاف قد يحدث قبل حدوثه.
على سبيل المثال، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال (WSJ) تقريرًا تؤكد فيه على شراكتها مع OpenAI بشأن هذا الأمر، والقائمة تطول.
مميزات SearchGPT
يضم محرك OpenAI البحثي الجديد مجموعة من المزايا الرائعة، ذكرنا البعض منها ضمنيًا أعلاه، ولكن إليكم جميعها بشكلٍ مباشر:
1. الوصول إلى الإنترنت في الوقت الفعلي: واحدة من أبرز مميزات SearchGPT الجديدة والتي بفضلها ستحصل على إجابات حديثة (من الإنترنت) في الوقت الفعلي real-time، أي بسرعة.
2. المحادثات التفاعلية: وهذه المزية غير موجودة في أيٍ من محركات البحث التقليدية وإنما في روبوتات الدردشة فقط، وستفيدك في أغلب عمليات البحث، إذ ستستطيع أن تُتبع نتائج البحث بمزيد من الأسئلة حتى تصل إلى مرادك بالضبط.
3. إرفاق نتائج البحث بالمصادر: بالنسبة للبعض قد تكون الميزة الأقوى على الإطلاق؛ أقوى حتى من فكرة الوصول إلى الإنترنت أو الويب.
4. عرض نتائج المحتوى المرئي: على الرغم من أنها ليست ميزة جديدة، إذ توجد بالمحركات البحثية التقليدية، فإنها غير اعتيادية بالنسبة لمحركات الذكاء الاصطناعي؛ سيعرض SearchGPT النتائج المرئية التي تتضمن الصور، والفيديوهات (من يوتيوب مثلًا)، إلخ.
5. الواجهة البسيطة: بعكس محركات البحث التقليدية والمليئة "بالفلترات" والعناصر غير المُفيدة، يأتي محرك SearchGPT البحثي بواجهة بسيطة تُسهل على المستخدم مهمته وتُساعده على الانتهاء منها بسرعة وكفاءة دون أن يشغل باله بعناصر لا فائدة منها.
هل SearchGPT هو الأول من نوعه؟
الإجابة المختصرة هي لا، المنافس الأول له، والذي يفعل الأشياء نفسها تقريبًا، موجودٌ منذ أغسطس 2022، ونحن نتحدث عن نموذج Perplexity. مذ تم الإعلان عن SearchGPT والمقارنات تُعقد بينهما، وذلك من حيث الأوجه التالية:
1. سرعة الردود وجودة الإجابات: لم يصدر SearchGPT بعد، إلا أنه من المتوقع أن يفوق Perplexity من حيث سرعة الردود (Perplexity ليس بطيئًا إطلاقًا بالمناسبة). ومع ذلك، وبحسب ما رأيناه من اختبارات OpenAI الرسمية للمحرك البحثي، يبدو أن إجاباته مقتضبة بالمقارنة مع Perplexity الذي يُسهب في الإجابة. ولكلٍ مميزاته وعيوبه، وأغلب الظن أن الأمر سيعتمد على الأمر Prompt في المقام الأول.
اقرأ أيضًا: ChatGPT.. هل نثق به في الوصول إلى نظام غذائي مناسب؟
2. تضمين المصادر: تستند إجابات كلٍ من SearchGPT وPerplexity إلى مصادر يتم تضمينها بشكلٍ واضح، وهذه جزئية تُحسب لكليهما. ومع ذلك، ظهر تسريب يُفيد بأن OpenAI ستعطي الأولوية لمحتوى الناشرين أو الجهات التي عقدت معها شراكات، وهذا يطرح الكثير من الأسئلة ويتطلب وجود درجة من الشفافية، لأن معظم المستخدمين قد لا يستطيعون التمييز بين المحتوى العادي والمحتوى المدفوع. على الجانب الآخر، يُضمّن Perplexity المصادر بشكلٍ عشوائي اعتمادًا على درجة التوافق مع موضوع البحث.
3. إمكانية إجراء المحادثات: عاملٌ مشترك آخر بين SearchGPT وPerplexity، فالمستخدم يمكنه أن يطرح أكثر من سؤالٍ بشأن نتيجة البحث ليكون الأمر محادثة مدعومة بالمصادر وليست مجرد عملية بحثية في اتجاهٍ واحد كما يحدث في محركات البحث العادية مثل جوجل وبينج وغيرهما.
4. النتائج البصرية: هنا نُقطة تُحسب لـ SearchGPT، ليس لأن Perplexity لا يعرض صورًا وفيديوهات، بل يعرضها، ولكنها تكون على هامش الأجوبة والمستخدم قد لا ينتبه لها، علاوة على ذلك، تبدو نتائج SearchGPT أكثر تفاعلية بكثير، ولكن الحكم النهائي عند التجربة الفعلية.
5. واجهة المستخدم: كلاهما يقدم واجهة مستخدم جيدة جدًا، ولكننا أيضًا سنحتاج إلى استخدام SearchGPT أولًا قبل إصدار الأحكام والمفاضلة بين الواجهتين، وهذا يأخذنا إلى الجزئية الأساسية الأخيرة في هذا المقال.
كيف تستخدم SearchGPT؟
حتى هذه اللحظة، لا يمكن لأحد أن يستخدم محرك SearchGPT البحثي سوى العدد المحدود الذي اختارته OpenAI من المستخدمين لدواعي الاختبار. إذا كنت مهتمًا بالتجربة، سيتعين عليك الانضمام إلى قائمة الانتظار عبر الدخول إلى صفحة SearchGPT Prototype والضغط على "Join Waitlist" وتسجيل الدخول بحسابك للانضمام إلى هذه القائمة. ومتى يتوفر المحرك، سيتم إعلامك من قِبل OpenAI.
ختامًا، يترقب عدد كبير وصول SearchGPT لأنه قد يغير مفهومنا عن محركات البحث تمامًا ويجعل شركات مثل جوجل وميكروسوفت تعمل باجتهاد أكبر على تطوير محركيها البحثيين الأشهر في السوق (جوجل وبينج) ليتماشيا مع موضة الذكاء الاصطناعي، وذلك بغض النظر عن المميزات التي يمتلكها هذان المحركان الآن.