منافسة من نوع خاص.. أيهما أفضل ChatGPT أم Bard؟
أطلقت شركة "OpenAI" الأداة الثورية المُسمّاة "شات جي بي تي" في نوفمبر الماضي 2022، بينما قارعتها غوغل بأداة "بارد" في مارس من العام اللاحق 2023.
وقد يعتقد الكثيرون أن الأداتين تؤديان الوظيفة نفسها تقريبًا، ولكن الحقيقة أعقد من ذلك؛ فبالرغم من اشتراكهما في آلية العمل - والمتمثلة في الرد على الأسئلة بطريقة تحاكي ردود البشر- فإننا بعد أشهر من التجربة نزعم اختلافهما بشكل واضح يجعل لكل منهما موضعه ومقامه.
فما الفروقات البارزة بين الأداتين؟ ومتى نستخدم "شات جي بي تي"؟ ومتى نلجأ إلى "بارد"؟ وهل يجب علينا أن نعوّل على ردودهما؟
ما الفرق بين "شات جي بي تي" و"بارد"؟
"شات جي بي تي"
يكمن الفرق الأساسي بين الأداتين في مصدر المعلومات، أو النموذج اللغوي Language Model الذي يستقيان ردودهما منه؛ فكما نعرف جميعًا يعتمد "شات جي بي تي" على نظاميّ GPT-3.5 وGPT-4 "للنسختين المجانية والمدفوعة على الترتيب" في ردوده، بينما يعتمد "بارد" على نظام آخر سنذكره لاحقًا.
وقد دُرِّب النظام اللغوي الخاص بـ "شات جي بي تي" على مجموعة هائلة من البيانات المتناثرة على الإنترنت، بغض النظر عن صيغتها سواء كانت مقالات أو كتبًا أو قواعد بيانات مصدرها Common Crawl - منظمة غير ربحية هدفها جمع وأرشفة قواعد البيانات وإتاحتها للعامة - وإلخ.
وتتوفر نسختان من أداة "شات جي بي تي"؛ نسخة مجانية لا تستطيع الوصول إلى الإنترنت وأحدث معلوماتها عالقة عند سبتمبر 2021، ونسخة أخرى مدفوعة سعرها 20 دولارًا توفّر لمستخدميها ردودًا أسرع، وإمكانية استخدام الأداة في أثناء تكدس السيرفرات بالمستخدمين، والأهم من ذلك أن لديها القدرة على الوصول إلى الإنترنت.
اقرأ أيضًأ:ChatGPT.. هل نثق به في الوصول إلى نظام غذائي مناسب؟
"بارد"
على الجانب الآخر يعتمد روبوت الدردشات الخاص بغوغل على نظام لغوي يُسمى "PalM2"، استقى معلوماته من أكوادٍ مصدرية، ومن قواعد بيانات مختلفة، وبالطبع يتميز عن "شات جي بي تي" بإمكانية وصوله إلى الإنترنت، ومن ثم بمعرفته غير المُقيدة بوقت أو زمان مُحدد.
وبحسب غوغل، فإن نظام "PalM2" يتميز بقدرات أفضل من حيث التعقل reasoning، وإمكانات أشمل من حيث القيام بالعمليات الحسابية والمنطقية، ناهيك بأنه أسرع.
ولا ننسى أن "بارد" يأتي بنسخة واحدة فقط، وهي مجانية تمامًا، ولو أن النُسخة الإنجليزية منه تختلف أحيانًا عن بقية النُسخ الأخرى - مثل العربية - في أن التحديثات تصلها بشكل أسرع.
أيهما تستخدم؟
قد لا يكون من العدل أن نسأل هذا السؤال الآن، أو في أي وقت حقيقةً؛ إذ إن كليهما لا يزال قيد التطوير والتعلم، وربما تختلف إجابة هذا السؤال في الوقت الراهن عن الإجابة في المستقبل، ولهذا من المهم أن تضع تاريخ نشر هذا التقرير في الحُسبان، ولا تنسَ أبدًا أن الأداتين يتطوران باستمرار.
سنُقسّم الجواب إلى شقين؛ الأول سنستعرض فيه المميزات والعيوب العامة "ستجد مميزات وعيوبا مشتركة" للأداتين وسيكون عليك أن تختار، أما الثاني فسأجزم فيه - من وجهة نظري - بأفضلية إحداهما على الأخرى بناءً على تجربتي الشخصية.
مميزات وعيوب "شات جي بي تي"
بالنسبة للمميزات:
• الميزة الأولى والأهم من وجهة نظري هي توافقه مع الكثير من الإضافات على مُختلف المتصفحات، ربما هذا بُحكم أقدميته، فباستخدام إحدى الإضافات الموجودة على غوغل كروم مثلًا، ستستطيع أن تجعل النسخة المجانية من "شات جي بي تي" تصل إلى الإنترنت، إضافة إلى مميزات أخرى كثيرة.
• إمكانية مُشاركة المحادثات على وسائل التواصل الاجتماعي.
• تخزين الردود وإمكانية إعادة تسمية المحادثات.
• يقدم ردودًا مُقنعة ولديه القدرة على مجاراتك بشكل جنوني.
اقرأ أيضًا:وفق استطلاع للرأي.. الذكاء الاصطناعي قد يعرض البشرية للخطر
بالنسبة للعيوب:
• النسخة المجانية منه لا توفّر الوصول إلى الإنترنت.
• تكدس السيرفرات أحيانًا - في النسخة المجانية - فضلًا على حدوث مشكلات في إنشاء الردود، ما يضطرك إلى إعادة تحميل الصفحة.
• لا يمكنك التأكد من مصادر الردود وإن طلبت المصدر، فسيعطيك روابط لن تفتح معك في معظم الأحيان.
• كان يمكن لواجهة المستخدم أن تكون أفضل من ذلك بكثير، ناهيك بأن المحادثات لا يمكن تثبيتها.
مميزات وعيوب "بارد"
بالنسبة للمميزات:
• الوصول إلى الإنترنت وعدم تكدس السيرفرات.
• إمكانية التحقق من مصدر الردود عن طريق زر "Google it".
• إمكانية تصدير الردود إلى ملف بصيغة Docs أو كمسودة على الجيميل.
• إمكانية طرح الأسئلة، أو إعطاء الأوامر صوتيًا، أو عن طريق رفع صورة ما.
• واجهة مستخدم سهلة، ويوجد خيارٌ لتثبيت المحادثات.
عيوب بارد:
• عدم الرد على الكثير من الأسئلة العادية قائلًا: "أنا لست مُبرمجًا لمساعدتك بهذا".
• كثيرًا ما تكون الردود غير دقيقة، ما يتطلب مراجعة دورية للمصادر.
• لا يستطيع مجاراتك بالردود - أحيانًا - كما هو الحال في "شات جي بي تي".
اقرأ أيضًا:عندما تطلق عملاقًا تأكد أنه لن يهاجمك! القصة الكاملة لـ«جوجل» مع الذكاء الاصطناعي
أيهما أفضل: "تشات جي بي تي" أم "بارد"؟
أما عن الشق الثاني من الجواب فسينطوي على جواب حاسم، ولكنه مبنيٌّ على رأي مُحدّثكم، ومن الممكن جدًا أن يختلف معي الكثيرون.
قولًا واحدًا، إن خُيّرت بين "شات جي بي تي" و"بارد"، فسأختار "بارد" غير آسف على أداة "OpenAI" الثورية. فلك أن تتخيل أن مميزات "بارد" المذكورة ليست سوى غيض من فيض، وأن هناك وابلاً من المميزات الأخرى التي أجّلت بعضها لهذه الجزئية.
فشركة "غوغل" لا تنفك عن تحديث أداتها وتسليحها بكل التحديثات التي فكرنا، أو حتى لم نفكر فيها، ولنا في تحديث الإضافات الأخير "Bard Extensions" خير مثال. فهذا التحديث يتيح لك ربط "بارد" مباشرة بالجيميل، أو بـ "Google Docs"، أو بدرايف، أو بميزة "حجز الفنادق من جوجل"، إلخ من الأدوات الأخرى المفيدة، ما يسمح لك بتلخيص الملفات الكبيرة، أو حجز الفنادق، أو غيرهما من المميزات الرائعة.
أضف إلى ذلك أن "بارد" يدعم الصور، وهذه ميزة لكي نستخدمها في "شات جي بي تي" سيتعين عليك استخدام الأساليب الملتوية، والإضافات غير الرسمية، ما قد يعرض أجهزتنا للخطر أساسًا.
أزيدك من الشعر بيتًا وأذكر لك ميزة أخرى لا يتيحها "شات جي بي تي" - سوى بالإضافات أيضًا - وهي ميزة تغيير طابع وأسلوب الرد؛ فـ "بارد" يتيح لك 5 خيارات مختلفة لإجاباته هي: "تقصير الردود"، "جعل الردود أطول"، "تبسيط الردود"، "الرد الاحترافي"، أو "الرد الكاجوال".
على الجانب الآخر، ومن باب إحقاق الحق، يتفوق "شات جي بي تي" بأميال كثيرة في كتابة التغريدات، وفي تلخيص المحتوى، فضلاً على الكتابة الإبداعية بشكل عام، وهذه أفضلية كاسحة، ولكن ليست سوى لفئة معينة من المستخدمين، أما بالنسبة للمعظم، فأكاد أجزم أن "بارد" سيناسبهم بشكل أكبر.
هل يمكننا أن نعتمد على "شات جي بي تي" أو "بارد"؟
بغض النظر عما تقدمه أدوات الذكاء الاصطناعي من مميزات، حتى وإن كانت تتيح لك التأكد من صحة ردودها، فالجواب لا يحتاج إلى تفكير، ودون أدنى شك نُجيب: قطعًا لا!.
ولكي تفهم الصورةً كاملةً، ننصحك بقراءة هذا التقرير الذي تحدثنا فيه عن الأسباب التي تمنعك من الاعتماد على "شات جي بي تي" في إعداد نظام غذائي مناسب لك؛ فعلى الرغم من تركيز التقرير على جانب معين، وهو الجانب الصحي، فإنه ينطبق على جميع الجوانب وعلى كل أدوات الذكاء الاصطناعي تقريبًا.